أما آن للإعلاميين الذين فى قلوبهم مرض أن يكفوا عن حقدهم على " الصحوة الإسلامية " ، إنهم من خبثهم – إلى جانب عدم شجاعتهم – لا يهاجمون هذه الصحوة مباشرة و لكنهم يهاجمون الجماعات الإسلامية و خاصة جماعة الإخوان المسلمين . قالوا : إن الإخوان المسلمين يريدون أن " يكوشوا " على كل شئ ، ولما سقط فى ايديهم و رأوا أن الإخوان المسلمين يسعون جاهدين إلى إشراك الآخرين فى مشروع النهضة قالوا : إن الإخوان المسلمين يريدون " أخونة كل شئ " ، و لو كانوا يملكون الشجاعة للتعبير عن مكنون ما فى أنفسهم لقالوا : إن الإخوان المسلمين يريدون " أسلمة " كل شىء . و الدليل على ذلك هو اعتراضهم على اختيار الدكتور / هشام قنديل كرئيس للوزراء لمجرد أنه " مطلق اللحية " و هم يعلمون أنه لا ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين . لقد وصل حقد هؤلاء على جماعة الإخوان المسلمين إلى تأكيدهم على أن مشروع النهضة للإخوان المسلمين لن ينجح . أقول لهؤلاء : إن هذا المشروع سوف ينجح بإذن الله و بعونه لأنه " مشروع المسلمين جميعا " فى هذا القرن الواحد و العشرين و الواقع يؤكد أن : الغرب فى " أفول " و المسلمون فى " صعود ( راجع كتاب " موت الغرب " – باتريك جيه - ) فإذا قال السفهاء من الإعلاميين : هذه أحلام و وعد مكذوب " ، أقول لهم : لقد قال السفهاء و المنافقون فى عهد الرسول – صلى الله عليه و سلم – مثل قولكم و ذلك فى غزوة الخندق حين وعد الرسول – صلى الله عليه و سلم – أصحابه بالانتصار على كسرى و هرقل فقال هؤلاء السفهاء : أيعدنا بهذا و الواحد منا الآن لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط " ما وعدنا الله و رسوله إلا غرورا ، ثم تحقق وعد الرسول ( صلى الله عليه و سلم ) أعرف أن هؤلاء السفهاء سيقولون : " لقد كان هذا فى عهد الرسول (ص) و الذى كان يوحى إليه فهل أنتم يوحى إليكم ؟ أقول لهم : إن لله سننا لا تتبدل و لا تتغير و من سننه سبحانه و تعالى : " و تلك الأيام نداولها بين الناس .... " ، " نريد أن نمنّ على الذين استضعفوا فى الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين ". لقد رفع هؤلاء السفهاء شعارا صنعوه ثم عبدوه و هو " يسقط حكم المرشد " تماما كما كان يفعل الكفار من العرب حين يصنعون " صنما " من العجوة ثم يعبدوه فإذا جاعوا أكلوه ، أقول لهؤلاء : موتوا بغيظكم فإن حكم المرشد لن يسقط . أتعرفون لماذا ؟ ببساطة لأنه لايوجد أصلا فى منهج جماعة الإخوان المسلمين ما يسمى " حكم المرشد " و إذا كان الله سبحانه و تعالى قد مكّن لجماعة الإخوان المسلمين بعد 84 عاما من التنكيل و التعذيب و التشريد فإن الواقع أثبت أن هذه الجماعة لا تسعى إلى الاستحواذ على الحكم بدليل أنهم يدعون الآخرين – ليلا و نهارا – إلى مشاركتهم فى الحكم باعتباره " مسئولية " لا " سلطة " و اعتباره " مغرما " لا " مغنما " . و أخيرا أقول لهذا الإعلام الذى يعوى : أفيقوا من سكرتكم و اعلموا أن شعب مصر العظيم لن ينخدع بتقلبكم بين القنوات الفضائية و يعلم أن كل أحاديثكم فى هذه القنوات إنما هو : " مكاء تصدية " ، كما أن شعب مصر العظيم يعرفونكم واحدا واحدا ، و كثير منكم على " الفيس بوك " تحت عنوان " القائمة السوداء للإعلاميين فى مصر و اعلموا أن " مشروع النهضة " سائر فى طريقه بإذن الله و بعونه ، هذا المشروع الإسلامى العالمى و الذى لا يخص جماعة بعينها ، و سيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون .