عشرة شباب إسرائيليين مهمتهم جذب الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي * الناطق بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية: شباب مقاهي القاهرة ألهموني كيفية التواصل معهم مليون شاب مصري وعربي يقعون في فخ الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية تجنيد مصريين لتحسين صورة الصهاينة وعلى رأسهم الشاب الملحد شريف جابر تحذير: "إسرائيلية وأريد التعرف على شاب مصري".. كلمة السر في جذب الشباب إلى منتديات الدردشة * "مشروع رفيفو" محاولة صهيونية للوصول إلى الشباب بالأغاني "في مبنى كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية، يجلس شباب إسرائيليون، ويتواصلون مع شباب عرب من جميع أنحاء العالم.. يعمل نحو 10 مسئولين عن كتابة المنشورات، نشر الصور، ترجمة المواد من العبرية إلى العربية، وكتابة تعليقات للمتصفحين، على التواصل بين دولة إسرائيل والشباب في العالم العربي.. إنه قسم "الدبلوماسية الرقمية" العربية في وزارة الخارجية".. هذا ملخص لتقرير نشر بأحد المواقع الإسرائيلية.. والذي يلخص محاولات إسرائيل للوصول إلى الشباب العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص.. وطرقهم المختلفة من أجل هدفهم.. من خلال استغلال مواقع التواصل الاجتماعي.. ولديهم العديد من الوسائل.. "الشباب" تفتح هذا الملف لتحذر من السقوط في الفخ الإسرائيلي.. الدبلوماسية الرقمية في البداية ذكر تقرير موقع"المصدر" الإسرائيلي على لسان حسن كعبية- الناطق بلسان وزارة الخارجية باللغة العربية- أن مصطلح "الدبلوماسية الرقمية" حديث نسبيًّا، وافتُتح قسم في هذا المجال قبل 5 سنوات فقط، حينها أدركت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنّ هناك فرصا جديدة للتأثير في الرأي العام، ويقول: قبل 10 سنوات عملت في السفارة الإسرائيلية في مصر وعشت في القاهرة، وكنت أتجول في المقاهي، وأرى كل الشباب يجلسون وبحوزتهم الحواسيب النقالة، ويتصفّحون في الإنترنت، فأدركت أنّ هذه هي الطريقة التي يتواصل عبرها الشباب اليوم مع الإعلام، فنحن نتجاوز الحكومات والإعلام ونصل مباشرة إلى المواطن العربي، والتحدّي الذي يواجهه العاملون في قسم الدبلوماسية الرقمية ليس سهلا، فالحديث يدور عن أشخاص ترعرعوا على كراهية إسرائيل. ويقول يوناتان جونين- رئيس قسم الدبلوماسية الرقمية باللغة العربية في وزارة الخارجية الإسرائيلية-: القسم بدأ العمل عام 2011، عندما أدركنا أن الطريقة الأفضل للتوجه إلى الشباب العرب هي الفيسبوك، أصبحت اليوم هذه الطريقة الأفضل للتأثير في الرأي العام، ويبلغ عدد متابعي صفحة الفيسبوك التي يديرها قسم الدبلوماسية الرقمية أكثر من 910 آلاف متابع، معظمهم من الشباب في سنّ 18 حتى 24 عاما، يعيش معظم المتابعين في مصر، ولكن يتابعها عراقيون، مغاربة، أردنيون وفلسطينيون أيضًا، ويكتبون تعليقات في صفحتهم، وفي تويتر هناك في صفحة وزارة الخارجية أكثر من 83 ألف متابع، الكثير منهم صحفيون، دبلوماسيون وقادة رأي عام، وعندما يشارك مثل هؤلاء الأشخاص تغريداتنا، فنحن نعلم أنّ رسالتنا تصل إلى عدد كبير جدا من الأشخاص". الصحفيون ويذكر التقرير الإسرائيلي أن أحد الأنشطة الأكثر إثارة للاهتمام مما يقوم به قسم العربية في وزارة الخارجية، هو إحضار وفود من الصحفيين من جميع أنحاء العالم العربي إلى