واشنطن / حذر مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية؛ من أن أي تدخل عسكري في سوريا قد يكون محفوفاً بالمخاطر، وقد يتطلب أسابيع من الغارات الجوية التي تشنها القوات الأميركية حصراً ما يهدد بمقتل عدد كبير من المدنيين. وقال مسؤولون في البنتاغون إن سوريا تشكل مشكلة أكبر بكثير من ليبيا حيث تطلب الأمر فيها 7 أشهر من الغارات الجوية من حلف شمال الأطلسي، ألقت فيها مئات الطائرات نحو 7700 قنبلة وصاروخ. وعلى الرغم من أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ديمبسي قال أمام مجلس الشيوخ إن الولاياتالمتحدة تمتلك القدرة لشن غارات جوية مستمرة في سوريا، إلا أن المسؤولين الدفاعيين قالوا إنهم يقلقون من 4 تحديات، هي خطر مهاجمة الدفاعات الجوية الروسية التي تمتلكها سوريا والموجودة بالقرب من مناطق كثيفة سكنياً ما سيؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا حتى لو كانت الغارات دقيقة، وتسليح المعارضة المنقسمة، واحتمال بدء حرب بالوكالة مع إيرانوروسيا، الحليفين الرئيسين لسوريا، وغياب حلف دولي يرغب في العمل العسكري ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وقال أحد المسؤولين إن إنشاء "ملاذات آمنة" للمدنيين في سوريا عملية معقدة جداً إلى درجة أن المخططين العسكريين يدرسون احتمال إرسال قوة برية أميركية للمساهمة في إقامة هذه الملاذات والحفاظ عليها في حال إقامتها. وقالت تقارير إن الخطط تأتي في إطار طلب وجهه الرئيس باراك أوباما لإجراء تقييم حول خيارات عسكرية ابتدائية من البنتاغون على الرغم من أن الإدارة الأميركية لا تزال ترى أن الأسلوب الدبلوماسي والضغوط الاقتصادية هي الطريقة الأفضل لوقف العنف الذي يمارسه النظام السوري. وتشمل الخيارات التي تتم دراستها جسراً جوياً إنسانياً ومراقبة بحرية لسوريا وإقامة منطقة حظر جوي. وكان ديمبسي قال إنه يتعين البدء بغارات جوية أميركية حصراً للقضاء على الدفاعات الجوية السورية، كما حصل في ليبيا وتمكنت بعدها المقاتلات الأوروبية من العمل بحرية، وبعد أن تؤمن الولاياتالمتحدة السيطرة الجوية سيكون بالإمكان خلق ملاذات آمنة أو ممرات إنسانية، لمرور اللاجئين إلى تركيا مثلاً. ولكن المسؤولين الأميركيين قالوا إن هذه الممرات والملاذات ستكون عرضة لهجمات قوات الأسد المؤلفة من نحو 330 ألف جندي. وقالوا إن المعارضة السورية لا تفرض سيطرتها على منطقة محددة في سوريا مثلما كانت تفعل في ليبيا، وأشاروا إلى أن المعارضة منقسمة ومؤلفة من نحو 100 مجموعة ولم يظهر قائد واضح حتى الآن. وأضافوا أن القلق الأكبر الذي يواجهونه هو إيران التي تدعم النظام السوري، بعد أن قالت مصادر استخبارية إنها زودت دمشق بأسلحة متطورة، كما أن روسيا هي مزود أساسي لسوريا بالأسلحة ولديها قاعدة بحرية في طرطوس، بالإضافة إلى القلق من مخزون الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في سوريا..