الحديث فى الآونة الأخيرة عن تحديد يوم الخامس والعشرين من يناير عيدا وطنيا للثورة المصرية السلمية أخذ أكثر مما يستحق , حيث كان من المفترض أن يكون بديهيا ومع كامل تقديرى وامتناني للشرطة المصرية والتى قدمت خمسين من أشجع رجالها فى الإسماعيلية قبل حوالى 59 عاما , رفضوا الخضوع للإنجليز وقاوموا حتى الاستشهاد فى معركة لك تكن متكافئة بالمرة .. ولكنها الثورة! وبالفعل ها قد قدم المجلس العسكرى "كرماته" و أهدانا هذا اليوم كما طالبه الأغلبية احتفالا بالثورة وتكريما للشهداء , واعتبره اللواء عتمان عضو المجلس العسكرى ثالث ضلع باحتفالات القوات المسلحة كل عام مع ذكرى حرب أكتوبر المجيدة وثورة 23 يوليو الخالدة , بل وأعلن انه سيدير عملية الاحتفال بعيدا عن ميدان التحرير ولكن فى صورة مباراة بين مصر وتونس يوم العاشر من يناير , أى قبل تنحى مبارك بيوم واحد وهو نفس يوم البيان الأول من المجلس العسكرى للشعب , وهنا يمكن اعتبار هذه المباراة ذكرى لتولى العسكر حكم البلاد ! هذا بالإضافة إلى احتفالات تدور الجمهورية من العريش إلى الإسكندرية وصولا للسويس مهد الثورة حيث شهدت أول شهدائها , يشدو فيها المطربون بالأغانى الوطنية التى لا اعلم ماذا ستتضمن؟ هل تخليدا للثورة والشهداء أم تمجيدا فى العسكر و" تضحياته" من أجل إنجاح الثورة . كل هذا فى كفه وعروض الطائرات التى ستستمر من 25 إلى 28 يناير فى كفه أخرى وميزانية ثقيلة كنا فى غنى عنها فى ظل وجود كل هذا العجز فى الموازنة , والمدهش عندما يعلن أن هذه الاحتفالات على نفقة القوات المسلحة و كأنها دولة بداخل الدولة لها ميزانيتها الخاصة وليست فى النهاية هى أموال الدولة والشعب! أية احتفالات التى يتحدث عنها العسكر بنجاح الثورة !! هل فعلا الثورة نجحت أم أنها فى حاجة إلى مزيد من العرق وأتمنى ألا يكون ممزوجا بالدم ! لتعلم الإجابة أنصحك بأن تفتح كتاب الصف السادس الابتدائى المعدل ستجد فصل كامل عن " الرئيس محمد حسني مبارك " وأهم إنجازاته العسكرية و التنمية فى مصر و الإستقرار و الرخاء و ينتهى الفصل بجملة .. " إلا أن الشعب المصرى لم يكتفى بكل هذه الانجازات ولم تكن كافية فقامت ثورة 25 يناير من عام 2011 ". فإذا كنت تعتقد أن الثورة قد انتهت فذهب إلى حيث تحتفل القوات المسلحة . أما إذا كنت تؤمن أن الثورة مستمرة فعليك بميدان التحرير.