اشتباكات وحروب شوارع عنيفة لا تزال دائرة منذ صباح أمس حتى الآن بين قوات الأمن المركزى والمئات من المتظاهرين مما أدى لسقوط عشرات من الجرحى والمصابين باختناقات وإغماءات حادة نتيجة القصف العشوائى للقنابل المسيلة للدموع والتى تملأ الآن أجواء ميدان التحرير ومحطة مترو السادات من الداخل .. تصوير : محمد لطفى وقد أقام عدد من أطباء قصر العينى مستشفى ميدانى مجهز بإسعافات أولية لإنقاذ المصابين الذين تبدو حالتهم خطيرة وقد أكد لنا عدد من الأطباء المسعفين أن الغازات المستعملة هذه المرة محظورة دولياً حيث تسبب تشنجات عصبية وتؤثر بشكل مباشر على المخ وتحدث رعشة فى الأطراف وإغماءات سريعة ولا يتوقف تأثيرها فقط على الغشاء المخاطى مثلما كان تأثير القنابل التى تم استخدامها من قبل .. وتقول سحر طلعت إحد الطبيبات بالمستشفى الميدانى أن عشرات المصابين يتم نقلهم كل ساعة إلى مستشفى الميدان وأغلبهم مصابون بتشنجات وإغماءات واختناقات وبعضهم مصابون بطلقات خرطوش ورصاص مطاطى فى أماكن متفرقة من الوجه والجسد والحالات الخطيرة يتم نقلها إلى مستشفى قصر العينى لتلقى العلاج اللازم. وفى الوقت نفسه تسود حالة من الفوضى والارتباك الآن ساحات ميدان التحرير فى ظل غياب القوى السياسية التقليدية عن الميدان والتى لم تكن تتوقع ما حدث .. الآن لا توجد أى منصات ولا ترتفع أى راية سوى الأعلام المصرية وقد أعلن الكثير من المعتصمين عن فتح باب التبرعات لإنشاء منصة للتعبير عن المتظاهرين وليس للتعبير عن أى حركة أو فصيل سياسى وقد منع المتظاهرون مساء أمس مسيرة كان يقودها الدكتور حازم صلاح أبو إسماعيل من دخول الميدان عند شارع قصر النيل احتجاجاص على انسحابه من الميدان ليلة جمعة المطلب الوحيد أما حركة 6 إبريل فقد قامت على استحياء بتنظيم مسيرة صغيرة رفعوا فيها شعار الحركة ثم انسحبت أعلام الحركة سريعا من الميدان.. اما الإسلاميون المتواجدون فى ساحات التحرير فقد أكد الكثير منهم فى أحاديث عابرة مع بوابة الشباب أنهم يعبرون عن أنفسهم فقط ولم يتلقوا أى تعليمات بالحشد أو الاعتصام فى الميدان وأكد أحمد عبد المنعم من الدعوة السلفية أنه جاء فقط لنصرة أخوانه المسلمين الذين يتعرضون لاعتداء من قوات الشرطة وذلك على حد قوله.. الميدان الآن ليس له كبير ولا توجد أى قوة تمثله وكل متظاهر يعبر عن نفسه فقط ولكنهم جميعاً متفقون على أنه لم يحدث تغيير حقيقى منذ قيام الثورة وأنهم جاءوا لإحياء الثورة من جديد ويطالبون من أجل ذلك بإقامة المجلس الرئاسى المدنى لإدارة المرحلة الانتقالية. محمود السيد الرشيدى( 31سنة) أبرز المتظاهرين بالميدان الآن أكد لبوابة الشباب أنه لم يشعر بالتغيير وأن الثورة مستمرة وأن الإخوان والسلفيين باعوا الثورة وجروا خلف الكرسى فقط ولهذا عاد شباب الثورة مرة أخرى لإحياء مطالب 25 يناير بالعدالة الاجتماعية والتغيير والحرية أى العودة للمربع صفر وأكد محمود أن هناك إجماع فى الميدان على عدة أمور: * إعادة البدء فى المرحلة الانتقالية من جديد وإلغاء كل القرارات السابقة. * أن يتولى إدارة هذه المرحلة مجلس رئاسى مدنى يعيد تخطيط ورسم مصير ومستقبل البلاد. * تطهير البلاد وخاصة جهازى الاعلام والداخلية. * إصدار قانون العزل السياسى. ويكمل محمود الرشيدى وجهة نظره قائلا: السيناريو القائم الآن يقضى بأن يتم تسليم السلطة بحلول منتصف عام 2013 وهى مدة طويلة جدا وهناك قلاقل مستمرة والبرلمان القادم سيكون برلمان الفلول أى أن الأمور لم تكن منضبطة منذ البداية ولهذا عدنا إلى التحرير مرة أخرى ولن نعود إلى بيوتنا إلا ونحن أموات!! ومن ناحية أخرى فقد أنشأ بعض المتظاهرين ما يسمى بالبرلمان الشعبى المصرى ولخصوا أهم أهدافه فى التغيير والعيش والحرية والديمقراطية حيث يقول محمود عبد الله(24 سنة): إحنا من شباب 25 يناير عملنا ثورة ومبارك تنحى فعدنا لبيوتنا لكننا وجدنا بعد ذلك أن أحلامنا كلها ذهبت سراب فعدنا من جديد للميدان وسوف نعتصم به ولن نغادره حتى نعلم متى يتحدد مصير مصر. والآن يصر المتعصمون بالميدان على منع دخول أى أحد من ممثلى الحركات السياسية وقد منعوا اليوم دخول ممدوح حمزة إلى أرض الميدان كما سيمنعون إقامة أى منصات تعبر عن أى حركة سياسية والمنصة المفترض إنشاؤها سوف تعبر فقط عن المعتصمين ككتلة واحدة لها مطالب عامة ، يأتى هذا فى الوقت الذى أعلن فيه الإخوان والسلفيون عن عدم اشتراكهم فى الاعتصام القائم الآن.