احتشد اليوم مئات الآلاف من المتظاهرين من مختلف القوى والحركات السياسية والمستقلين بميدان التحرير لمقاطعة وثيقة الدكتور على السلمى والمطالبة بتسليم السلطة للمدنين فى موعد أقصاه مايو القادم.. كتب: محمد شعبان – محمد المراكبى تصوير: محمد لطفى ورغم أن مشهد الإسلاميين هو المسيطر على الميدان فى مليونية اليوم إلا أن المظهر العام للمليونية يؤكد أنها لم تكن مليونية الإسلاميين وحدهم بل شاركت فيها كل التيارات والأحزاب وشباب الثورة ولهذا فإن مشهد مليونية اليوم والتى حملت اسم جمعة المطلب الوحيد أو جمعة حماية الديمقراطية أعادت للأذهان مليونيات الثمانية عشرة يوماً الأولى من عمر ثورة يناير.. وفى هذا السياق أعلن الكثير من الناشطين السياسيين عن عودتهم للاعتصام فى الميدان حتى تتحقق هذه المطالب ونصب ناشطون عدد من الخيام فى الميدان فى محاولة لبعث الثورة من جديد وإعادتها إلى مسارها. وفى أول بيان رسمى حول مطالب مليونية اليوم أكد البيان على رفض وثيقة السلمى وضرورة سحبها والعمل على تسليم السلطة للمدنيين فى مايو القادم وإقامة دولة مدنية ديمقراطية وهدد البيان بالعودة للتصعيد السلمى ضد القائمين على الحكم فى البلاد. وفى خطبة الجمعة دعا الشيخ مظهر شاهين باسم ثوار التحرير إلى ضرورة وضع جدول زمنى لتسليم السلطة للمدنيين فى موعد أقصاه مايو القادم وإسقاط وثيقة الدكتور على السلمى وفى الإطار ذاته أكد مظهر شاهين على ضرورة الوحدة بين مختلف الجبهات والإيديولوجيات وأن يستظل الجميع براية مصر حتى تتحقق جميع مطالب الثورة محذراً من محاولات الوقيعة والفتنة بين الشعب. وقال: هبت نسائم التحرير مرة أخرى وفاحت رياحين يناير المجيدة بعد أن نجح أعداء الثورة إلى تحقيق مآربهم وقد أبى الشعب المصرى إلا أن يكون صفا واحدا لا فرق بينهم تحت راية واحدة هى راية مصر فقط .. فقد جاءت مصر إلى التحرير مرة أخرى ولن تفارق الميدان وستأتى إلى هنا جمعة بعد جمعة حتى تتحقق بقية مطالب الثورة والتى على رأسها تسليم السلطة للمدنين فى موعد أقصاه مايو القادم فالشعب الذى قام بالثورة ضد الظلم لن ينسى القضية ولن ينسى دماء الشهداء التى سالت هنا على أرض التحرير ولهذا فإن تسليم السلطة للمدنين أمر حتمى لا يقبل النقاش والمراوغة والتفاوض .. والمطلب الثانى لمليونية اليوم هى أن الشعب هو مصدر السلطات وهو الوحيد المنوط به تقرير مصيره ولهذا نرفض وثيقة الدكتور على السلمى ولا صوت يعلو فوق صوت الثورة فالثورة هى من قررت وهى التى أعادت لهذا الشعب عزته وكرامته وهى التى ستقرر فيما بعد مصير هذا الشعب ولهذا لن نقبل إملاءات من أحد ونحن مصرون على استكمال المسيرة بشكل سلمى وأقول هؤلاء الفاسدون من فلول النظام السابق ها هو الشعب المصرى قد عاد إلى الميدان ولا فرق بينهم حيث نبقى جميعا تحت راية مصر . وعاد الشيخ مظهر شاهين ليؤكد على بقية مطالب الثورة والتى يأتى من ضمنها المضى قدما على طريق المحاكمات العادلة فالقصاص والعدل هما الطريق القصير نحو الاستقرار ونحن الشعب المصرى وحدنا فقط من يقرر ومن يملك قرار هذا الوطن ولا صوت يعلو فوق صوت الشعب ودماء الشعب التى سالت أمانة فى أعناقنا حتى تكتمل بقية مطالب الثورة التى ماتوا من أجلها ونقوم مرة أخرى ونكرر قسم الثورة الذى أقسمناه هنا فى أيام الثورة الأولى