لسنوات طويلة ظلت بيوت الشباب بمصر عالما خفيا لا يقترب منه أحد رغم ما تقدمه من خدمات ثقافية وترفيهية ولا تزال تمثل قطاعا مهملاً للدرجة التى دفعت الاتحاد الدولى لبيوت الشباب العالمية للتهديد بتجميد عضوية مصر به ومن ثم حرمان الشباب المصرى من المشاركة فى الرحلات والسفريات إلى الدول الخارجية للتعارف العالمى وتبادل الخبرات. منذ نشأة بيوت الشباب بعد ثورة يوليو مباشرة وحتى الآن كان يوجد 18 بيت على مستوى الجمهورية وكان عدد الأعضاء قبل نحو 10 سنوات حوالى 80 ألف شاب لكن الآن عدد الأعضاء لا يتجاوز ألفى شاب فى حين تراجع عدد بيوت الشباب إلى 12 فقط وهو عدد قليل بالمقارنة ببعض الدول التى يصل فيها العدد إلا الآلاف وتتيح الفرصة بذلك لأكبر عدد ممكن من الشباب للاستفادة من خدماتها التى لا تنحصر فى الإقامة فقط وإنما فى الندوات المؤتمرات والمعارض.. هذه الملف المنسى أثاره أمامنا الأستاذ عبد الحميد محمد يحيى، أحد مؤسسى بيوت الشباب فى مصر ووكيل أول وزارة السياحة بالمعاش ورئيس جمعية بيوت الشباب السابق، يقول: بيوت الشباب نشأت أصلاً فى ألمانيا عام 1909 وكان الهدف منها أن تقوم بدور تثقيفى بين الشباب على مستوى العالم لأن هناك ترابط بين جميع بيوت الشباب فى العالم من خلال ما يسمى بالاتحاد الدولى لبيوت الشباب وهذه الفكرة انتشرت جدا فى العالم وانتقلت إلى مصر عام 1954 على يد شاب كان يدرس فى ألمانيا وفكر فى تكرار هذه التجربة وبالفعل أنشأ هذا الشاب جمعية بيوت الشباب المصرية وأصبحت تابعة لوزارة الشباب والرياضة ثم المجلس القومى للشباب فيما بعد، وتطورت الفكرة فى مصر على مدار الزمن حتى أصبح عندنا 18 بيت شباب فى مختلف المحافظات وكانت هذه البيوت نشطة وتوفر خدمات ترفيهية وندوات ومؤتمرات وتعارف وإقامة وخلافه لكن فى عهد الدكتور صفى الدين خربوش تم إهمال بيوت الشباب تماماً وقام بحل الجميعة العمومية لمجلس إدارة الجميعة وعين بها ناس من غير الأعضاء كما تم إغلاق عدد من بيوت الشباب منها بيت شباب الأقصر وبيت شباب السويس مما دفع الاتحاد الدولى لبيوت الشباب للتهديد بتجميد عضوية مصر فى الاتحاد نظرا لهذا التعامل غير الواعى مع هذا النشاط ولهذا تقدمت بشكوى للسيد رئيس المجلس الأعلى للشباب لإعادة النظر فى هذا السياسة وانقاذ بيوت الشباب مما تعرضت له من اهمال لدرجة أنه جاءتنا شكوى من الاتحاد لأنه لا يوجد بيت شباب فى الأقصر ذات المكانة السياحية والمفروض أن أعضاء جمعيات بيوت الشباب فى العالم يحق لهم النزول فى بيوت الشباب فى مصر بأسعار مخفضة أى بعشرة جنيهات فى الليلة كما يحق لعضو بيت الشباب المصرى أن يقيم فى أى بيت شباب فى العالم بنفس التكلفة ولهذا هناك احتجاج لإغلاق وإهمال بيت شباب الأقصر لما تتمتع به المدينة من مكانة وإقبال سياحى كبير ونطالب رئيس المجلس بعقد جمعية عمومية لوضع لائحة جديدة للجمعية بخلاف اللائحة المعمول بها بحيث تحافظ على حقوق الأعضاء وتعيين لجنة مؤقتة من أعضاء الجمعية تمثل الوجه القبلى والدلتا والقناة ووسط الصعيد والقاهرة والإسكندرية لتدير الجمعية فى خلال مدة ثلاثة شهور حتى يتم انتخاب أعضاء مجلس الادارة ووضع لائحة الجمعية وسرعة الاتصال بأجهزة الحكم المحلى لاستعادة أرض بيتى الشباب بالأقصروالسويس علما بأنه لدى جمعية بيوت الشباب اعتمادات وودائع تصل إلى 15 مليون جنيه خاصة وأن الاتحاد الدولى يهدد بشطب مصر لعدم وجود بيوت شباب فى محافظة الأقصر وكذلك لعدم اعترافه بوجود مجلس إدارة معين وليس منتخبا حيث أن دستور الاتحاد أن يكون أعضاء مجلس الإدارة منتخبين من أعضاء الجمعية العمومية وبالتالى لا يعترف قانونا بمجالس معينة . ويلفت الأستاذ عبد الحميد النظر إلى أهمية تواجد بيوت الشباب لما توفره من خدمات ترفيهية وثقافية ولما توفره أيضا من تعارف عالمى بين الشباب بالمشاركة فى الرحلات والندوات والمعارض الدولية ورحلات تبادل طلابى مع ألمانيا وإيطاليا وفرنسا. وحول جهوده فى مجال بيوت الشباب يذكر الأستاذ عبد الحميد أنه واحد من مؤسسى هذه الفكرة فى مصر وأنه قام بإنشاء بيت شباب الأقصر بمساهمة من المحافظة بمبلغ 50 ألف جنيه وقطعة أرض ألفي متر و50 ألف مارك ألمانى من الاتحاد الدولى وتم إنشاء البيت على أحدث النظم العالمية ولكن تصرفات صفى الدين خربوش تسببت فى إغلاق هذا البيت وبيت آخر بالسويس ولهذا نلتمس لدى المجلس القومى للشباب بأن يقوم بوضع خطة جديدة لتطوير هذه البيوت.