ماذا حدث في الواحات؟.. سؤال ظل مطروحا خلال الساعات الماضية، وتم تداول أخبار عبر مواقع السوشيال ميديا عن سقوط شهداء من الشرطة في عملية مداهمة، حتى صدر بيان رسمي عن وزارة الداخلية صرح فيه مسئول مركز الإعلام الأمنى، أن قطاع الأمن الوطنى وردت إليه معلومات تفيد باتخاذ بعض عناصر الجماعات الإرهابية للمنطقة المتاخمة للكيلو 135 بطريق الواحات بعمق الصحراء مكاناً لاختبائها. وكشف مسؤول مركز الإعلام الأمني أنه تم إعداد مأمورية لمداهمة تلك العناصر، وحال اقتراب القوات وإستشعار تلك العناصر بها قامت بإطلاق الأعيرة النارية تجاهها حيث قامت القوات بمبادلتها إطلاق النيران.
أسفر تبادل إطلاق النيران وفقا لبيان الداخلية عن استشهاد وإصابة عدد من رجال الشرطة، ومصرع عدد من هذه العناصر، وتقوم القوات حالياً بتمشيط المناطق المتاخمة لمحل الواقعة وجارى الإفادة بما يستجد من معلومات
لكن ماذا حدث، ومن هي المجموعة الإرهابية التي تمركزت في هذه المنطقة واتخذت منها وكرا لها؟
الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، عمرو فاروق، أكد ل"الشباب"، أن التنظيمات التكفيرية تحاول وضع الأجهزة الأمنية المصرية في حالة من الإجهاد المتسارع، لتحقيق نظرية النكاية والإنهاك، عن طريق فتح الجبهات المتعددة المتزامنة، ونقل دائرة الصراع بين الجانب الشرقي في سيناء، والجانب الغربي على الحدود المصرية الليبية.
وأشار عمرو فاروق، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن المعلومات الأولية لعملية "الواحات البحرية"، تؤكد تعرض الحملة الأمنية ل"كمين"، أدى لتصفية عدد كبير من ضباط العمليات الخاصة، والإضطرار للدفع بتعزيزات أمنية، في مقدمتها "طائرات الهليكوبتر"، ومن الواضح أن العناصر التكفيرية كان لديها علم مسبق بتحركات الحملة الأمنية، ما جعلها تستعد للمواجهات بأسلحة ثقيلة، ربما تحتاج إلى تعامل خاص كالذي يتم من قبل القوات المسلحة في شمال سيناء.
وأكد الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن معركة اللحظات الأخيرة، في الواحات البحرية، تم التخطيط لها عن طريق ما يسمى "ولاية الصعيد"، التي يقودها التكفيري الهارب عمرو سعد، أحد أبناء محافظة قنا، بالتنسيق بين عناصر من تنظيم"القاعدة"، وعناصر وتنظيم "داعش"، وهي العملية الثانية التي يتم فيها التنسيق المباشر بين "داعش" و"القاعدة"، حيث إن عملية الهجوم المسلحة على حافلة الأقباط بالمنيا، كانت بتوجيهات مشتركة بين تنظيمي "داعش" و"القاعدة"، وأشرف عليها بشكل مباشر، ضابط الجيش المصري السابق، هشام العشماوي، بهدف خلق كيان تابع للتنظيمات التكفيرية المسلحة داخل صعيد مصر.
وأضاف، يتم إدارة هذه المعركة المتمركزة في الجانب الغربي، عن طريق، معسكر "مجلس شورى المجاهدين"، بدرنة الليببة، والموالي لتنظيم "القاعدة"، وهو المعسكر التكفيري التي تم قصفه من قبل الجيش المصري، في مايو الماضي، ويقوده سالم دربي، وضابط الجيش المصري السابق، هشام العشماوي، ويتولي مسؤولية الافتاء الشرعي له، عمر رفاعي سرور، ابن الشيخ رفاعي سرور أحد المؤسسين للتيارات التكفيرية في مصر.
وأكد عمرو فاروق، أنه بينما تعتبر "ولاية سرت"، بوسط ليبيا، أخطر وأهم معسكرات تنظيم "داعش"، حيث يوجد بها أكثر من 12 معسكر جهادي تابعيين لتنظيم، أهمها، معسكر الفاروق عمر، معسكر التوحيد، معسكر أسود الخلافة، معسكر أسامة بن زيد، معسكر أبو مصعب الزرقاوى، معسكر ذات الصوارى، معسكر الفاتحين، إضافة إلى معسكر أسامة بن زيد، المخصص لتجنيد وتدريب الأطفال، على استحدام السلاح، تحت مسمى "أشبال الخلافة" .
وأكد فاروق، أن المنفذ الحقيقي لعمليات خلية "ولاية الصعيد"، هو التكفيري الهارب،عمرو سعد عباس، والذي يرتبط بصلات قوية بقيادات تنظيم "القاعدة" وتنظيم "داعش"، لاسيما العناصر التكفيرية المصرية المقيمة بليبيا، ووفقا لتحريات الأمن الوطني، فإن عمرو سعد، انشأ معسكراُ كاملاً للتدريب في الظهير الصحراوي بالمنطقة الغربية، وتلقي كميات كبيرة جداً من الأسلحة، وعمل على تأهيل عدد كبير من الخلايا الجهادية، لإرباك الأجهزة الأمنية المصرية، وتلقى تعليمات في الفترة الأخيرة، بتشكل خلايا تكفيرية نائمة، وضم عناصر جديدة، من محافظات صعيد مصر.
وأضاف، لكن المخطط الرئيسي هو هشام عشماوي المكني ب" أبو عمر المهاجر"، المطلوب رقم (1) لدى أجهزة الأمن المصرية، لكونه يدير غرفة معسكر درنة الليبيبة، لشن عمليات مسلحة داخل الاراضي المصرية، و هشام عشماوي، ضابط سابق بقوات الصاعقة في الجيش المصري برتبة مقدم، عمل في سيناء 10 سنوات، إلى أن تم فصله قبل 7 سنوات بموجب قرار من القضاء العسكري بعد أن حاد عن الطريق واتجه إلى التطرف واعتنق الأفكار المتشددة وأصبح يروج لها بين الجنود. عقب فصله، كوّن عشماوي، خلية تضم مجموعة من الإرهابيين من بينهم 4 ضباط شرطة مفصولين من الخدمة وآخرين من الجيش، ثم التحق بعد ذلك بتنظيم "أنصار بيت المقدس" الذي تحول إلى "ولاية سيناء" بعد مبايعته تنظيم "داعش" وصار عضوا فيه.
وأكد عمرو فاروق الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن عشماوي اتهم بالضلوع في أغلب الهجمات الإرهابية التي حدثت في مصر، من بينها محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم وقضية "عرب شركس"، كما اتهم بالتخطيط والمشاركة في تنفيذ مذبحة كمين الفرافرة في يوليو 2014، والتي قتل فيها 22 مجندا بالجيش، واتهم أيضا بالمشاركة في استهداف الكتيبة 101 في شهر فبراير 2015 بعد اقتحامها.