وهو القسم الذى يقول" أقسمنا بالله العظيم أن نحافظ على ثورتنا وعلى أهداف ثورتنا وعلى مطالب ثورتنا نعيش من أجلها ونموت فى سبيلها" ولهذا لن نقبل بالمراوغة أو الوقيعة وإن الفساد والاستبداد الذى كان قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير لن نسمح بعودته مرة أخرى. وباسم ميدان التحرير وجه الشيخ مظهر شاهين نداء إلى الشعب بأن يقف ليحافظ على ثورته والاستمرار فيها حتى يتحقق للشعب الكرامة .. ووجه الشيخ مظهر باسم ثوار التحرير تحذيراً للقوى الخارجية المتربصة بمصر وعلى رأسها إسرائيل وقال: إن أعداء مصر فى الخارج لا يريدون أبدا أن يقف هذا الشعب على قدميه وعلى إسرائيل أن تتوقف عن تهديداتها للعالم العربى وكتيبة واحدة من كتائب ميدان التحرير قادرة على أن تلقن إسرائيل درسا لن تنساه. وأكد الشيخ مظهر فى خطبته على ضرورة عدم الخوف من التيارات الإسلامية وقال أن مصر دولة إسلامية تسمح لكل الناس بأن يعيشوا فيها أحرارا وأن يمارس كل مواطن حقوقه بكل حرية بصرف النظر عن دينه فالإسلام هو الضمانة الوحيدة لأن يعيش الجميع فى سلام ولهذا فنحن نريد دولة مدنية ديمقراطية برؤية وبمرجعية إسلامية تمارس فيها الحقوق والديمقراطية بشكل كامل . وحول موقف التيارات السياسية من المجلس الأعلى للقوات المسلحة أكد الشيخ مظهر أن الشعب المصر حريص على الجيش من الجيش نفسه وأن الاعتراض على المجلس العسكرى فى بعض المواقف لا يعنى الصدام معه. وجدد مظهر شاهين باسم ثوار التحرير ضرورة العمل على عزل الفلول من الانتخابات القادمة وقطع الطريق على الفاسدين بإصدار قانون العزل السياسى أما الانتخابات فهناك ضرورة ملحة لإعادة اللجان الشعبية لتأمين الناخبين. كما أصدرت الجبهة السلفية بيانا أكدت فيه على أن مبدأ الوصاية على الشعب والذى تمثله فكرة الوثيقة والاستهانة بالاستفتاء الدستورى المعبر عن إرادة جموع المصريين هو مبدأ دكتاتورى لن نعيش فى ظله اليوم ولا غدا ولقد اختار الشعب إزالة طغيان مبارك بالثورة السلمية ولا زالت الثورة حاضرة كخيار شعبى لرفض كل صور الطغيان المطروحة وإذا كان هناك من يتصور أن وضع الناس بين خيارين أحدها الاستبداد العاجل من خلال وثيقة الدكتور على السلمى وثانيتها الاستبداد الآجل من خلال الإقرار بامتداد سلطة المجلس إلى 2013 مبدأيا فإن هذا سيدفع الناس إلى قبول الخيار الثانى كأفضل المتاح ولكنه قد فاته خيار ثالث فلقد اختار الشعب إزالة طغيان مبارك بالثورة السلمية ولا زالت الثورة حاضرة كخيار شعبى لرفض كل صور الطغيان. وقد شهدت المنصة الرئيسية بالميدان تجمعا كبيرا من كل رموز العمل السياسى حيث شارك فى مليونية اليوم الشيخ صفوت حجازى والذى أكد على بطلان الوثيقة وقال أن السلمى ليس له الحق فى صياغة مثل هذه الوثيقة وأن الشعب لن يرضى إلا بحكم السلطة المدنية. أما حركة 6 ابريل فقد حاولت أن تثبت وجودها فى المليونية بالخروج فى مسيرات منظمة قريبة من ميدان طلعت حرب حيث سار نشطاؤها فى مسيرات عليها شعار الحركة وسعت الجماعات والتيارات الإسلامية هى الأخرى لإثبات تواجدها خارج الميدان بنفس الطريقة أما منصات التحرير فقد حرصت على نقل أخبار الميادين الأخرى التى تشهد مسيرات مماثلة بالإسكندرية والسويس وعددا آخر بالمحافظات بهدف إشعال الروح الثورية فى الميدان.