أكد الدكتور أحمد عمر هاشم ، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ، أن شهر رمضان هو الشهر الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم دون سائر الشهور لمكانته وأهميته عند المولى تبارك وتعالى ، ففيه نزل القرآن الكريم وصافح فيه الوحي قلب رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الأمي الذي علم المتعلمين ، وكانت أُميته شرفًا وكمالا وعظمة ، ومن هنا يقول القائل : [فما عرف البلاغة ذو بيان ... إذا لم يتخذك له عُبابا] ، بالإضافة إلى إن به ليلة تعد خيرًا من ألف شهر وهي ليلة القدر ، لقوله تعالى :{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)} [القدر] . وقال الدكتور أحمد عمر هاشم خلال كلمته مساء أمس بملتقى الفكر الإسلامي بالحسين بحضور حشدًا غفير من علماء وطلاب الأزهر ودعاة وأئمة الأوقاف ومواطنين رجالاً ونساءً وشبابًا : أن صيام هذا الشهر الفضيل يعد شكر لله تعالى على أجل نعمة وأعظم رحمة أهداها الله عز وجل للمسلمين ، بل للإنسانية كلها وهو نزول القرآن الكريم ، ومن هنا فإن الواجب على أمتنا أن تصون القرآن الكريم الذي أثر في غير المسلم ، وهنا قال قائلهم : "إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه" ، وأثر كذلك في الجن إذ قالوا : "إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدًا" ، وأيضًا في الحيوان ؛ فعندما أخذ أسيد بن حضير في تلاوته أخذت الخيل تجول فخاف على ولده يحيى فسكت ، ثم سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره بأن الملائكة وفي رواية السكينة تنزلت بقراءة القرآن الكريم . وتابع عمر هاشم : فبفضل هذا الشهر الكريم وبركته وببركة القرآن الذي أنزل فيه نجد أن كل المعارك التي خاضها المسلمين انتصروا فيها جميعًا ، وفي عصرنا الحديث خاضت قواتنا المسلحة معركة العاشر من رمضان السادس من أكتوبر فكتب الله لهم النصر المؤزر المبين ، لذا يجب على الأمة الإسلامية التمسك بكتاب الله فهو عزها ورفعتها وطريق نهضتها . مشيدًا في ختام كلمته بهذا الملتقى الذي تنطمه وزارة الأوقاف سنويًا في شهر مضان ، مؤكدًا إن أنتشار هذه الملتقيات الفكرية في ربوع مصر خير دليل على تمسكنا وحبنا للقرآن ولديننا ، وأنها أبلغ رد على الأفاكين الذين حاولوا النيل من القرآن الكريم ، أو من أُنزل عليه القرآن صلى الله عليه وسلم ، فنحن متمسكون بقرآننا وديننا ، فهو عزنا وفيه صلاح أمرنا ورفعة أمتنا ، وهو محفوظُ بحفظ الله له لقوله تعالى :"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" .