قتل اكثر من 55 شخصا الجمعة؛ في اعمال عنف اجتاحت منطقة خيبر القبائلية الشمالية الغربية من باكستان والمحاذية لافغانستان، بحسب مسوؤلين محليين. فقد قتل 22 شخصا واصيب اكثر من عشرين اخرين في هجوم انتحاري استهدف مسجدا عقب صلاة الجمعة في وادي تيرا، فيما قتل عشرة جنود و23 مسلحا اسلاميا في اشتباكات في وقت سابق من اليوم على بعد عشرة كيلومترات من موقع التفجير. وتعد منطقة خيبر مأوى للمسلحين المرتبطين بحركة طالبان الباكستانية، وقد دفع الخوف من تجدد القتال بين الجيش والمسلحين الى فرار نحو 18 الف شخص من منازلهم في تلك المنطقة في اكتوبر/ تشرين الاول العام الماضي. وقال جميل الرحمن المسؤول في الادارة المحلية لوكالة فرانس برس ، ان الهجوم الانتحاري ادى الى مقتل 22 شخصا على الاقل واصابة عشرين اخرين، مرجحا ارتفاع عدد القتلى. واضاف ان "الانتحاري فجر نفسه بالقرب من بوابة المسجد في وادي تيرا في منطقة خيبر القبائلية بينما كان الناس عائدون الى منازلهم بعد اداء الصلاة"، مرجحا ارتفاع عدد الضحايا. ويقع المسجد في منطقة يسيطر عليها منغال باغ قائد جماعة جيش الاسلام (عسكر اسلام)، بحسب المسؤول الذي اضاف ان "معظم القتلى ينتمون الى جماعة جيش الاسلام التي يقودها مانغال باغ". واكد رئيس ادارة منطقة خيبر مظهر خان عدد القتلى، وقال "لقد كان هجوما انتحاريا. وفجر الانتحاري نفسه عند مدخل المسجد بينما كان المصلون عائدون من صلاة الجمعة".وصرح خان في وقت سابق ان عشرة جنود باكستانيين على الاقل قتلوا كما قتل 23 مسلحا في قتال في وادي تارا. وصرح مسؤول امني بارز ان "عشرة جنود على الاقل استشهدوا كما اصيب ثلاثة اخرين"، مضيفا ان القتال استمر نحو ست ساعات". وقال ان "المعارك اندلعت عندما هاجم متمردو جيش الاسلام مركز مراقبة للجيش"، الا انه اضاف ان "جميع مواقع الاجهزة المكلفة تطبيق القانون لم تتضرر والوضع مستقر"، ملقيا مسؤولية الهجوم على جماعة جيش الاسلام. واكد مسؤولون عسكريون في بيشاور وقوع الهجوم وعدد القتلى، الا انه لم يتسن الحصول على تاكيد مستقل لعدد القتلى نظرا الى ان الجيش يحظر الدخول الى المنطقة. ومتمردو جيش الاسلام الذين ينتشرون خصوصا في خيبر بقيادة زعيم الحرب منغال باغ، ليسوا فصيلا كبيرا من حركة التمرد الاسلامية حتى ولو كانوا مرتبطين بطالبان وبمختلف المجموعات المسلحة المحلية. وتكررت المواجهات بين الجيش والمتمردين في الاشهر الاخيرة في عدد من المناطق القبلية وبينها خيبر، وهي منطقة استراتيجية لانها تعتبر ابرز نقاط العبور بين باكستان وافغانستان. وكانت حركة طالبان الباكستانية المتحالفة مع القاعدة اعلنت في 2007 الجهاد ضد الحكومة بسبب تحالفها مع الولاياتالمتحدة في "حربها على الارهاب". وحركة طالبان هي المسؤولة الرئيسية عن موجة اعتداءات ادت الى مقتل قرابة خمسة الاف شخص منذ ذلك الوقت. وبعد تهدئة نسبية دامت بضعة اشهر، عزاها المراقبون الى محاولات اجراء مفاوضات مع فصائل منشقة من طالبان والى ضربات عنيفة وجهها الجيش الباكستاني والطائرات الاميركية من دون طيار، يبدو ان الاعتداءات استؤنفت منذ نهاية يناير في شمال غرب البلاد وخصوصا في بيشاور، ابرز مدن هذه المنطقة. وصباح الجمعة، قتل احد عناصر اجهزة الاستخبارات الباكستانية في هذه المدينة بيد مسلحين كانوا على متن دراجة نارية..