انتهت مساء اليوم فعاليات جمعة حلم الشهيد والتى شارك فيها عدة آلاف بميدان التحرير لتخليد ذكرى الشهداء والمطالبة باستكمال الثورة .. ورغم كل الجهود التى قامت بها الحركات والإئتلافات الثورية على مدار الشهر لتوحيد الصفوف والتأكيد على سلمية الثورة والحفاظ على استقرار الدولة فإن ما ردده المتظاهرون اليوم يهدد بنسف كل جهود التهدئة ومحاولات توحيد الصف . وبينما لم يظهر للقوى السياسية والحركات الثورية المعروفة أى تأثير فى الميدان اليوم فقد انفردت الجبهة الحرة للتغيير السلمى وتحالف القوى الثورية بالميدان وأعلن الثوار من فوق المنصة الرئيسية بالميدان اليوم عن عدة أمور خطيرة منها : - تشكيل محاكمة شعبية لإصدار الحكم على مبارك فورا وإذا ما صدر الحكم بالاعدام فسيلتزم الثوار بتنفيذ الحكم بأنفسهم فى مبارك من داخل المركز الطبى . - اقتحام سجن طرة وإلقاء القبض على حبيب العادلى ومساعديه وجمال وعلاء مبارك لتنفيذ حكم المحكمة الشعبية فيهم . - إغلاق الميدان وتشكيل مجموعة لحماية الميدان وحراسة مداخله وعمل كارنيهات لأعضاء اللجنة الشعبية المكلفة بحماية التحرير. وأعلن أحمد عاشور عضو الجبهة وأبرز ثوار الميدان اليوم من أعلى المنصة بالتحرير أنه ليس أمام العسكر إلا الرحيل وتسليم السلطة للشعب وهذا الشعب سيقوم بنفسه بتنفيذ الاحكام والقصاص العادل للشهداء . وعلى صعيد آخر فقد أقام عدد من النشطاء منصة للاحتفاء بأسر شهداء الثورة حيث تحدثت أمهات بعض الشهداء وطالبن بضرورة سرعة المحاكمات وأخذ حقوق الشهداء الذين ضاعت دماؤهم هدرا. وعصر اليوم خرجت مسيرة حاشدة من ميدان التحرير إلى دار القضاء العالى كما تحركت مسيرات أخرى ارتدى فيها الشباب الملابس السوداء لإعلان الحداد على أرواح الشهداء.وردد المتظاهرون هتافات عديدة منها " الثوار راجعين يوم 25 " وقد انطلقست المسيرات السلمية كما كان محددا لها اليوم من الجيزة وشبرا الخيمة والمهندسين والمعادى وروكسى وبعض هذه المسيرات اضطر المتظاهرون بها لاستقلال المترو لبعد المسافة عن التحرير وقد شارك فى المسيرات حركة 6 إبريل وشباب من حركة كفاية وشباب من أجل العدالة والحرية. كما أعلن الاشتراكيون الثوريون فى بيان أصدروه أنهم سينزلون الميدان من أجل عدة أهداف وجاء بالبيان " نازلين يوم 25 يناير علشان تنحى المجلس العسكرى والافراج عن المعتقلين واعدام مبارك وعصابته وضباطه قتلة الشهداء والغاء قانون تجريم الاضرابات واصدار قانون الحريات النقابية واسترداد شركاتنا وأموالنا المنهوبة وخفض الأسعار وتأميم الاحتكارات وحد أدنى وحد أقصى للأجور وتثبيت المؤقتين وتطيهر المؤسسات الاعلامية والحكومية. فعاليات جمعة حلم الشهيد انتهت بعودة جزئية للحركة فى التحرير لكنها بلا شك كشفت عن الاختلافات الحادة فى وجهات النظر بين القوى الثورية فهناك من يرى ضرورة تسليم السلطة لمجس الشعب وهناك من رأى تسليمها للقضاء متمثلا فى رئيس المحكمة الدستورية العليا وهناك من يرى سرعة اجراء الانتخابات الرئاسية واختيار رئيس مدنى منتخب ووسط هذا الاختلاف هناك تهديدات بالاعتداء على سلطان الدولة وقضاءها.. هكذا كانت جمعة اليوم بالونة اختبار لما سيحدث يوم 25 يناير . وأقرأ أيضا التحرير اليوم .. ترشيح أحمد حرارة لقيادة الثورة وفتوى بإباحة القتال !