الجمال والشكل المثالى لم يعد محصورا فى دائرة الأمانى إنما أصبح أمرا متاحا تحقيقه فى غاية البساطة خاصة لو استطعنا أن نحافظ على حد معقول من الحياة الصحية بطعام متوازن وممارسة الرياضة وكثرة شرب الماء وعندما يتطلب الأمر تدخل طبى فلا توجد مشكلة شرط آلا يجعلنا نبدو وكأننا تماثيل شمع بلا روح ولا تعبير.. فمتى يتطلب الأمر تدخل طبيب التجميل وهل يرتبط هذا التدخل بالسن فقط أم أن هناك عوامل أخرى هذا ما سنعرفه من دكتور أحمد سالم إستشارى الجلدية والتجميل ورئيس الجمعية الأفروأسيوية لصحة الجلد . هل أصبح لدى المصريين هوس بفكرة التجميل ؟ هو ليس هوس ولكنه سمة العصر والتجميل فى كل العالم من التخصصات التى أصبح عليها إقبال كبير خاصة أن الخدمات التجميلية لم تعد مقتصرة على إصلاح عيب خلقى أوعيب نتج عن حادث إنما هى أيضا تستطيع أن تحافظ على شباب البشرة والشكل العام للإنسان على أفضل وجه ممكن . متى يقرر الشخص الذهاب إلى طبيب تجميل؟ كلمة التجميل من الأساس يعمل بها تخصصات كثيرة مثل طبيب الجلدية والأسنان والعلاج الطبيعى والسمنة والجراحة ومن ثم فتخصصات التجميل كثيرة لذا فإختيار الخدمة المناسبة ومن الذى سيقوم بها هو المهم وليس بالضرورة أن يكون الذهاب الى الطبيب بسبب مشكلة وإنما الأفضل أن نذهب إليه لتجنب حدوث المشكلة من الأساس. أليس هناك دور توجيهى من الطبيب للمريض فى إختيار المناسب له ؟ بالتأكيد بل وهو الدور الأهم لأن المريض أحيانا لايستطيع أن يحدد ما الذى يحتاجه بالضبط فهو كل ما يشعر به أنه ليس راضى عن شكله ولكنه لايعرف ما هى الخطوات التى تجعله أفضل وهذا ما يقوم به الطبيب حيث أن دوره ليس الطب فقط وإنما هناك دور تنموى وتعليمى حتى يصل مع المريض لخط سير العلاج. عادة ما ترتبط توقعات الأشخاص الذين يلجأون الى التجميل أعلى من الواقع بكثير.. كيف تتعامل مع تلك النقطة ؟ هذا حقيقى فعلا لذا أنا دائما ما أنصح الأطباء المساعدين لى بمقولة " when to say no " أو متى تقول لأ وهذا يحتاج الى خبرة طبية وحياتية عند الطبيب حتى يستطيع إقناع المريض بأن ما يتصور أنه محتاجه هو ليس فى حاجة إليه من الأساس حتى يستطيع أن يحصل على نتيجة تسعده ومناسبة له. ما هى أسس اختيار الأنسب ؟ هذا يختلف من شخص لأخر ولكن بشكل عام لابد أن نختار الأنسب على أساس الأمان والحصول على أفضل نتيجة وآلا يكون التغيير ملحوظا بشكل يجعل الإنسان يبدو غريبا بالإضافة طبعا الى الحالة الإقتصادية لذلك فأنا المريض الذى يأتى إلى يمر على اكثر من طبيب وكل واحد فينا يسمعه بطريقته حتى نستقر على الشكل النهائى للخطوات المناسبة له سواء كانت ليزر أو بوتكس أو فيلر حتى نصل الى أفضل نتيجة ممكنة . هل حقيقى أن أخطاء أو مشاكل التجميل فى مصر أكثر منها فى أى مكان أخر ؟ إطلاقا فمصر من أكثر البلاد تقدما فى هذا المجال وما يحدث بها من أخطاء لا يتجاوز نسبة بسيطة جدا موجودة فى العالم كله وأغلب المشاكل تحدث بسبب اللجوء لغير المتخصصين فللأسف هناك مراكز بيوتى سنتر وكوافير الأن تقدم خدمة حقن بوتكس وفيلر ومن ثم طبيعى جدا إن النتيجة لن تكون على المستوى المرجو منها . ولكن هناك أشخاص مثل بعض نجوم السينما مثلا وهم يلجأون لأفضل أطباء فى العالم ومع ذلك بعد حقن البوتكس يبدو شكلهم مفتعل لدرجة كبيرة ! المشكلة الرئيسية فى مدى التواصل بين الطبيب والحالة فهناك بعض الأشخاص يتصورون أن الحقن بكمية أكبر هى الأنسب أو الأجمل بالنسبة لهم ومن ثم تأتى النتيجة بما تصفيه أما المفروض فهو آلا يتم الحقن بما يجعلنا نختلف عن شكلنا الحقيقى الذى خلقنا عليه حتى لانضع الأنسجة تحت إجهاد مما يعرض المريض لمشاكل كبيرة فيما بعد. بعض الأشخاص يظهر عليهم تأثير الزمن فى مراحل مبكرة جدا من العمر .. فهل يمكن هنا تدخل طبيب التجميل ؟ نعم بل ولابد أن يكون هناك تدخل حيث أنه هناك بالفعل أشخاص فى الثلاثينات ولكنهم يبدون فى الخمسينات بسبب عوامل وراثية أو جينية أو طبيعة العمل والضغوط النفسية أو سوء التغذية أو ريجيم تسبب فى سقوط الملامح فكل تلك الحالات تستدعى تدخل طبيب التجميل برتوش خفيفة جدا تعيد الشكل لما يجب أن يكون عليه وتجعل المريض يشعر بالرضا والتصالح مع نفسه وملامحه وهناك العكس أى أشخاص بسبب إهتمامهم بأنفسهم وبأن يعيشوا حياة صحية تجعلهم يصلوا لمراحل متقدمة جدا من العمر دون أن يبدو عليهم أى تأثير للزمن . هل كل وسائل العلاج التجميلية تحتاج إلى تكلفة مادية كبيرة ؟ بالعكس فهناك وسائل فى منتهى البساطة وتعطى نتائج مذهلة يعنى مثلا جلسة السنفرة الكريستالية ممكن أن تكون فى حالات معينة أفضل من الفراكشينال ليزر وتكلفتها أقل عشر مرات وهناك كريمات بسيطة جدا تضفى على البشرة رونق وجمال يجعلها لاتحتاج الى تجميل كما أنه ظهرت أنواع جديدة من التقشير الكيميائى تجدد الجلد دون أن تجعله مثل السمكة بل ويذهب الى عمله بشكل طبيعى . ماذا عن طفرة العلاج التجميلى للبشرة والشعر بالبلازما وهل هى أكذوبة كما وصفها بعض أطباء الجراحة ؟ البلازما من وسائل العلاج الممتازة شرط أن تتم بطريقة صحيحة وهى أكذوبة لمن يتوقع منها مفعول السحر حيث إنها تندرج تحت بند تحفيز الجسم على إعادة تجديد خلاياه من نفسه سواء الكولاجين للبشرة أو محفزات النمو بالنسبة للشعر . هل للجلد عمر يختلف عن عمر الإنسان ؟ نعم فهناك أشخاص فى الخمسين وبشرتهم تبدو فى الثلاثين والعكس صحيح وهذا يتوقف على قوة البشرة من الأساس ومدى الضغوط النفسية والجسدية والإجهاد الذى يتعرض له الشخص ومن ثم فمن يبحث عن التجميل هو يبحث عن السعادة التى تجعله يرضى عن شكله ونفسه . وهل ينطبق هذا الكلام على الرجل ؟ بالتأكيد فالرجل مثل المرأة كلما كان راضى عن نفسه وشكله كلما إنعكس ذلك على ثقته بنفسه ومن ثم على أداءه فى عمله وحياته لذا فقد قمنا بإفتتاح عيادة متخصصة للحفاظ على صحة الرجل وشكله وشبابه سواء بحقن البوتكس أو الفيلر أو البلازما. هل أصبح البوتكس والفيلر هما الاختيار الأفضل فى التجميل؟ هما طفرة ولا يوجد شىء تم إختراعه بقوتهما على مدى الخمسة عشر سنة الماضية فقبلهما كان أى شخص تظهر عنده مشكلة فى الوجه يدخل على غرفة العمليات أما الأن فالأمر لايتعدى حقنة صغيرة تحل أى مشكلة شرط ألا يزيد الأمر عن حده فالبوتكس مادة تحقن للوجه حتى تريح عضلاته وتجعله يبدو أكثر جمالا وهذا ليس له علاقة بالعمر فهناك أشخاص تنعكس إنفعالاتهم على كل ملامهحم وهذا مع الوقت يخلق خطوط تعبيرية ثابته فى الوجه تجعلهم يبدون أكبر من أعمارهم بكثير لذا فالبوتكس ليس مجرد مادة تجميلية بقدر ما هو مادة علاجية تحمى البشرة من تحول تلك الخطوط التعبيرية لخطوط ثابته مما يحافظ على صحة ونضارة البشرة لأطول فترة ممكنة أما الفيلر فهو مادة مالئة نستخدمها عندما تتهدل ملامح الوجه نتيجة فقدان الوزن أو التقدم فى العمر مما يتسبب فى أن الأنسجة نفسها تفقد جزء كبير من الدهون وتأتى مشكلته لو تم حقنه بنسبة أكبرمن المفروض بسبب أن الجلد نفسه تهدل فيبدو الوجه مفتعل وغير طبيعى . وماذا عن أثارهما الجانبية ؟ طالما كانوا من أنواع جيدة ومعروفة فليس لهما أى أثار جانبية لذا فأنا دائما ما أعطى المريض الإستيكر الخاص بالحقنة حتى يبحث عنه بنفسه ليتيقن من جودة المادة المحقونه له . كيف يمكن الحفاظ على الجلد والبشرة دون حقن أو تدخل جراحى ؟ نعم فبالإضافة الى العامل الجينى هناك عوامل نستطيع التحكم فيها مثل الإهتمام بالحفاظ على حياة صحية من حيث النظام الغذائى والرياضة وكثرة شرب الماء وعدم النزول على الإطلاق دون استخدام واقى من الشمس حتى لو كانت الدنيا بتمطر أما العوامل التى لانستطيع أن نتحكم فيها فهى عادة ما ترتبط بالزمن وتلك لابد من التدخل لعلاجها بالحقن أو الجراحه ولكن فى النهاية لايوجد سحر فى التجميل بمعنى أنه سيحسن أى مشكلة بنسبة معينة. ما هو الدور الأساسى للتجميل من وجهة نظرك؟ الحفاظ على أفضل شكل ممكن لأطول فترة ممكنة وأن يجعل الشكل fresh look أى أنه يضفى نضارة على البشرة كما أنه يستطيع أن يعود بعقارب الزمن ما بين خمس الى عشر سنوات وفى النهاية أنا أرى أن كل سن وله جماله.