أهلاً بك شهر البر والإحسان والتقرب لرب العباد والتوبة والرجوع لكنف الطاعة , وكنا نظن أننا سوف نستقبلك ونحن على شكل آخر غير الذي كنا عليه في رمضان السابق , فقد قامت الثورة واعتقدنا أن الشيطان قد رحل ولكن شيطاننا ماكر لا يرحل بسهولة , فقد ربى وعلم وخلق جيل من شياطين الأنس , فمازلنا نرقص لقدوم رمضان وتخلع الممثلات ثوب الحياء ويستغل التجار حاجة الناس وينام الشباب بالنهار ويستيقظ ليلاً بالمقاهي والملاهي ويغيرون سنة الله في الكون الذي جعل النهار معاشاً للسعي والعمل وبناء الكون والليل لباساً لينام الإنسان ويستعد ليوم جديد يرضي فيه ربه الذي خلقه لعمارة الكون . جاء رمضان الثورة والناس مطحونة والقلوب باكية والعيون دامعة, فقد جاء واستشهد الكثير من أبناء الشعب في أحداث الثورة ولم نسمع حتى اليوم بعد أن مضى سبعة أشهر أن أحداً ممن قد قتل الشهداء قد نال عقابه , وحجتنا أن العدالة لن تتحقق إلا بذلك البطء و البطء في العدل أسوأ من الظلم , كيف يستقبل الآباء والأمهات رمضان ممن فقدوا أبناءهم والنار مشتعلة في صدورهم ؟ والقضاة يتحرجون من القضاء بما أمر الله . فهذا يعتذر وهذا لا يرغب , فعلينا أن نأتي بقضاة من المريخ لا يخشون لومة لائم في دين الله . جاء رمضان والشباب في الشوارع والميادين وقد انفرط عقدهم وأصبحوا يتخبطون يميناً وشمالاً لا يتفقون على رأي ويتهم بعضهم بعضاً إنها بداية الفتنة , فإن لم يتحد الشباب تحت راية واحدة كما كانوا لأصبحوا صيداً سهلاً لا يملك الدفاع عن نفسه ولضاعت مصر وسط الأهواء والمطامع وتدخلت الأيدي الخبيثة وسطهم لتعيد مصر لسابق عهدها من الظلم والوساطة والمحسوبية وفرض وضع معين علينا ., فأيها الشباب انتبهوا وتوحدوا تحت راية مطالب واحدة وقلب واحد . جاء رمضان وقد فسدت الحياة السياسية في مصر بأيدي رجال يحاولون الآن جاهدين أن يتخلصوا من تلك الوصمة , بأنهم كانوا مجبرين ولكن إذا كانوا مجبرين فلماذا لم يتركوا الأمر برمته , يرد بأنهم كان يعملون من أجل الشعب نرد عليهم :-مصلحة الشعب أم مصالحتك الشخصية , إن هؤلاء لابد أن يبعدوا تماماً عن الحياة السياسية في مصر وإلا ظل الفساد كما هو , لو وضعت عنقود فاسد من العنب وسط سلة عنب سليم لفسد العنب كله . كما أن الله أمر أن ينفى المفسدين من الأرض ونحن لا نقول ينفوا إنما يبعدوا , يرد بأنهم أصحاب خبره في توجيه الأمور كفانا ما لقينا من خبرتهم التي أفسدت علينا كل شيء . ندعو الله أن ينقذنا من الفتنة ويكون دعاء الصالحين منا في شهر رمضان سفينة نجاة لمصر نا.