أشار تقرير صادر مؤخرا عن بوز ألن هاملتون الى أن إنترنت الأشياء يواصل كسب حضور قوي في منطقة الشرق الأوسط عبر مختلف القطاعات بدءا من التصنيع والنقل الى الطاقة. ولا تزال قابلية تعرّض إنترنت الأشياء للتهديدات السيبرانية الخارجية عالية، بل أعلى بكثير مما هي في وضع تكنولوجيا المعلومات التقليدية. ويبيّن تقرير بوز ألن هاملتون الصادر تحت عنوان "الدليل الميداني لإنترنت الأشياء" أن القطاعات تتحول الى إنترنت الأشياء بوتيرة أكبر بكثير من القدرة على ضمان أمنه. نظم تكنولوجيا المعلومات التقليدية متكاملة الاستقلالية وسهلة الحماية. أما إنترنت الأشياء فيربط بين الأنظمة من خلال الآلاف من أجهزة الاستشعار وغيرها من الأجهزة حول العالم، مما يؤدي الى نسبة أكبر بكثير من التنوع والتهديدات المحتملة. وقد أشارت مصادر مختبرات كابيرسكي إلى أن 32.5% من مستخدمي الإنترنت في مصر قد تضرروا من التهديدات الالكترونية في الربع الأول من العام 2017، مما يعني أن الأرقام في مصر هي ضمن قائمة الأرقام الأعلى في عدد حوادث التهديد على شبكة الانترنت عبر كامل منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا. وقد ساهمت الهجمة العالمية ‘WannaCry' ransomware في وضع المزيد من الضغوط على كيانات القطاعين العام والخاص لرفع مستوى إجراءاتها الامنية. وتقوم أكبر ثلاث شركات مصرية للإتصالات فودافون مصر، إتصالات مصر وأورانج مصر بالاستثمار بقوة في أعمال توسعة الشبكة والتقنيات الجديدة لإنترنت الأشياء. ولا بد لهذه الشركات من إنشاء إجراءات أمنية متقدّمة ضمن هيكلية نمو أطر عمل إنترنت الأشياء للمنافسة في بيئة التهديدات السيبرانية الديناميكية. يمكن للشركات أن توفّر المال عن طريق إنشاء أنظمة إنترنت الأشياء بقطع ومواد أقل من آمنة. ولكن في حال تعرّضها لأية هجمة، فإن التكلفة المالية للضرر على سمعتها، بما في ذلك الدعاوى القضائية أو العقوبات القانونية، يمكن أن تجعلها أسوأ بكثير بالنسبة اليها.
إذا أريد للشركات أن تنجح مع إنترنت الأشياء فلا بد للأمن أن يكون جزءا لا يتجزأ من تركيبتها الأساسية أو حمضها النووي المؤسسي DNA. وينطوي ذلك على فحص دقيق ومنهجي بعناية لكل نقاط الضعف المحتملة.