اختبارات السلامة البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية تعكس المستوى الصحي لأي شاب أو فتاة قبل الزواج لابد من إجراء فحوصات لصورة الدم الكاملة وللفيروسات الكبدية وتحليل الايدز د. عبد اللطيف سويلم: لا أنصح بوسائل منع الحمل في بداية الزواج ولا داعي للتردد على عيادات الإنجاب قبل مرور عام على الأقل د. عصام الروبي: نسبة الطلاق العالية سببها عدم وجود فحوصات للسلامة العقلية! الشرع يرد عقد الزواج إذا ثبت إخفاء أحد الطرفين لإصابته بأمراض معدية أو مزمنة مفهوم الصحة الإنجابية الغائب عن مجتمعنا بشكل كبير اختلط في أذهان الكثيرين بالصحة الجنسية، ولذلك كثيرون كانوا يضعون خطوطاً حمراء كثيرة قبل مناقشة موضوعاته رغم أهميتها الكبيرة في حياة الشباب ومستقبلهم الاجتماعي واستقرارهم الأسري، وهذه الثقافة مفقودة بشكل كبير وغير واضحة لدى الكثيرين لدرجة اقتصار معناها على مفهوم "تنظيم الأسرة"، فما هو المقصود بالضبط بالصحة الإنجابية والتي يجب أن ينتبه لها كل شاب قبل أن يتخذ قرار الزواج؟!. منظمة الصحة العالمية قامت بتعريف الصحة الإنجابية بأنها الوصول إلى حالة من اكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية في الأمور ذات العلاقة بوظائف الجهاز التناسلي وعملياته، وليس فقط الخلو من الأمراض أو الإعاقة، وهي تعدّ جزءاً أساسياً من الصحة العامة، تعكس المستوى الصحي للرجل والمرأة في سن الإنجاب، ولمعرفة تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع يقول الدكتور عبد اللطيف سويلم أستاذ أمراض النساء والولادة وأطفال الأنابيب: يمكن ببساطة تعريف الصحة الإنجابية بأنها " السلامة البدنية لكلا الزوجين وخلوهما من أي أمراض قد تؤخر عملية الإنجاب لديهما " لذلك لابد أن يجري كلاً منهما عدة فحوصات من قبل الزواج، وللأسف هذه الثقافة مفقودة بين شبابنا ولابد من زيادة التوعية في المدارس والجامعات، وقبل الزواج لابد من إجراء فحوصات لصورة الدم الكاملة وللفيروسات شاملة الفيروسات الكبدية وتحليل الايدز وتحليل سائل منوي للزوج، وهناك فحوصات متخصصة إذا كانت هناك مشكلة واضحة مسبقا لدى الفتاة مثل إجراء عملية سابقة في الحوض أو وجود أورام ليفيه قد تصيب الفتيات قبل الزواج أو أنها تعاني عدم الانتظام في الدورة الشهرية وأيضاً الزائدة المنفجرة مثلا وحدوث انفجارها في البطن يمكن أن يؤدي إلى التهابات في الأنابيب أو انسداد بها، أو مشاكل عند الشاب مثل الخصية المعلقة أو دوالي في الخصية أو غيرها، ولا أنصح بوسائل منع الحمل في بداية الزواج إلا إذا كانت هناك فحوصات مسبقة قام بها الزوجان وتؤكد خلوهما من أي مرض يمنع أحدهما من الإنجاب وتكون وقتها وسائل المنع عبارة عن الوسائل الموضعية أو حبوب منع الحمل ولكن ممنوع منعا باتا تركيب اللولب لامرأة لم يسبق لها الحمل من قبل وهذه المعلومات تندرج تحت ثقافة الصحة الإنجابية التي لابد من معرفة الزوجان بها قبل أن يقعا في أخطاء تصعب إصلاحها فيما بعد، وننصح ألا يشرع الزوجان في البدء بالشعور بالقلق والتردد على العيادات المتخصصة قبل مرور عام على الأقل من الزواج المستقر لأن 80% من الأزواج يحدث معهم الحمل خلال العام الأول و20% بعد العام الأول من الزواج و هذا أمر لا قلق منه على الإطلاق. وعن العوامل الخارجية والمؤثرة في الصحة الإنجابية، يكمل قائلاً: الصحة الإنجابية تتأثر سلباً بانتشار الأمية والبطالة، وبتقاليد المجتمع وعاداته ومعتقداته وقيمه، كما تتأثر بالبيئة الأسرية والعلاقات المتشابكة بين أفرادها .