هنا في طنجة لا أحد يهتم بالكرة المحلية، الكل يشجع الكرة الاسبانية، الجمهور منقسم بين ريال مدريد وبرشلونة، هكذا قال لي محمد الفاسي فسألته متباعا: لماذا؟ فرد قائلا: هنا نحن ننظر إلى الضفة الأخرى القريبة من البحر، ومن يشاهد الكرة الإسبانية من الصعب أن يشاهد أي كرة عربية، فقط نشجع المنتخب الوطني، والفرق الاسبانية!! وقفة كروية إجبارية لمهرجان طنجة الوطني للفيلم المنعقد الآن في المغرب، فمباراة ريال مدريد وبرشلونة - التي أقيمت أمس في ربع نهائي كأس الملك وحسمها برشلونة بالفوز 2-1 – كان ينتظرها الجميع، المباراة كانت في التاسعة بتوقيت المغرب، ومنذ الصباح بدأت علاماتها في الظهور، المقاهي علقت لوحات تدعو الجمهور لمشاهدة المباراة والاستمتاع بالتعليق مع عصام الشوالي، جمهور الفريقين في الشوارع، ومنذ الثامنة مساء لم يعد هناك من يسير في الطرقات، المدينة الصاخبة أصبحت هادئة تماما، بينما اصطف الناس في المقاهي لمشاهدة المباراة. أما على صعيد المهرجان فتجمع المدعوون من كل الفنادق التي يقيمون بها وذهبوا إلى فندق "شله" بوسط المدينة لمشاهدة المباراة. إدريس، بائع ملابس في سوق طنجة القديم قال لنا أن أهل طنجة القدامي والكبار في السن يشجعون النادي الملكي، نحن نكره البارسا، هكذا قال إدريس فسألته عن السبب؟؟ فقال أن بارشلونة من مقاطعة كاتالونيا وأهل كاتالونيا يكرهون العرب والمسلمين وعلاقتنا سيئة معهم منذ أيام الإحتلال ولذلك فالطنجاويين يشجعون النادي الملكي، ولكن الشباب والوافدين على المدينة هم من يشجعون برشلونة، ويلاحظ تزايد اعدادهم بتزايد أعداد من يبتاعون قميص برشلونة، رغم اني أكره البارسا ولكني سعيد بوجود مشجعين كثرين له في المغرب فهو يجعلني أبيع عدداً أكبر من القمصان، هكذا ختم إدريس حديثه. ما دار بيني وبين إدريس رأيته في الواقع، ففي الحي القديم ألبس مشجعو ريال مدريد كلبا قميص برشلونة وطافوا به الشوارع، ترى "زفة الكلب" فتقول أن كل أهل طنجة من مشجعي النادي الملكي، ولكن بخروجك من زنقات المدينة القديمة وذهابك للمقاهي الراقية تجد أن أغلب المشجعين مع البارسا.