عاش عشرات الآلاف من المواطنين يوماً طويلاً للإدلاء بأصواتهم في صناديق الانتخابات بلجان التصويت المختلفة، حيث بدأ المواطنون بالتوجه إلى اللجان منذ الساعة السادسة من صباح اليوم-الاثنين- ومازال الآلاف منهم متواجدين أمام أبواب اللجان حتى الآن.. ورغم التواجد المكثف منذ الصباح إلا أن العديد من اللجان لم تفتح أبوابها للناخبين إلا في ساعات متأخرة لأسباب مختلفة، منها تلك التي تكررت في لجان بمناطق أخرى مثل عدم وجود أقفال للصناديق أو لتأخر الموظفين، أو لعدم وصول أوراق التصويت إلى المقار الانتخابية، ولكن أغرب حالة كانت تلك التي ظهرت في لجنة رفاعة الطهطاوي وهي عدم وصول الأوراق إلى اللجنة برغم تواجدها في قسم شرطة المطرية منذ الساعة الواحدة صباحا وذلك بسبب عدم أتمام عملية ختم الأوراق، وهو ما جعل العديد من المواطنين يتحدثون إلى قيادات تأمين اللجان من ضباط الجيش حول موعد وصول الأوراق إلا أنه لم تكن هناك إجابات واضحة وهو أيضا ما دفع العديد من للسؤال عن الغرامات التي ستقع عليهم بسبب عدم التصويت مثلما سمعوا إلا أنهم أيضا لم يستطيعون التوصل إلى إجابات شافية، وهو الأمر الذي دفع قضاة اللجنة إلى عمل محاضر وإعلام اللجنة العليا للانتخابات، وترتب على ذلك صدور قرار بعزل مأمور القسم من منصبه وتولي أحد لواءات القسم مسئوليات القسم بجانب مسئولية توصيل أوراق التصويت للجان التي لم تصل إليها الأوراق بعد بدائرة المطرية .. والغريب أيضا أن هناك العديد من المدارس التي تقام بها العملية الانتخابية ضمت بعض اللجان التي تزاحمت فيها طوابير من المواطنين بينما كانت لجان أخرى بجوارها في نفس المدرسة لا يوجد بداخلها سوى أربعة أو خمسة مواطنين، وهو الأمر الذي جعل العديد من الناخبين يعتقدون في سوء تنظيم ما قد حدث، حيث تحدث العديد منهم حول كيفية توزيع المواطنين على اللجان حيث قال الكثيرون أنهم تم توزيعهم على لجان بعيدة جدا عن بيوتهم برغم وجود لجان أخرى بجوار منازلهم وأن اللجان الموجودة بجوار منازلهم أتى إليها أيضا مواطنون من أماك بعيدة عنهم، وهو ما جعل الجميع يتعجب عن كيفية حدوث ذلك ويتساءلون عن أسباب حدوثه، حيث كانت المحصلة اختناقات مرورية بالغة التعقيد في الشوارع الجانبية بحي المطرية قبل أن تكون في الشوارع الرئيسية، وكان أصعب ما في الموضوع هو مشاهد السيدات المسنات وهن يتعثرن في الطرق المؤدية إلى اللجان الانتخابية ومن وصل منهن تعثر في الدخول إلى اللجان المتكدسة بالناخبين وهو ما جعلهن يضطرون لافتراش الأرصفة والجلوس عليها حتى تسنح لهن الفرصة للدخول، الجدير بالذكر أنه لم تحدث أية مشكلات تهدد سلامة المواطنين مثلما كان متوقعا حيث أن منطقة المطرية مليئة بالعديد من العصبيات والتي قدمت مجموعة من المرشحين وهو ما دفع أحد اللجان الشعبية بوضع لافتة غاية في الغرابة حيث كتبوا عليها "اللجنة الشعبية بعزبة العقاد تناشد الجميع عدم ضرب النار علانية من قريب أو من غريب لعدم المسائلة"، ومن ناحية أخرى قامت مجموعة من اللجان الشعبية بمحاولات شاقة في تسيير الحركة المرورية بدأ من الشوارع الداخلية بمنطقة المطرية مرورا بشارع ترعة الجبل المؤدي إلى منطقة حدائق القبة ومنه إلى ميدان رمسيس وبرغم كافة المحاولات التي قام بها شباب من قوى سياسية وأحزاب مختلفة إلا أن الطريق من المطرية إلى رمسيس يستغرق أكثر من ثلاثة ساعات، وهو الأمر الذي أدى إلى تعطل العديد من السيارات في الطريق وهو ما أزاد من الأمر سوء، ومن جانب آخر قرر العديد من المواطنين أن يرحل من اللجان وأن يأتي في اليوم التالي للإدلاء بأصواتهم وهو الأمر الذي يجعلنا نتوقع تكرار مشهد اليوم مرة أخرى منذ صباح الغد.