ممكن أيضا أن تكون عوامل بيئية أو مهنية مثل طبيعة عمل الرجل الذي قد يعمل أمام أفران ويتعرض لحرارة عالية جدا، فهذا يؤثر عليه صحياً، وعموماً أنصح كل شاب وفتاة بتجنب السمنة وممارسة الرياضة والابتعاد عن تناول الوجبات السريعة التي أصبحت آفة من آفات الشباب في الوقت الحالي، وطبعاً الابتعاد عن العلاقات غير الشرعية التي تصيب بأمراض جنسية سواء عند الرجل أو المرأة، وكذلك الامتناع عن التدخين بسبب أضراره الكبيرة على الطرفين والتي تصل إلي تشوه وتلف في الحمض النووي والغدد التناسلية وتشوهات الجنين، وأتمنى أن تكون هناك توعية مجتمعية مبنية على أسس علمية سليمة من خلال عقد الندوات والمؤتمرات يشترك فيها أطباء متخصصون في الطب النفسي وأمراض النساء وآخرون متخصصون في أمراض الذكورة وعلماء الأزهر الشريف وأساتذة تربويون واجتماعيون لتعريف الشباب بكل المشاكل والمخاطر التي يمكن أن تحدث نتيجة الجهل بثقافة الصحة الإنجابية. وللتعرف أكثر على أهمية هذه القضية من الجانب الديني، يقول د. عصام الروبي وهو من علماء الأزهر الشريف وأستاذ تفسير القرآن وعلومه: إن الإسلام أرسى دعائم المجتمع من خلال تكوين أسرة طيبة، لذلك ينبغي أن يكون هذا البناء قوياً ومترابطاً وأن يكون سليماً نظيفاً وأن نراعي فيه الصحة العامة، و هنا نقول بأنه لزاماً على كل إنسان أراد أن يقبل على الزواج بأن يكون زواجه قائماً على المصارحة والمكاشفة وهذا يعني أن تكون الأمور كلها واضحة فلا شطط ولا إفراط ولا تفريط، فمثلا لو كان الشاب يعلم أنه يعاني من مرض معين فلا ينبغي عليه أن يخفيه على من يريد الزواج بها لأنها شريكة الحياة فلابد أن يكون صريحا وواضحا معها ولها حق القبول أو الرفض، والإسلام أقر بعض من العيوب التي يرد بها عقد الزواج ومنها الجزام والبرص ويقاس عليها الأمراض الجلدية المستعصية والمزمنة أيضاً، وأناشد الدولة وبقوة لسن قانون رادع يوجب على المقبلين على الزواج عمل تحليلات واجبة النفاذ وهي فيروس B وC وتحليل الايدز ومرض الزهري ومرض السيلان ومرض الكيلاميديا وهو أحد أشهر الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي المحرم وكل هذه أمراض جنسية خطرة، وهناك تحليلات أخرى تثبت هل إحداهما عقيم أم لا، و أن تقوم الفتاة بعمل تحليلات للهرمونات ( لأن هناك فتيات لديهن رحما طفيليا وهي حالة غير قابلة للإنجاب مطلقاً) ويجب أن تجرى تلك الفحوصات في المعامل المركزية لوزارة الصحة، وهنا أضرب مثالا واضحا ما ذنب فتاة تعلمت وكبرت وتربت في ظل أحضان أسرة دافئة ثم بعد ذلك تقدم إلى خطبتها شاب وكانت له علاقات نسائية كثيرة متعددة فأصيب مثلا بالإيدز.. ما ذنبها لكي تجني ثمرة استهتاره وانحرافه؟! ورسالتي لكل أب وأم.. واجب عليكما أن تحسنا اختيار الزوج لابنتكما وألا تزوجوها إلا بعد أن تطمئنا أن هذا الشخص سليم ومعافى وأنه من الناحية الصحية والبدنية لا غبار عليه، و أنا عن نفسي إذا تقدم أحدا لخطبة ابنتي لا أتورع أبداً أن أطالبه بعمل تحليلات فيروسية في المقام الأول وأن أعرف أيضاً هل لديه أمل في الإنجاب أو ليس عنده، وأنا عجبت حينما تم سن قانون بكشف ظاهري لا قيمة له يؤخذ من المستشفيات مقابل بضع جنيهات، مجرد ورقة هي والعدم سواء لأنها ليست قائمة على تحليلات طبية فهي مجرد كشف ظاهري يكتب بها "سليم من الناحية الباطنة وسليم بقواه العقلية"، طيب هو إحنا لو عندنا سلامة عقلية كانت ستصبح نسب الطلاق بهذا الشكل؟!، نحن نعاني من تفكك مجتمعي وانهيار أخلاقي، والمجتمع المصري مجتمع طيب وقائم على العادات والتقاليد وبناته طيبات، حرام ندفع بناتنا ثمن ضريبة انحراف الشباب، وأطالب الدولة بعمل دورات تثقيفية للشباب تنويرية للمقبلين على الزواج تحتوي على الإرشاد الأسري الصحيح السليم والفهم المستنير لإقامة الأسرة والنواة المجتمعية الصالحة وأن تقوم على توعيتهم بالحقوق والواجبات لكلا الطرفين "اعرف ما لك وما عليك في ضوء القرآن والسنة وفي ضوء العرف الصحيح الذي تقره الشرائع وفي ضوء التقاليد والعادات الأسرية الهادفة التي يقرها الكل.