ما أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها حتى بدأت تظهر فى كثير من دول العالم "دعوات " للإصلاح . و كان فى مقدمة هذه الدول "اليابان" و كان من نتائج هذه الدعوات أن تكون 400 ( أربعمائة ) حزب . و كل حزب بما لديهم فرحون . و راحت هذه الأحزاب تتنافس فيما بينها للاستحواذ على الرأى العام . فمنها من رفع شعارات جوفاء و منها من قدم برامج علمية عملية . و ماهى إلا بضع سنين حتى قضى كثير من هذه الأحزاب نحبة فكانت "زبدا " قذفه نهر الحياة على جانبى الشاطىء فأصبح هباء منثورا . و لم يبق من هذه الأحزاب سوى 12 حزبا فقط. ولا يتنافس على الحكم سوى ثلاثة أحزاب قوية و باقى الأحزاب إنما هى "كومبارس". وهاهى أمريكا لا نعرف فيها سوى حزبين فقط هما: الديمقراطى و الجمهورى. وتلك بريطانيا لا يتنافس على الحكم سوى حزبين :العمال و المحافظين. وهانحن فى مصر –الآن – نعيش نفس الفترة التى عاشتها اليابان بعد الحرب العالمية الثانية فنجد أن من نتائج ثورة 25 يناير أن تكونت عدة ائتلافات للثورة – قيل إنها 25 ائتلاف – و كل منها يدّعى بأنه " رأس الثورة " بل إن بعض هذه الإئتلافات قد "إنشطر " إلى إئتلافات أخرى (كالإنشطار الذرى ) حتى أصبح كل إئتلاف كالذرة التى لا ترى بالعين المجردة . وها هى حركة 6 أبريل تنشطر إلى عدة حركات منها : حركة 6أبريل جناح فلان الفلانى . أخى القارىء: أرجو أن تحتفظ بهذة المقالة لبضع سنين أعطها لأبنائك أو أحفادك حتى يروا صدق ما أقول: سوف تنتهى الغالبية العظمى من هذه الإئتلافات وتلك الأحزاب الكرتونية فى بضع سنين ولن يبقى منها سوى "بضع " أحزاب . لا أقول ذلك رجما بالغيب فلا يعلم الغيب إلا الله. ولكنها القراءة الصحيحة لسنة الله فى خلقه "ولن تجد لسنة الله تبديلا " . إن الليالى والأيام " كالغربال " الذى يتساقط منه الذر و الاجسام الصغيرة . فإذا كانت فتحات الغربال كالدائرة التى نصف قطرها – مثلا – سنتيمتر واحد فإن الغربال لن يحتفظ إلا بالأجسام التى نصف قطرها أكبر من سنتيمتر . و لقد قصّ علينا القرآن الكريم حكاية هؤلاء القوم الذين كانوا يرفعون " شعارات حماسية " فيقولون : " و ما لنا ألا نقاتل فى سبيل الله و قد أخرجنا من ديارنا و أبنائنا " . فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم . و نصيحتى للقارئ الكريم أن يرجع إلى سورة البقرة الآيات من 246 إلى 252 ليرى أن هذه الآيات و كأنها تحكى لنا موقف هذه الإئتلافات و تلك الأحزاب الآن . فلا تقلق أخى القارىء من كثرتها و لا تغتر بما يرفعون من شعارات و سف ترى – إن شاء الله – يوما ينطبق عليها قول الله تعالى : " فأما الزبد فيذهب جفاءا و أما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض "..