سقط اليمن السعيد الذي لم يعد سعيداً في أيادي الحوثيين والسقوط في حد ذاته كان حتمياً وليس أمراً غريباً وذلك نتيجة طبيعية لما مارسته قوى الشر ضد اليمن طيلة الفترة السابقة لكن الغريب حقاً هو الصمت والتخاذل العربي وخاصة الخليجي وعلى الأخص السعودي وليس خافياً على أحد مدى ما يشكله سيطرة الحوثي على اليمن الذي يعد بمثابة الحديقة الخلفية للملكة العربية السعودية. لقد تم إشغال العرب بالعبع المصطنع من قبل الغرب والأمريكان والمسمى " داعش " وصرفت جميع الجهود تجاه ذلك البعبع بينما كانت إيران وصنيعتها في اليمن يعملون مباضعهم في الجسد اليمني الواهن والذي استنزفته الأزمات والحروب حتى أصبح كالثمرة التي اكتمل نضجها ولم يبقى سوى هز الشجرة لتسقط بكل يسرٍ وسهولة . فقد استغل الحوثي بكل خبث ودهاء ظروف المرحلة وما تمر به المنطقة من أحداث وما يمر به اليمن من أزمات وعملوا على التصعيد المنظم والمخطط له تخطيطاً جيداً واستخدموا في ذلك استراتيجية بسيطة ولكنها فعالة وهي تكثيف الحشد البشري والزحف على المدن التي يرون أن السيطرة عليها تصب في مصلحتهم الكبرى وهي السيطرة على العاصمة وبالتالي على الدولة اليمينة فبدأوا بدماج ثم مدينة عمران إلى أن انتهوا بالعاصمة صنعاء كل ذلك دون أن يجدوا مقاومة حقيقية وهذا هو الأمر المحير والغريب والذي توضع أمامه عدت علامات استفهام وتعجب . أعتقد أن ما حدث من ردات فعل ضعيفة من قبل الدولة رغم إصرار الرئيس اليمين " عبد ربه منصور هادي " على التصدي للحوثي وبذله ما باستطاعته له ما يبرره :- 1-الجيش اليمني يوجد به قيادات وعناصر عدة لا يزال ولائها للرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح المساند للحوثي. 2-وجود القاعدة في الجنوب والتي تستنزف الكثير من المجهود الحربي للجيش اليمني الذي يفتقر للدعم العسكري من أموال وعتاد ومعلومات . 3-الخلاف بين اليمنيين أنفسهم وعدم رضا الكثير منهم عن أداء " منصور هادي " وحكومته وخاصة أهل الجنوب الذين حاولوا بعد الثورة الانفصال . 4-لا نغفل الدور الإيراني وما يقوم به من إزكاء الفتنة ومد الحوثي بكل وسائل الدعم التي يحتاجها في وقت انشغل فيه حلفاء اليمن بما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " . 5-عدم الاهتمام الدولي الكافي بقضية اليمن أعطى رسالة للجميع بأن مشكلة الحوثيين ليست بالمشكلة الهامة أو الملحة . لكن السؤال الآن هل سترضى السعودية بما حدث أم أنه رضا مصطنع إلى حين ؟ وهل تستطيع السعودية ومن وراءها حلفاءها من دول الخليج وغيرهم القيام بعمل من شأنه تغيير الوضع الراهن ؟ أعتقد ان الإجابة عن هذه الأسئلة لا يستطيع أحد أن يتكهن بها وأن الأيام هي وحدها الكفيلة بالإجابة عنها . بقلم : عصام الشاذلي