" و هو الذى أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " .. أما آن للمشركين و المنافقين و الذين فى قلوبهم مرض أن يفيقوا من سكرتهم و يكشفوا الغطاء الذى أعمى أبصارهم ليروا الحقيقة التى بشر بها القرآن منذ قرون و بشر بها علماؤنا منذ عقود وهى أن : " المستقبل لهذا الدين " ،انظروا إلى ما حدث فى تونس – بعد ابن على – ذلك الزنديق الذى حرم على النساء أن يضعن شيئا – ولو قطعة قماش – على رءوسهن ، ها هى تونس الآن تكشف عن هويتها الإسلامية فيفوز حزب " النهضة الإسلامية " بأكثر من 40% من أصوات الشعب ، و ها هى المغرب يفوز فيها حزب " العدالة و التنمية " ذو التوجه الإسلامى . و إذا كنت أكتب هذا المقال بعد المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية فإنى أتوقع – و العلم عند الله – أن تفوز الأحزاب ذات التوجه الإسلامى بغالبية أعضاء مجلس الشعب ، و انتظروا ما سيحدث فى اليمن و سوريا ، بل انتظروا ما سيحدث فى دول البلقان و الاتحاد السوفييتى السابق ، فإذا كنا نقول منذ عقود أن " المستقبل لهذا الدين " فإننا الآن نقول " الحاضر لهذا الدين " و ما عليك أخى القارئ إلا أن تشارك فى هذا " الحاضر " فلا تكتفى بالنقد و الاعتراض بل " اعمل " كما أمرك الله بقوله " و قل اعملوا ......" ، فأين أنت من : صلاة الجماعة ، قراءة ما تيسر من القرآن يوميا ، معاملة الجيران ، زيارة المرضى ، الإصلاح بين الناس ، الإنفاق فى سبيل الله ، الإخلاص فى عملك حتى تكون قدوة لغيرك ..... إلخ . عليك أن تشغل نفسك بعيوبك قبل أن تشغل نفسك بعيوب غيرك و بذلك تشترك فى صنع " هذا الحاضر " ، و إياك أن تتعصب لحزب أو جماعة بل يجب أن تتعصب لدينك و ليكن انتماؤك لحزب أو جماعة هو مجرد " وسيلة " لتدعيم هذا " الحاضر "