شهدت مدينة بنغازي مساء الثلاثاء؛ مناوشات بين سكانها الرافضين للفيدرالية وآخرين مؤيدين لها، وذلك في أول حادثة علنية تظهر بعد إعلان منطقة برقة إقليماً فيدرالياً. وحمل الرافضون للفيدرالية الذين تجوّلوا في عدد من الشوارع الرئيسية في مدينة بنغازي، أعلام الإستقلال وهم يرددون الهتافات التي تؤكد على وحدة ليبيا كاملة، معتبرين إعلان برقة إقليماً فيدرالياً خطوة نحو تقسيم ليبيا. وذكر شهود عيان في اتصال هاتفي مع يونايتد برس إنترناشونال أن مؤيدي الفيدرالية اضطروا للتراجع والتفرّق أمام تزيد أعداد المتظاهرين الرافضين الذين قدر عددهم بأكثر من 5 آلاف شخص، وخصوصاً بعد أن تصاعدت حدة المناقشات بين الطرفين وتبادل الشتائم بينهما. وردد المتظاهرون الغاضبون من إعلان الفيدرالية الذين توجهوا إلى إلى ساحة التحرير، شعارات "الوحدة الوطنية .. لا شرقية ولا غربية"، مؤكدين أن مدينة بنغازي وكافة المدن الشرقية لن تكون في صف "النظام الفيدرالي" وستكون مع وحدة ليبيا كدولة ديمقراطية واحدة. وأعلنت شخصيات من قبائل المنطقة الشرقية لليبيا، في وقت سابق اليوم، منطقة برقة التي تمتد من مدينة بني جواد وحتى أمساعد نقطة الحدود الليبية المصرية، إقليما فيدراليا، كما أعلنت عن تشكيل مجلس تأسيسي لها. وتحت شعار ليبيا دولة موحدة، أعلن في مدينة بنغازي التي انطلقت منها شرارة ثورة 17 شباط/فبراير التي أسقطت النظام السابق، عن تشكيل المجلس التأسيسي لإقليم برقة برئاسة أحمد الزبير العضو المؤسس للمجلس الإنتقالي. وأصدر المشاركون في المؤتمر "ميثاق برقة للعيش المشترك" لسكان الإقليم الذين يطالبون بالعودة إلى الدستور الملكي الذي يعتمد على تقسم البلاد إلى ثلاث أقاليم هي: برقة وفزن وطرابلس. يشار إلى أن ليبيا بعد استقلالها عام 1951 حُكمت عن طريق النظام الفيدرالي لنحو 10 سنوات تحت اسم المملكة الليبية المتحدة، غير أن الملك إدريس السنوسي ألغى هذا النظام ووحّد الدولة في كيان واحد تحت عرشه وغيّر اسمها إلى المملكة الليبية حتى الإنقلاب العسكري الذي قادته مجموعة من الضباط برئاسة العثقيد الليبي الراحل معمر القذافي عام 1969..