نجحنا يا أولاد ... صرخات .. أحضان دافئة .. دموع تنحدر .. لحظة بالعمر كله جمعتنا .. ليالى من السهر والإرهاق والتعب استمرت أشهر طويلة .. لقد نجحنا فى إحداث ثورة تكنولوجية جديدة من نوعها فى مجال تجهيز الصحف فى مصر كلها .. العيال نجحوا وعملوها .. نطالع صفحات العدد التجريبى غير مصدقين .. بروفات أولى بين أيدينا .. وليدنا البكر نحمله .. رغم قلة الإمكانيات .. رغم التحديات التى واجهتنا كل يوم .. رغم الأحقاد والعداوات التى تفشت من صدور زملاء ممن يحملون السم بين الأنياب .. رغم سطحية تفكير عواجيز المعارضة ومحاولاتهم المستمرة لنشر الإحباط بيننا .. رغم أن كل الصحفيين الذين يعملون معنا بلا استثناء لم يتقاضوا جنيها واحدا منذ أشهر طويلة إلا أننا جميعا كنا حريصين على أن تنجح خطواتنا الأولى فى التجهيز لصدور جريدة شاب مصر الورقية .. لقد تغلبنا على قلة الإمكانيات بأحداث ثورة تكنولوجية فى مجال تجهيز الصحف .. الجميع على مستوى العالم بلا استثناء يستخدم نظام الآبل ماكنتوش غالى التكلفة مطلوب منا وحدة جمع وتجهيز وتنفيذ تتجاوز المائة ألف جنيه .. سألنا أنفسنا ما هو المانع أن نستغل التكنولوجيا ؟ حاولنا .. العنصر البشرى كان هو العائق .. كنا مصممين على أن ننجح .. تغلبنا على هذه المشكلة من خلال عقول شابة واعية تجسدت فى أروع صورها .. سهرنا طويلا .. كان العمل يبدأ من السادسة صباحًا تقريبًا ولا ينتهى إلا فى الثانية صباح اليوم التالى .. كنا نسهر الليالى الطويلة فى مقر ضيق لا تتجاوز مساحته المائة متر .. هذا المقر عبارة عن مقر لحزب شباب مصر وجريدة شباب مصر .. ظللنا نختبر النظام الجديد الذى أعددناه خصيصا لجريدة شباب مصر وهو برنامج ونظام تجهيزات جديد من نوعه لا يستخدمه سوى كبريات الصحف العالمية .. نجحنا أخيرًا .. نجحنا بفضل الله وفضل زملاء صحفيين وفنيين .. كلهم من خيرة شباب مصر .. كلهم يملكون الحلم والطموح .. نجحنا ياعيال قلتها بعد أن فشلت فى إخفاء دمعة سقطت على الوجه المتعب .. كنا نتبارى من أجل السهر الطويل بجوار أجهزة الكمبيوتر .. كنا نتسابق فى انتظار الوليد القادم .. بروفات العدد كانت هى المبتغى والرجاء .. نجحنا فى إصدار العدد التجريبى الأسبوع الماضى .. نجح العيال فى الاختبار وتغلبوا على قلة الإمكانيات .. تحولت أدمغتهم الجميلة إلى شىء عبقرى رائع .. غالبية أحزاب المعارضة فشلت فى إصدار صحفها جراء ضيق ذات اليد وقلة الإمكانيات .. العيال بتوع شباب مصر أصروا على أن نخوض التجربة رغم قلة الإمكانيات .. فكرنا .. تناقشنا .. ألغينا كل الحواجز بين بعضنا .. لا يوجد شىء اسمه رئيس حزب شباب مصر .. لا يوجد رئيس تحرير بيننا .. لا يوجد رئيس قسم .. كلنا جميعا فى واحد .. نتناول ساندويتشات الطعمية والفول والمخلل المصرى الجميل .. خرجت صفحات العدد التجريبى .. خرج الحلم بين الأيادى الفتية .. قررنا إصدار العدد الأول من جريدة شباب مصر يوم الرابع من أبريل القادم إن شاء الله .. الجريدة ستصدر صباح كل ثلاثاء من كل أسبوع .. أصدقائى .. بعد أشهر الانتظار والتعب والإرهاق أصرخ وأبكى بأعلى صوتى .. يا عيال تسلم إيديكم ... جريدة شباب مصر الإلكترونية اليومية 25/3/2006م