مروة عبد المنعم: المسرح الاستعراضي حلمى الذى تحقق أخيرا محسن رزق: "أليس فى بلاد العجائب" حقق أعلى إيرادات فى تاريخ المسرح و"روبنزل" تضم كل عناصر الإبهار من يتابع أدوارها يشعر أنها لا تختلف كثيرا عما تظهر عليه فى الشاشة من كونها شخصية هادئة بسيطة لاتميل إلى الأدوار المركبة أو المعقدة ولكن الحقيقة أنها عكس ذلك تماما فهى فنانة مختلفة لديها فكر ورؤية خارج الصندوق، كما أنها تمتلك روح المغامرة وهى التى دفعتها لأن تعيد تقديم مجموعة من أشهر الروايات السينما العالمية على مسرح الدولة وهم "أليس فى بلاد العجائب وسنوايت" وأخيرا روبنزل والتى تعد من أصعب الأعمال التى يمكن تقديمها بالمسرح ومع ذلك تحملت مخاطرة المشاركة فى إنتاجها.. عن الأسباب التى دفعتها لإعادة تقديم هذه الأعمال ومخاطرة دخولها مجال الإنتاج كان لنا هذا الحوار مع الفنانة مروة عبد المنعم. المسرح فى مصر وتحديدا مسرح الطفل شبه منعدم تقريبا.. فكيف استطعت إحياءه من جديد؟ نحن لدينا تجارب مسرحية جيدة خاصة تلك التى تقدم على مسرح الدولة وما يقدمه المخرج الكبير خالد جلال وكلها لاقت نجاحا كبيرا مما يؤكد أن الجمهور حينما يجد العمل الجيد سيذهب إليه وبالتالي فنحن علينا أن نبحث عن تلك الأعمال ونقدمها والحقيقة بالرغم من أن مسرحيات سنوايت وأليس فى بلاد العجائب وروبزل تبدو أعمالا مقدمه للأطفال إلا أنها فى الحقيقة تنطوى على رسائل فى منتهى الأهمية للآباء سواء فى طرق التربية أو التعامل مع الأبناء ونحن عندما بدأنا بسنوايت لم نكن متخيلين أنها ستلقى كل هذا الإقبال والاهتمام من الكبار والصغار وهذا ما شجعنا على الاستمرار فى تقديم أعمال أخرى حتى نعيد إحياء هذا الشكل من المسرح الاستعراضي الذي يعد بالنسبة لى حلم وتحقق. الروايات التي قدمتموها كلها سبق تقديمها فى السينما العالمية.. فهل ترين أن إعادة تقديمها على المسرح يعد نوعا من التحدي؟ بالتأكيد خاصة أنها كلها روايات غنائية استعراضية وبالتالي فالأمر فعلا تحدى وقد بدأ هذا التحدى من وقت التفكير فى تقديم سنوايت والتى تعتبر البذرة التى زرعناها وانتظرنا رد الفعل عليها فعندما جاء إيجابيا فقررنا أن نخوض تحدى أكبر بتقديم أليس فى بلاد العجائب لأن نجاح التجربة الأولى كان سهلا، أما الصعب فهو إعادة تقديم التجربة بفكرة جديدة وجودة أعلى وهذا ما استطعنا فعله فى "أليس فى بلاد العجائب وروبنزل". "روبنزل" من الروايات التى تعتمد على الإبهار البصرى والموسيقى.. كيف تقدمونها على المسرح؟ أنا أرى أن روبنزل هى التحدى الأكبر لكونها تعتمد على كل عناصر الإبهار لذا فتقديمها على المسرح ليس سهلا على الإطلاق ولكننا الحمدلله استطعنا إعدادها بشكل لايقل فى المستوى أو الأداء عما قدم فى السينما العالمية وإن كان أفضل فقد قام الشاعر الغنائي المبدع عادل سلامة بكتابة الأغاني بشكل مبهر خاصة الاستعراض التى تقوم روبنزل بالغناء فيه مع الأشخاص الذين التقت بهم أثناء رحلة هروبها بالحانة ليتحدث كل واحد فيهم عن أحلامه وقد حرص عادل سلامة على أن يحمل هذا الاستعراض العديد من الرسائل للآباء ليلفت نظرهم للأخطاء التى قد يقعون بها أثناء تربيتهم لأطفالهم فنجد مثلا الشخص الذى يعانى عقدة التفرقة فى التربية بينه وبين أخوته أو الشخص الذى انفصل أبويه ولكنهم لم يجيدوا إدارة الموقف بعد الانفصال بما انعكس بالسلب على شخصيته لذا فالعرض مفيد للكبار مثلما هو ممتع ومبهر للأطفال. هل يعد نجاحك الكبير فى تقديم هذه النوعية من الروايات العالمية على المسرح بداية مرحلة فنية جديدة؟ أتمنى أن يكون كذلك خاصة أننى أشعر بمتعة خاصة وأنا أمثل على المسرح بالإضافة إلى سعادتي بأنني ساهمت فى إعادة إحياء مسرح الطفل وأتمنى تقديم المزيد من الأعمال المسرحية التى تفيد الأسرة وتسعدها. ماذا لو أثر نجاحك فى المسرح على تواجدك فى السينما والتليفزيون؟ أحاول أن أحقق التوازن بين عملي فى المسرح والدراما، أما السينما فهى حتى الآن مازالت فى مرحلة التعافى من الركود الذى تعرضت له طوال السنوات الماضية ولكنى فى كل الأحوال أعطى المسرح أولوية لإيماني بأهمية الرسالة التى يحملها. ولأن هذه النوعية من الأعمال تحتاج الى مخرج مختلف ورؤية مسرحية خارج نطاق المألوف توجهنا بالسؤال لمخرج العمل محسن رزق عن سر حماسه لإنتاج عرض روبنزل على حسابه الخاص بالتعاون مع مروة عبد المنعم فقال: أنا كان لى الشرف فى التعامل مع مسرح الدولة من خلال عدة أعمال منها مسرحية "أنا الرئيس" التي قام ببطولتها سامح حسين وحنان مطاوع وحققت أعلى إيرادات فى تاريخ مسرح الدولة وكذلك سنوايت وأليس فى بلاد العجائب والتى حققت أيضا أعلى إيرادات فى تاريخ المسرح كله فى 75 ليلة عرض، ولكننا قررنا أنا ومروة عبد المنعم أن ننتج رواية روبنزل تحديدا على حسابنا الخاص بالتعاون مع إحدى الشركات الخاصة فى مجال التسويق حتى نستطيع أن نصور العرض ونقوم بعرضه خارج مصر وعلى القنوات التليفزيونية. ولماذا لم يتم تصوير الأعمال التي تم تقديمها مع مسرح الدولة وعرضها فى التليفزيون؟ لقد طلبت من وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم تصوير هذه العروض وهى وعدتني بذلك بالفعل ولكن حتى الآن لم نتلق أى رد بخصوص تنسيق عرض خاص لتصويره تمهيدا لعرضه على القنوات المصرية والعربية رغم ما سيحققه هذا الأمر من مكاسب مادية كبيرة لمسرح الدولة. ولكن إنتاج رواية كبيرة مثل روبنزل يحتاج الى إمكانيات كبيرة؟ الحمد لله نحن لم نبخل على العرض بأى عنصر من عناصر الإبهار فالأشعار والأغانى كتبها الشاعر الكبير "عادل سلامة" والموسيقى والألحان للمبدع "هيثم الخميسى" وكذلك الديكور والملابس والماكياج كلها عناصر على أعلى مستوى حتى المسرح فقد اخترنا أحد أهم وأكبر مسارح مصر والشرق الأوسط رغم التكلفة الكبيرة لإيجاره فى اليوم. ألم تقلق من المخاطرة؟ هى بالفعل مخاطرة كبيرة جدا وأنا قبل أن أخوضها عرضت الفكرة على عدد كبير من المنتجين إلى أن قررت فى النهاية أنا ومروة عبد المنعم أن نخوض التجربة ونتحمل المخاطرة بإنتاج روبنزل على حسابنا الخاص ولدينا ثقة كبيرة ويقين بالله فى الفن الذى نقدمه فيكفى أننا استطعنا تقديم مسرح محترم ومبهج فى نفس الوقت كما أنه تمكن من جذب الجمهور المصرى والعربى للمسرح مرة أخرى. لماذا تم تحديد مدة العرض بثلاثة أيام فقط؟ هذا أول إيفنت فقط ولكننا سنعيد تقديم العرض على مسارح أخرى فى القاهرة والمحافظات كما أننا سنعرض خارج مصر أيضا ولكننا قررنا أن نبدأ أول عرض بثلاثة أيام فقط حتى نرى رد فعل الجمهور على الرواية وما الذى لفت نظرهم واهتمامهم فيها.