Open your book عبارة أعجبتني أنهى بها طلاب الفرقة الأولى بقسم الصحافة عرضهم الذي قدموه للتعريف بالفيس بوك أشهر المواقع الاجتماعية التي أتاحت التواصل الاجتماعي في العالم الافتراضي. ودائما أتذكر هذه العبارة وأنا أنادي على ابنتي التي لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها، وألح عليها إلحاحا بأن تغلق الفيس بوك وتفتح كتبها وتنتبه لمذاكرتها بعد ساعات من كتابة "التعليقات". لقد تحول الفيس بوك إلى إدمان في حياة الشباب العربي، وأصبح ملايين الشباب يقضون الساعات عليه في كتابة التعليقات على الحائط والرسائل والتحدث والدخول في مجموعات وكتابة النكت وغيرها. وفي إمكان الكثير منهم أن يتنازل عن الأكل والشرب، بل والعمل والبيت ويعيش في هذا العالم الافتراضي. الخطورة تكمن في أن الفيس بوك يسرق الأوقات والأعمار وتمر ساعات عليه بدون أن يشعر الإنسان بها. تقول موسوعة ويكيبيديا: إن مصر هي الأولى في الشرق الأوسط استخداما للفيس بوك حيث يضم موقعها 2.4 مليون زائر يوميا مشترك وهو الموقع الأول للمصريين. وهو رابع أكثر من 750 مليون مستخدم على مستوى العالم على الجانب الآخر فقد اكتسب الفيس بوك شهرة منذ إضراب 6 إبريل 2008 والذي دعت إليه "إسراء عبد الفتاح". كما أن الشباب المصري نجح في استخدام هذه الوسيلة في ثورة 25 يناير وفي تشبيك الجماهير وحشدهم وتفجير الثورة ومن أجل ذلك قطعت الحكومة المصرية الاتصالات يوم 28 يناير 2011. ومعنى ذلك أن الفيس بوك سلاح ذو حدين، ولكن الملاحظ أن معظم الشباب يستخدمونه فيما لا يفيد بخاصة أنه يتيح التواصل الاجتماعي بشكل لا يتيحه غيره. ومن المفيد أن نتذكر أن مؤسس الفيس بوك هو "زوكر بيرج" m.zocherberg في عام 2004 عندما كان طالبا في جامعة هارفارد الأمريكية. وكان له هدف واضح وهو تصميم موقع يجمع زملاءه في الجامعة ويمكنه من تبادل أخبارهم وآرائهم وصورهم. فلم يسع إلى انتشار موقع تجاري يجتذب الإعلانات، ولكنه ركز على تسهيل عملية التواصل بين طلاب الجامعة، واكتسب شعبية واسعة مما شجعه على توسيع قاعدة الحق في الدخول إلى موقع ليشمل طلبة جامعات أخرى أو طلبة مدارس ثانوية، واستمر الموقع قاصرا على طلبة الجامعة والمدارس الثانوية لمدة سنتين. وفي سبتمبر 2006 قرر زوكربرج أن يفتح أبواب موقعه أمام كل من يرغب فيى استخدامه وكانت النتيجة الطفرة الهائلة في عدد المشتركين في هذا الموقع. فلنعد إلى التحذير من خطورة الاستخدام السيئ للفيس بوك، وأبرز مثال على ذلك التواصل بين الفتيان والفتيات بشكل لا يتفق مع العلاقات الاجتماعية السليمة ولا مع أصول الدين وتعاليمه التي تحث على غض البصر وعدم الاختلاط الفاحش. أتمنى أن يأتي الوقت الذي نحسن فيه استخدام الوسائل الحديثة، فالعيب ليس في الوسائل دائما ولكن فيمن يستخدمها.