الاسرة هي كيان يتألف من اب و ام و ابناء و ان صلح هذا الكيان فقد صلح المجتمع كله لان هذا الكيان هو العمود الفقري لأى مجتمع ناجح ان انهيار هذا الكيان هو ما ادى الى ظهور كل الآفات الموجودة في المجتمع مثل مشكلة المخدرات و الدعارة و ابناء الشوارع و غيرها من المشاكل التي تغرق فيها المجتمعات حاليا نتيجة لانهيار الاسرة و عادة يعود سبب انهيار الاسرة لعدم ادراك الاب و الام لدورهم الحقيقي تجاه هذا الكيان و عدم قيامهم بدورهم الأساسي تجاه الابناء من رعاية و تربية لهؤلاء الابناء على الاخلاق الحميدة يظن احد الابوين عند حدوث مشكلة بينهما نتيجة لظروف الحياة او اختلاف وجهة النظر تجاه موضوع ما او نزوة لاحد الطرفين ان الحل لكل ما سبق هو الطلاق و هدم الاسرة و لا ينظر الابوين في هذه اللحظة الا الى مصلحتهم الشخصية و كيفية التخلص من تلك المشكلة او تحقيق النزوة الطارئة و ينسون تماما ابنائهم كأنما عميت عيونهم و قلوبهم عن دورهم تجاه ابنائهم ينسى الطرفين كل ما مضى من حياة سعيدة عاشوها معا و حصولهم على كل متع الدنيا واستمتاعهم بحياتهم في صغرهم و في شبابهم و الان نتكلم عن تأثير انفصال الاباء و انهيار الاسرة على الابناء فنجد تأثيره عظيما على الابناء و على نفسيتهم فالابن يحتاج الى حنان الام و عقل الاب لتستوي حياته فنجد معظم حالات الانحراف الجنسي و تعاطى المخدرات و الهروب من المنزل و حالات الاكتئاب تنطلق من ابناء انفصلوا ابويهم و انهار اسرتهم و عندما يحاول احد الطرفين بحل المشكلة بعد الانفصال فيأتي اب ثان للأبناء او ام ثانية فهل يتخيل احدنا ان هذا الشخص سيعطى هؤلاء الابناء ما يستحقونه من حنان و حب و عطف لا اعتقد ذلك و اخيرا : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)) فاتق الله ايها الاب و اتق الله ايتها الام و لا تهدموا حياتكم و لا تهدموا اسرتكم من اجل مشكلة او من اجل نزوة عابرة ستنتهى سريعا و تذكروا يوم تقفون امام الله و تسئلون عن رعيتكم و لما ضيعتموها و من اجل ماذا ضيعتموها من حق الابناء ان يعيشوا مع اباهم و امهم حياة سعيدة سوية لننشأ جيلا غير معقد نفسيا و نحافظ على كيان الاسرة التي هي العمود الفقري للمجتمع فان صلحت الاسرة صلح المجتمع كله Sent from Windows Mail