المكان هو أوبرا سيد درويش بالإسكندرية، والزمان كان مساء الخميس، والحدث افتتاح الدورة السادسة لمهرجان الإسكندرية للموسيقى العربية فى الفترة من الثانى عشر حتى الثامن عشر من الشهر الجارى، بحضور وزير الآثار القائم بأعمال وزير الثقافة الدكتور محمد إبراهيم، ومحافظ الإسكندرية، إضافة إلى رئيسة الأوبرا المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم، فى حفل اضطُرّ فيه المنظمون إلى الاستعانة بالمقاعد الإضافية من أجل تغطية عدد الحضور الذين فاقوا استيعاب القاعة، فتجاوز عدد الحضور ألف شخص. إنه الحفل الذى يشهد عودة هانى شاكر أمير الغناء، حسبما يلقّبه عشاقه، بعد عامين من الغياب. كلمة الافتتاح وفقا للبروتوكول المتعارف عليه كانت للدكتورة إيناس عبد الدايم، التى عبرت خلالها عن أهمية الموسيقى والغناء وتأثيرهما فى المجتمع، وأن الحاجة أصبحت ملحة حاليا إلى مزيد من الفن الراقى حتى تسمو مشاعرنا وتتجه أفكارنا وطاقتنا إلى البناء والإبداع، كما وجّهت التحية إلى الدكتورة رتيبة الحفنى صاحبة فكرة المهرجان، كما أشارت إلى أن رسالة المهرجان ستكون الحفاظ على تراثنا وفنونا، وأن مدينة الإسكندرية التى تقام وقائع الدورة على أرضها هى قيمة أدبية وحضارية كبيرة، ثم كلمة الدكتور محمد إبراهيم. الذى تحدث عن المهرجان، مشددا على أهمية دور الفن والثقافة فى المجتمع، وأن الفن هو دستور الحياة، كما أن مصر ستظل فاتحة ذراعيها للمبدعين، مع تحية للفنانين المشاركين فى المهرجان. ثم كلمة للدكتورة إيناس عبد الدايم. الغريب هذه المرة فى المهرجان الغنائى الرسمى الأول الذى يقام فى عهد الرئيس الجديد الدكتور محمد مرسى، هو غياب التليفزيون المصرى عن نقل وقائع الافتتاح، الذى حضر فيه عديد من القنوات الفضائية الخاصة، كما أن القناة المحلية للإسكندرية وهى القناة الخامسة لم تحضر رغم وجود المسؤولين الحكوميين، وهو الموقف الذى لم يفسره أى من الحاضرين. فقرة الحفل الأولى كانت من نصيب مطربة الأوبرا مروة ناجى التى غنت بصحبة فرقة عبد الحليم نويرة بقيادة المايسترو صلاح غباشى، وكانت افتتاحيتها بقصيدة «مصر»، ثم عديد من الأغنيات المتنوعة من بينها أغنية «نسّم علينا الهوا» للسيدة فيروز، وكذلك جزء من أغنية «إنت عمرى» لكوكب الشرق أم كلثوم. الجزء الثانى من الحفل كان من نصيب هانى شاكر، الذى ما إن صعد على المسرح حتى استقبله الجمهور بعاصفة من التصفيق، استمرت لخمس دقائق كاملة، ليرتفع الصوت فى بعض أركان القاعة «وحشتنا يا هانى»، فما كان منه بابتسامته المعهودة إلا أن يحييهم ويقول لهم «وحشتونى، ومصر هتفضل قوية طول ما فيها جمهور زى جمهور إسكندرية»، لتبدأ وصلته الغنائية التى قاربت ساعتين غنّى خلالهما ثلاث عشرة أغنية من بينها «سألتك»، و«بعدك مليش»، و«أنا قلبى ليك»، و«ألبوم صور»، كما قدم أغنية «أكدب عليك» لوردة، وكذلك أغنيتَى «خايف مرة أحب»، و«حبك نار» لعبد الحليم حافظ، ليسدل الستار على أولى ليالى مهرجان الموسيقى العربية فى الحادية عشرة والنصف مساء وسط تصفيق حادّ من الجمهور لهانى شاكر الذى تَغلّب على أحزانه بعد وفاة ابنته وعاد إلى مكانه الطبيعى فوق خشبة المسرح يشدو لمحبيه.