إسرائيل، فيبدأ حسن كعبية العلاقة معهم بنفسه، أحيانا يتواصل معهم عبر الفيسبوك، وفي أحيان أخرى يكتب تعليقا على مقال لهم، هكذا تتطور العلاقة، ومن ثم تتقدم عبر المراسلة الخاصة عبر البريد الإلكتروني، وفي النهاية يُجرى تواصل هاتفي، وعندما يشعر كعبية بأنّه نجح في تحقيق ثقة الصحفيين، يعرض عليهم زيارة إسرائيل والتعرّف إليها عن قرب، كما يذكر التقرير أنه زارت إسرائيل حتى الآن بعثات من العراق، مصر، المغرب، الأردن، تونس، وأيضا صحفيون أكراد من سوريا. وصلت وفودا أيضًا من شبان عرب يعيشون في أوروبا، معظمهم صحفيون، طلاب جامعيون أو محامون. مصريون يحسنون صورة إسرائيل من وقت لآخر تظهر العديد من المحاولات التي تستهدف تحسين صورة إسرائيل في الوطن العربي عامة ومصر خاصة.. وجزء من تلك المحاولات يقوم بها في الفترة الأخيرة مصريون يتبنون الدفاع عن الكيان الصهيوني وينشرون آراءهم وأدلتهم على العديد من المواقع والصفحات التي تجذب آلاف الشباب.. فقد نشر شاب مصري ملحد اسمه شريف جابر فيديو على يوتيوب، بعنوان" ليه بتكره إسرائيل"، يروي خلاله الأسباب التي جعلته يحترم إسرائيل ويقدرها بعد أن كان يكرهها، مؤكدا أنه كان مسلم عبيط!، واحتفت المواقع والجرائد الإسرائيلية بهذا الفيديو، ويستهل الفيديو قائلا: إنه أراد يوما أن ينضم إلى "الانتفاضة الثالثة" ضد إسرائيل، ملمحا أنه لم يخلق يحب إسرائيل، وأن تطورا ما طرأ على موقفه بعدما لجأ إلى فحص المعتقدات السائدة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي– العربي، والتي جعلت من إسرائيل دولة مكروهة ومنبوذة في الشرق الأوسط، ويتحدث جابر عن السبب الرئيسي لكره إسرائيل، وهو أنها قامت على جزء كبير من أرض فلسطين، مشيرا إلى أن الدول جميعها أقيمت على هذا النحو، ويقول جابر في هذا المضمار: إن مصر أيضا دولة مُستعمِرة، لأنها كانت يوما أرض الأقباط، وما يسمى "فتح الإسلام" هو في الحقيقة استعمار في السياق التاريخي الحديث، ومن ثم يتساءل جابر "ماذا لو كانت فلسطين اليوم قائمة بدل إسرائيل؟"، مستشهدا بوضع الدول العربية في الشرق الأوسط. ويجيب الشاب أن فلسطين ستكون دولة تنتهك حقوق الإنسان، ضعيفة في اقتصادها وقدرتها على الإنتاج، وبالمقابل يحصي إنجازات إسرائيل وتفوقها في مجال العلم والابتكارات، مقترحا أنها دولة قوية اقتصاديا، تساهم في تطور العالم وجعله مكانا أفضل، ويذكر أن إسرائيل، خلافا للدول العربية، تدافع عن حقوق الإنسان، وتحترم المرأة، قائلا: "إنت لو كنت بنت! إسرائيل أفضل دولة للبنات!" وذكر موقع "walla" الإسرائيلي أن مقاطع الفيديو التي يبثها هذا الملحد والتي تم إعدادها بدقة، وتحوي أغلبها ترجمات للإنجليزية بل حتى العبرية، تشهد على أن جابر يتلقى في الغالب دعما من صندوق أو منظمة ما، وقد سبق حبسه عام بعد اتهامه في قضية ازدراء أديان. منتديات الشباب كشف الصحفي البريطاني جوناثان كوك الذي يعمل كمراسل للصحف البريطانية في مدينة الناصرة في فلسطين أنه في كل موقع إخباري عربي وكل منتدى شبابي موظفون مدفوعي الأجر يعملون لصالح شعبة إسرائيلية تابعة لوزارة الخارجية، ويعملون بكافة اللغات لتوجيه الرأي العام بما تريده إسرائيل وبشكل يبدو عفوياً وبريئاً، وقد أكد مسئولون إسرائيليون أن مجنديهم يعملون دون الكشف عن هويتهم أو أنهم من إسرائيل، وأنهم يعملون على مدار 24 ساعة يومياً من