كشف الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس أن سكان الريف والعاملين في الحقول أكثر سعادة ونبوغا من سكان الحضر لتعرضهم لنوع من البكتريا يتواجد بوفرة في طمي التربة الزراعية ويمكن وصفها ب "بكتريا السعادة" "فاكى" وذلك وفقا لما نشرته أحدث الأبحاث العلمية العالمية. جاء ذلك في ندوة اليوم الثلاثاء عن موضوع "البكتريا الصديقة" واستضافها قصر ثقافة مصر الجديدة وتناولت عدة عناصر حول ميكانيكية عمل البكتريا التي تصيب الإنسان ببعض الأمراض وكيفية تقويضها والاستفادة من البكتريا الصديقة للبيئة. وعزا الدكتور بدران الشعور بالسعادة الذي تحدثه البكتريا الصديقة للإنسان "فاكى" التي تعيش في التربة الزراعية لقيامها بتحفيز المخ على إنتاج هرمون "السيروتونين" المسبب للسعادة والسرور والنشوة والانشراح وزيادة الشهية بالإضافة إلى دوره كموصل عصبي له دور كبير في تنظيم عملية النوم والمزاج والشهية ويعتبر مضاد للاكتئاب والقلق و الميول العدوانية. وأكد أن الفلاحين أكثر حظا من أبناء المدن إذ يستنشقون هذه البكتريا ويبلعونها بطريقة تلقائية لانتشارها في البيئة المحيطة بهم بينما ساكني الغابات الأسمنتية "سكان المدن" فإنهم يستنشقون ويبلعون الرصاص أحد الملوثات الهوائية الضارة المنبعثة من عوادم السيارات. وقال إن الكشف عن هذا النوع من البكتريا يفتح المجال أمام العلماء لتصنيع لقاح ضد الإكتئاب .. مشيرا إلى أن التجارب العلمية التي أجريت في معامل العديد من مراكز الأبحاث مؤخرا على الفئران التي أطعمت بهذه البكتيريا أصبحت أكثر ذكاء وأسرع تفكيرا عن مثيلاتها التي لم تطعم هذه البكتيريا. وأضاف أن هذا الاكتشاف يرشح البكتريا "فاكى" لتكون بكتريا مضادة للاكتئاب لدورها في التحفيز على إنتاج جيل من السيروتونين والنورأدرينالين في المخ إلى جانب تنشيط تكوين الخلايا العصبية التي تنتج هذين المركبين وتزيد نسبة الذكاء والقدرة على التعلم , مما يفسر نبوغ أبناء الريف الذين يلعبون في طفولتهم في طين التربة الزراعية مقارنة بأبناء المدن الذين يتعرضون لمادة الرصاص المستخدمة في صناعة أصباغ , المبيدات الحشرات البطاريات وغيرها.