" الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها " ، وحتى لا يزايد علىّ أحد فيتهمنى البعض – وقبل أن يتم قراءة المقالة بأننى ضد " الجماعات الإسلامية " أو يصفنى آخرون بأننى متحيز لجماعة منهم فإننى – بادئ ذى بدء – أعترف بأننى محسوب " شعبيا و أمنيا " على إحدى هذه الجماعات و لكن يعلم الله بأننى لست متعصبا لأى جماعة ، و كما قال الأستاذ / البهى الخولى فى كتابه " تذكرة الدعاة " و هو يؤكد أنه ليس متعصبا لجماعة " الإخوان المسلمون " كهيئة : " .... و لكن باعتبارهم فكرة فى الحق لا باعتبارهم هيئة خاصة ذات صبغة معينة ، فنحن فكرة و لسنا هيئة فكرة أوسع من السماء و الأرض ...." و من هذا المنطلق فإنى أكتب مقالى هذا بعيدا عن التعصب المذموم : ها نحن المصريون ما كدنا نفيق من " زلزال حكم مبارك " الذى أصاب مصر بدرجة " 30 سنة " على مقياس رختر حتى ظهرت " توابع " هذا الزلزال ، و من أخطر هذه التوابع هى تلك الصراعات الإعلامية التى ظهرت بين ما يطلق عليهم اسم " التيار الإسلامى السياسى " من جانب و بين ما يطلق عليهم أسماء مثل : ليبراليون ، اشتراكيون ، يساريون ، ائتلاف الثورة ( و هم أحزاب شتى ) ، 6 ابريل جناح فلان الفلانى ......إلخ بل إن هذا الصراع بدى واضحا بين تلك التيارات الإسلامية نفسها . فهذا إخوانى و هذا سلفى ، و زاد الطين بلّة أن وجدنا من يرفعون شعارا واحدا ثم يقومون بتكوين أحزاب شتى ، " و كل حزب بما لديهم فرحون " ....ولقد وصل السفه ببعض وأكرر بعض من ينتمون إلى بعض هذه التيارات الإسلامية أنهم قالوا : " لن يدخل الجنة إلا من كان على شاكلتنا " ألا ساء ما يحكمون . ألم يقرءوا قول الله تعالى " ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون " . ولم يقل : بما كنتم تنتمون (وليرجع القارىء إلى مقالى السابق بعنوان : الجماعات الإسلامية بين الأصل والصورة ) وإذا كان من حق المسلم أو أى مصرى أن ينتمى إلى أى حزب أو جماعة فليكن شعاره هو : "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " وعندئذ سنجد أن التنافس بين هذه الجماعات وتلك الأحزاب هو لصالح المصريين جميعا ولا أقول لصالح المسلمين فقط وليكن اختلافهم " إختلاف تنوع " وليس "اختلاف تضاد " أريد من هذه الجماعات وتلك الأحزاب أن يقدموا للناس " عمليا " حلا لمشاكلهم . فأين مشروعاتهم العملية لحل مشكلات طال الحديث عنها .مثل مشكلة " الدروس الخصوصية " تلك المشكلة التى أصابت كثيرا من الأسر المصرية " بهبوط فى القلب ". ومشكلة " الصحة " تلك المشكلة التى جعلت مصر أول دولة فى العالم فى نسبة الإصابة " بسرطان الكبد " نريد مشروعات عملية لحل مشكلات الناس إبتغاء مرضات الله وليس لمجرد جلب أعداد من الناس ينضمون إليهم نريد منهم أن يتعاونوا فيما أتفق عليه ويعذر بعضهم بعضا فيما أختلف فيه . نريد منهم أن يناقشوا مشروعات تنموية بدلا من أن يستهلكوا الوقت فى جدل حول أمور مختلف فيها فقيها مثل : هل اللحية والنقاب ....إلخ فرض أم فضل ؟ وليتذكروا قول الرسول "صلى الله عليه وسلم " : " أنا زعيم بيت فى الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا " . وبذلك نستطيع بإذن الله أن نقطع رقبة تلك " الفتنة " التى أطلت علينا و التى يزيدها اشتعالاً فريق من الذين كفروا من أهل الكتاب و المشركين و الذين فى قلوبهم مرض و ليكن شعارنا جميعا فى الفترة الآنية و المستقبلية هى قول الله تعالى " و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون " . و إلى اللقاء إن شاء الله مع المقال التالى و الذى سيكون بعنوان : " السلفية ..مرحلة زمنية مباركة ، و ليست مذهبا ولا حزبا "