شغلت قضية مسلمي الروهينجا اهتمام الرأي العام المصري والدولي، المستاء من المجازر الوحشية وعمليات الإبادة الجماعية، التي تتعرض لها الأقلية المسلمة بإقليم راخين فى ميانمار، وسط إجبار السلطات لهم على الفرار من أوطانهم. واتهمت الأممالمتحدة قوات الأمن في ميانمار بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في حق مسلمي الروهينجا، في تقريرها الرسمي، المبني على إجراء مقابلات مع أكثر من 200 لاجئ من أقلية ببنجلاديش، فيما أشارت التقديرات إلى أن نحو 65 ألف من مسلمي الروهينجا، فروا من ميانمار إلى بنغلاديش منذ اندلاع العنف في أكتوبر الماضي.
وأتخذت مصر موقفا واضحا من تلك العمليات الوحشية التي يعاني منها مسلمي الروهينجا، من خلال تحركات فعلية لمؤسساتها المختلفة، في محاولة جادة لحل الأزمة الراهنة.
و دعت مصر مجلس الأمن اليوم، إلى عقد جلسة طارئة الأربعاء لمناقشة تطورات قضية مسلمي الروهينجا، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبوزيد «إننا نرى ضرورة انعقاد المجلس بشكل عاجل من أجل العمل على وقف نزيف الدماء والحد من أعمال العنف والتهجير الجارية في ولاية راخين، وصولاً إلى إيجاد حل عادل يشمل منح المنتمين لأقلية الروهينجا حقوقهم المشروعة، ويضمن أمنهم وسلامتهم وعودتهم إلى ديارهم، وتسهيل نفاذ ووصول المساعدات الإنسانية لهم»، خلال لقاءه مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالأمس.
ومنذ 5 أيام، أصدر الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر بيانا، يعلن من خلاله أن الأزهر سيقود تحركات إنسانية لوقف المجازر التي يدفع ثمنها المواطنون المسلمون في ميانمار.
ووجه شيخ الأزهر رسالة للأقليم المسلمة قائلا:" اُصمدوا في وجه هذا العدوان الغاشم.. ونحن معكم ولن نخذلكم"، مضيفا"قيادات دينية في ميانمار تحالفت مع عناصر متطرفة للقيام بعمليات إبادة جماعية وتطهير عرقيّ ضد المواطنين المسلمين".
وأكد الطيب أن كل المواثيق الدولية التي تعهدت بحماية حقوق الإنسان أصبحت حبرًا على ورق، داعيا المنظَّمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان بتعقب مرتكبي هذه الجرائم ومحاكمتهم كمجرمي حرب، مشيرا إلى أن "المنظمات العالمية كانت ستتخذ موقفا آخرا لو أن هذه الفئة من المواطنين كانت من أتباع أي دين غير الإسلام".
ومن جانبه، قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، خلال تصريحات صحفية منذ أيام، أن مشاهد الاعتداءات وتهجير مسلمي الروهينجا مأساوية، لافتا إلى أن هناك قنوات اتصال بين الأزهر ومسلمي الروهينجا لتثبيتهم ومساندتهم في الاعتداءات الموجهة ضدهم، مستائلا عن دور منظمة "هيومان رايتس واتش" مما يحدث مع مسلمي الروهينجا في بورما، مؤكدًا أن الأزهر سيتحرك بشكل إنساني لدعم المسلمين هناك من خلال قوافل غذائية وطبية.
وفي سياق متصل، أشاد الدكتور عمر فاروق، سفير مسلمي بورما، ببيان شيخ الأزهر الشريف، المناهض للأعمال الوحشية والمجازر التي يتعرض لها مسلمي الروهينجا، مؤكدا في تصريحات صحفية، أن كلمة شيخ الأزهر وضعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي أمام مسئولياته تجاه تلك الانتهاكات، موضحا أن البيان يصب في مصلحة مسلمي بورما.
وذكر فاروق أن عدد المسلمين في الروهينجا الذين تم قتلهم منذ 2012 حتى 2017 يفوق أكثر من نصف مليون شخص، لافتا إلى أن المسلمين ببورما يعانون منها عدة عقود، والوضع هناك مأساوي ولابد من أن يحقق في الجرائم المرتكبة في المحاكم الدولية.