من ضمن بيانات القيادة العامة للقوات المسلحة للعملية سيناء 2018 لفت نظري أن من نتائج مهام هذه العملية تدمير 150 ملجأ عثر بداخلها على كميات كبيرة من المواد المخدرة وأجهزة اتصال لاسلكية ومزارع بانجو وخشخاش مخدر وأطنان من المواد المخدرة.. فما الذي يفعله الإرهابيون بالمخدرات؟.. أكدت العديد من التقارير والدراسات أن هناك علاقة بين الجهاديين والمخدرات، بل أصبحت المخدرات على رأس تجارة التنظيمات الجهادية والإرهابية، فأثناء مداهمات لأوكار تنظيم أنصار بيت المقدس من قبل تم العثور على مخدرات وحشيش، وقد تم القبض على بعض أعضاء التنظيم وبحوزتهم حشيش وترامادول، وفي تفجيرات مطار أورلي بفرنسا أكدت تقارير الطب الشرعي للإرهابي الذي قام بالعملية التفجيرية أن مستوى الكحول يبلغ 0،93 جرام لكل لتر في دمه، مع وجود أثر للقنب والكوكايين، وهو نفس ما حدث في حالة الإرهابي التونس أنيس العامرى، منفذ حادث الدهس فى سوق الكريسماس فى العاصمة الألمانية برلين، وقد ثبت عند تشريح جثته أنه تعاطى الحشيش والكوكايين قبل تنفيذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل 12 وإصابة العشرات، كما أثبتت تقارير الطب الشرعي للعديد من الانتحاريين أنهم تعاطوا كميات من المخدرات قبل تنفيذ العديد من العمليات وفي تحقيق سابق أجرته صحيفة "لونوفل أوبسرفاتور" الفرنسية تحت عنوان "الكبتاجون.. الجرعة السحرية للجهاديين"، أشارت إلى أن مقاتلي التنظيم يتعاطون نوع من المخدرات يسمى الكبتاجون، كما أنه يشكل مصدر دخل للتنظيم، هذه المادة لا تقتصر فقط على تنظيم داعش. وأضافت أن الكبتاجون "حبة صغيرة بيضا"، تسمح بنسيان الألم والخوف، ويكثر تناولها في سوريا، وإنه أفضل حليف لمقاتلي تنظيم داعش في حروبهم التي يخوضوها مع جميع المنافسين في سوريا والعراق. وتشير الصحيفة إلى أن مقاتلي داعش ليسوا الوحيدين الذين يتناولون ويلجأون إلى هذا المخدر المنشط، فعلى الجبهة السورية، يتناول مقاتلو جبهة النصرة وجنود الجيش السوري الحر هذا المخدر أيضا من أجل إعطائهم الشجاعة. وبحسب الصحيفة، فإن آثار هذا المخدر عديدة، فوفق تاجر لهذا المنشط، فإنه يعطي التركيز الشديد والقتال بدون تعب، وتتقدم إلى الأمام ولا تعرف الخوف، كما أن المقاتلين يستخدمونه للقدرة على السهر والسيطرة على أعصابهم وزيادة أدائهم الجنسي، مشيرة إلى أن جميع الذين يستخدمونه بغض النظر عن كونه محظور في الإسلام، ويطلق على هذا المخدر اسم مخدر الجهاديين وكشف تحقيق، لصحيفة "لافانغوارديا"، الإسبانية تحت عنوان :"حشيش الجهاد"، عن معطيات خطيرة، تفيد أن جزءا من الحشيش المغربي، الذي يهرب إلى الخارج، يأخذ مسالكا تؤدي به إلى تمويل "الجماعات الجهادية في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا"، مثل التنظيم الإرهابي داعش. وذكر التحقيق ذاته، أن تقارير أمنية سرية للشرطة الإيطالية، والأسبانية، والفرنسية تشير إلى أن "مهربين مغاربة للحشيش فتحوا طريقا جديدة لنقل هذا المخدر في سفن نقل السلع، أو الصيد" أطلق عليه اسم "الطريق المتوسط الشرقية". وقال مايكل براون٬ مدير العمليات في "دائرة فرض القانون الأمريكي" في محاضرة له في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" بأن العلاقة تتوثق بين المخدرات والإرهاب٬ وتنمو بسرعة متزايدة٬ وقد لا يكون هذا بالأمر الجديد، فعلى مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية٬ تَّم التعرف على روابط عديدة بين المخدرات والإرهاب. ونشرت صحيفة" صنداي تلغراف" البريطانية تقريرا في 2013 حول علاقة تنظيم القاعدة بتجارة المخدرات أكدت فيه أن تجارة المخدرات تدر ملايين الدولارات سنويا على تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الذي يوفر الحماية لمهربي الكوكايين عبر الصحراء الإفريقية، وأوضحت الصحيفة أن عصابات المخدرات في أمريكا الجنوبية نقلت عمليات تهريب الكوكايين إلى الأسواق الأوروبية من الطرق القديمة عبر منطقة الكاريبي إلى طرق في غرب إفريقيا تخضع لسيطرة تنظيم القاعدة والجماعات "الإرهابية" المتحالفة معه. وكشفت تقارير أخرى أن تنظيم القاعدة فرض رسما بقيمة 2000 دولار على كل كيلوجرام من المخدرات يجري تهريبه، وتوفير مرافقة مسلحة لتجار المخدرات عبر الصحراء.