خلال تعليقهم على المواضيع والأخبار التي تظهر على مواقع الانترنت العربية والإخبارية العالمية وكأنهم أفراد عاديون وليس كموظفين يقومون بعملهم مقابل رواتب مدفوعة، وذلك للتأثير في الرأي العام وتحسين صورة إسرائيل وتبرير مواقفها وتمرير سياساتها، وقد وظفت وزارة الخارجية الإسرائيلية هؤلاء الشباب والشابات من خلال وحدة خاصة سرية للكتابة من خلال عضويتهم في مواقع المحادثة، والمنتديات، والمدونات، وتويتر، والفيسبوك، واختارت بالذات لهذه الوظيفة الخريجين الجدد الأذكياء ممن يتقنون اللغات لتسيير عجلة الدفة باتجاه تحبيذ سياسات إسرائيل في الشرق الأوسط. وقال إيلان شتورمان مسئول هذا المشروع في وزارة الخارجية الإسرائيلية في لقاء سابق مع صحيفة كالكاليست الاقتصادية الإسرائيلية: سيعمل موظفونا بالسر طبعاً، لن يقول أحدهم على الانترنت.. مرحبا.. أنا من دائرة الترويج لوزارة الخارجية الإسرائيلية وأريد أن أقول لك التالي، ولن يكشفوا عن هويتهم بالضرورة أو بأنهم إسرائيليون، سيتحادثون مع الآخرين على أنهم مجرد مستخدمين عاديين للانترنت، وسيكتبون تعليقات ورسائل وردود في المواقع على أساس أنها آراء شخصية لكنها في الحقيقة هي توجيهات وزارة الخارجية. البنات "تعرف على بنات إسرائيليات".. " إسرائيلية وأريد التعرف على شاب مصري".. هذه نماذج من حيل إسرائيل لجذب الشباب المصري من خلال العديد من المنتديات والصفحات التي تدعو الشباب المصري والعربي إلى التعرف على بنات إسرائيليات.. وهناك العديد من المواقع التي خصصتها إسرائيل من أجل هذا الهدف، ومنها من يتيح" الشات" مع هؤلاء الفتيات اليهوديات سواء بالكتابة أو بالفيديو أو من خلال الواتساب، وهناك مواقع تترك أرقام تليفون لهؤلاء الفتيات، والأخطر من ذلك وجود تطبيق اسمه" Joke APK" تؤكد إحدى المنتديات أنه يتيح الدردشة مع البنات الإسرائيليات، ولكن بعض المتخصصين في الشبكات والتطبيقات أكدوا أنه برنامج تجسس!، كما يوجد أيضا بعض المنتديات التي تجد فيها بعض الفتيات الإسرائيليات يطلبن التعرف على شباب مصريين، ويصل الأمر إلى تبادل أرقام الهواتف والدخول في علاقات غرامية. مشروع رفيفو! الموسيقى كان لها أيضا نصيبها من محاولات إسرائيل للوصول إلى الشباب المصري، حيث أشادت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية بفرقة موسيقى إسرائيلية اكتسبت شهرتها عبر الإنترنت ووصلت إلى مصر، وقالت الصحيفة العبرية، إن فرقة "مشروع رفيفو" أو The project of Revivo حظيت بشهرة واسعة من خلال عدد من الفيديوهات التي انتشرت لها عبر موقع "يويتوب"، وأشارت الصحيفة إلى أن الفرقة الإسرائيلية التي تقدم موسيقى شرقية نالت شهرة غير مسبوقة وحققت إيرادات كبيرة عبر انتشارها داخل الدول العربية وعلي رأسها مصر. ويقول الفريق الذي يغنى أيضًا باللهجات التونسية، الكردية، المغربية والتركية إلى جانب العبرية أن له معجبين من مصر، الأردن، لبنان، السلطة الفلسطينية، قطر، دبي وكذلك في أمريكا وأوروبا، ويسرق الفرقة العديد من الألحان المصرية لأغنياتهم في محاولة للوصول إلى أكبر عدد من الشباب المصري، وتسرق الفرقة الألحان المصرية من أجل الوصول إلى الشباب، ومنها أغنية" سلّم عليّ" والتي حولوها إلى " شالوم عليّ"، وتنشر الصفحات الإسرائيلية بالعربي العديد من الأخبار عن هذا الفريق مؤكدين أن له جماهيرية في مصر والوطن العربي.