مازال في القلب نبض ليخط القلم سيرة الأيام الخوالي التي دونها التاريخ تعبيرا عن عذابات الأمم ورغبتها العارمة في التخلص من كل أسر حاكم فجرّ! ..............أكتب عن الثورة التي لم تقم بعد تذكيرا بمآسي كل ثورة خلت وقد هيجت المشاعر لتتأجج سعادة بدنو الحلم القصي فاذا المشاعر تخمد ويحل اليأس ملازما وقد تبين أنها فورة مشاعر وليست ثورة مصائر! ..............لقد حصد ثمار كل ثورة عبر التاريخ من قاموا بها في وقت كان الثائرين هم تابعي العصاة الماكرين الذين حكموا شعوبهم بالحديد والنار لينأي العدل ويظل الظلم مقيم! ...............بؤس الشعوب اذا في خيبة الأمل التي تصاحبهم وهم يرون الثائرين قد خلعوا ثوب الكفاح وارتدوا ثوب الحصاد ارتقاءا بأنفسهم وخسفا بآمال شعوبهم! ............... وتبقي الثورة الفرنسية نموذجا غير التاريخ وقد كانت المقصلة المصنوعة من الجيلوتين هي الحل لجل اجتثاث رؤوس عربدت وفسدت وضيعت أماني امة ليحل الفقر والبؤس ولويس وبطانته يرتعون فيما يرتعون فيه من رغد! ......... هي أحاديث أخوض فيها بمناسبة الذكري التاسعة والخمسين لثورة 23 يوليو سنة 1952 وقد أعقبتها ثورة شعبية صححت مسار مصر لأجل الحرية في 25 يناير سنة 2011 ليستلزم الأمر سرد قصة الأمس التي مضي عليها ستة عقود وأحاديث اليوم عن ثورة مصرالجديدة التي مضي عليها ستة( شهور) ......... مصر اذا بين ثورتين الأولي قام بها تنظيم الضباط الأحرار وقد ترتب عليها رحيل الملك والاستعمار وبوادر أحلام بعدالة اجتماعية وسط أحلام شعبية بحصاد دائم للسعادة اثر ثورة فتية أتت بأبناء مصر لسدة الحكم فاذا بالثورة تموت في 28 سبتمبر سنة 1970 بوفاة جمال عبد الناصر! ............... كان أليما أن يكون حصاد ثورة 23 يوليو حلما لم يكتمل وقادة اختفوا الواحد بعد الآخر مابين اقصاء أو اغتيال أو عزل ليضيع الحلم علي هامش السيرة وتحصد مصر الأسي! .............. ومضت سنوات يحتفي فيها كل سنة بذكري ثورة 23 يوليو بخطاب رئاسي ويوم أجازة وعرض لفيلم رد قلبي ولا أثر لحصاد الثورة بعد رحيلها مع مفجرها وقد كانت ثورة في الخيال لأن حصادها لم يكتمل لتضحي حلما انتهي الي زوال! ............ وأتي من حكموا مصر بما يحلو لهم والشعب يكابد قصيا عن السعادة ليعتقل من يعتقل ويموت من يموت حزنا أو كمدا أو جوعا ولا أذن تنتصت! ...............وأتي يوم 25 يناير سنة 2011 الذي يحتفي فيه بعيد الشرطة وهو اليوم الذي تظاهر فيها خيرة شباب مصر لأجل القصاص من جلادي الشرطة الذين قتلوا شابا بريئا اسمه خالد سعيد ليشاء المولي عز وجل أن يكون (خالد سعيد) مبعث ثورة جديدة تخلصت من حاكم جائر وبطانته الشريرة ويبقي الحصاد لحين اشعار آخر! .......... هي كلمات لاحت في خاطري وأنا أبحث عن الثورة عبر التاريخ لأجد معاني وأمنيات مآلها الي سراب,ولا أجد حصادا سوي أوجاع وبقايا ذكريات لتظل الثورة حلما في الخيال انتظار لاكتمال رحيل الشقاء وتخلص الشعوب من الكمد والعناء واذا أتي هذا اليوم ....فان الصورة سوف تعبر ان كانت بالفعل ثورة من واقع ام امتداد ....لثورات خلت صيغت من ألم وكان حصادها الي زوال!