الثورة تعني التغيير في السياسات الفاشلة والبحث عن سياسات جديدة غير تقليدية تساعد المجتمع على النهضة الشاملة ولكننا نشاهد وجوه جديدة تحمل نفس الفكر القديم الذي ساد مصر في عهد الحزب الوطني , اللامركزية التي لم تؤهل لها القيادات بشكل مناسب , فالواحد منهم يعتقد أن المكان الذي وصل إليه ملكاً يتصرف فيه وفق هواه ثم المشاركة المجتمع التي تعني في عرفنا جمع التبرعات من شعب فقير فهناك قرى كل أهلها فقراء ولا يجدون قوت يومهم ثم تحرير الأسعار التي جعلت التجار الكبار يأكلون الأخضر واليابس في البلاد وتعدت الأسعار إمكانيات الشعب ولا حكومة تسأل ولا تحاسب وتدعي أنها أفضل سياسة يمكن ممارستها في مصر إذا كانت هذه هي السياسة فلعن الله السياسة ووضعيها . يخطئ واضعو السياسة عندما ينظرون لسياسات الغرب باعتبارها النموذج المثالي للنهوض بل أنها سياسات نشأت في ظروف معينة داخل مجتمع معين تفاعلت معه وتأثرت به فأخرجت هذا المجتمع للوجود وخير دليل دول شرق آسيا عندما أردت التقدم شقت لها طريقاً خاصاً. ومصر في حاجة لطوق السلامة في سياسة جديدة ومنهج جديد وليس في سياسات مترجمة وأفكار مستورة بل في سياسة تنبع من عقول مصرية خالصة تعرف الإبداع الحقيقي وليس سرقة الأبحاث والكتب من المراجع الأجنبية ثم ترجمتها وندعي أننا علماء ومفكرين عظام . ثم نعقد المؤتمرات التي ينفق عليها من قوت الشعب ليصفق بعضنا لبعض ويعلن عن تقديره للأخروكأن هؤلاء علماء يعيشون في بلد غير الذي نعيش به . فكيف نقيس حجم العلم في بلد ما ؟ أعتقد أنها يقاس بقدر ما يقدمه هؤلاء العلماء من أبحاث وأجهزة تساهم في تقدم هذا المجتمع وليس مجلدات وكتب منقلة ومكررة ومملة . هل تصنع مصر الأقمار الصناعية ؟ هل تصنع ما تستهلكه ؟ هل تصنع السيارة ؟ هل تصنع الإبرة ؟ هل تصنع الملابس ؟ السؤال الوحيد الذي يجاب بنعم ولكن يلقى للشعب ملابس لا تصلح للاستخدام الآدمي وبأغلى الأسعار ونغلق باب الاستيراد ليتحكم أصحاب المصانع في الشعب بلا وازع من ضمير ولا قانون ............ هل تجد مصر في حكومة شرف الجديدة طوق السلامة من سياسات الندامة التي سادت مصر في الآونة الأخيرة . هل تجد حمامة السلامة [ الثورة المصرية ] ما يحقق أملها في مصر شابة يعمل فيها الجميع ويأخذ أجره الحقيقي على عمله وينعمون بالحياة وتتقدم البلاد .