قال الأمير الحسن بن طلال رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية ومؤسس ورئيس منتدى الفكر العربي إن ما تركه الراحل البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية من إرث ومثل في التسامح والتآخي بين أتباع الشعب الواحد سيظل ماثلا أمام المصريين وهم يتطلعون إلى المرحلة الجديدة بكل ما تتطلبه من بناء وتآخ وتطلع إلى المستقبل. وأضاف الأمير الحسن بن طلال في مقال له بصحيفة "الرأي" الأردنية السبت إنه في هذا الظرف الدقيق من تاريخ الشعب المصري الذي تمتزج فيه الآمال والطموحات بالمخاوف والشكوك جاءت وفاة البابا شنودة الثالث لتؤكد على خصوصية الواقع المصري وتميزه عن سائر الاقطار العربية مشيرا إلى أن مصر تحوي أكبر مجموعة سكانية في العالم العربي وهي الأعمق تجذراً وتمسكاً بتراثها وتاريخها العريق منذ فجر التاريخ. وأكد أن تاريخ العرب سيذكر مواقف البابا شنودة تجاه جميع القضايا التي جابهت مصر والأمة العربية وبالذات ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقدس الشريف وقال إن البابا شنودة كان مصرياً عربياً جذوره راسخة في تاريخ مصر حيث وقف بصلابة ضد أي تدخل خارجي في شئون مصر الداخلية ومحاولات إثارة النعرات الطائفية التي كان يعتبرها خصمه الأعظم مشيرا إلى أن البابا الراحل كان رجلاً وفياً لبلده ومحباً لحضارة مصر الموغلة في القِدَم وأحب اللغة العربية والشعر العربي ..كما أحب المسيح ومريم البتول ومصر كل مصر مسلميها ومسيحييها دون إستثناء. ولفت إلى أن البابا الراحل كان مدركاً أن هناك من يراهن على إفراغ المنطقة من أبنائها المسيحيين ليجعل العالم العربي خالياً من ألوانه التي تُعدّ منذ قرون طويلة شاهدةً على تعايش المسلمين وقبولهم واحترامهم لكافة أتباع العقائد المختلفة من أبناء أوطانهم ففوّت بذلك الفرصة على من يروج لصورة قاتمة ومغلوطة للمسلمين كجماعات متعصبة وغير قادرة على التعايش مع غيرها الأمر الذي تروج له الطروحات الصهيونية" التي تجعل من إسرائيل واحة الديمقراطية والتنوع الوحيدة في المنطقة". وقال إن الراحل البابا شنودة الثالث عاش تاريخ مصر والمنطقة وعُرف بمواقفه المستقلة إزاء القضايا العربية والوطنية ومنها إصراره على ضرورة إنهاء الإحتلال الإسرائيلي والحفاظ على عروبة القدس ورفضه لتدويلها وعلى حقوق الشعب الفلسطيني كاملةً. وقال الأمير الحسن بن طلال إن من مناقب الراحل البابا شنودة الثالث إدراكه أن الإرهاب لا دين له من ناحية وأنه خطر ووبال يعاني منه المسلم مثلما يعاني منه المسيحي لافتا إلى أن مسألة هجرة وتهجير مسيحيي الشرق إلى الخارج كانت هاجسا مقلقا له كونها تقضي على التعددية التي هي إحدى سمات الحضارة العربية الإسلامية الرائعة..