أعلنت وزارة الخارجية الإيرنية عن تنصيب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أحمد رءوف شيباني سفيراً لها فى سوريا بدلا من أحمد موسوي، النائب السابق في البرلمان ومساعد رئيس الجمهورية للشؤون القانونية. واعتبر رئيس مركز الدراسات العربية الإيرانية علي نوري زاده أن: "شيباني يتمتع بخبرة دبلوماسية أوسع من سلفه الذي كان له باع طويل في العلاقات مع الجهات الأمنية والحرس الثوري". وأوضح أن "السفير السابق في إيران كان يرسل تقارير غير واقعية عن تطورات الوضع في سوريا، وأن أحمدي نجاد انتقد أداءه بشدة خلال الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، مضيفا أنه لم يكترث بالارتباط مع وزارة الخارجية ووزيرها الجديد و بنى علاقات واسعة مع الحرس الثوري الذي له حضور بارز في سوريا". وأضاف: "أن المهمة الرئيسية للسفير الجديد هي التعامل مع التطورات المستقبلية بحكمة بعد السقوط المحتمل لنظام بشار الأسد قائلا إن البلدين لديهما تعاون واسع على مختلف الأصعدة وأن تسريب حيثيات هذا التعاون يسبب الكثير من الكوارث لإيران". وأشار علي نوري زاده إلى أن شيباني ينوي فتح جسور للارتباط مع المعارضة لتقليل حدة المواقف الرافضة لتدخل إيران في شؤون سوريا، مضيفا "السفير الجديد يتمتع بخبرة دبلوماسية عالية وسبق له تمثيل إيران الدبلوماسى في لبنان وسوريا وكانت تربطه علاقات مع القيادي الراحل في حزب الله عماد مغنية شأنه شأن جميع السفراء الإيرانيين السابقين في سوريا". وأكد أن إيران "لديها المئات من العناصر الأمنية ومصالح كبيرة في البلد الذي يعيش أزمة مستمرة ورأت بأنه من الضروري أن يقود السفارة شخصية دبلوماسية مثل شيباني". أما الصحافي الإيراني إيليا جزائري : "إن وزارة الخارجية الإيرانية تعتبر السفير الجديد (رجل المهام الصعبة)، حيث كان سفيرا لطهران في بيروت بعد الأزمة الكبيرة التي شهدتها علاقات إيران مع لبنان على خلفية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري". واعتبر جزائري أن إيران تهتم كثيرا بالارتباط مع حزب الله عبر سوريا، موضحا أن أحد المهام الرئيسية للسفير الجديد هي الحفاظ على وسائل الارتباط مع الحزب اللبناني بواسطة سوريا. وقال "إن العلاقات مع دمشق تخضع للتنسيق مع مرشد الجمهورية الإيرانية وإن شيباني الذي تربطه علاقات جيدة مع مكتب خامنئي كان بالأساس مرشحا عن القيادة العليا لإيران في الظرف الحساس الذي تعيشه سوريا". وكانت مصادر في السفارة الإيرانية في سوريا قد تحدثت إلى موقع "كلمة" العائد للزعيم الإصلاحي المعتقل مير حسين موسوي عن استياء دمشق لتغيير سفير إيران في فترة تزامنت مع سحب سفراء عدد من الدول الخليجية والعربية. وذكرت المصادر أن "موظفي السفارة الإيرانية في سوريا قاموا بإخلاء منازلهم في دمشق خوفاً من تبعات سقوط نظام بشار الأسد، ونقل بعضهم أعضاء أسرته إلى إيران وبعضهم إلى الحدود السورية اللبنانية لتوفير أرواحهم في حال سقوط النظام السوري".