من أبسط قواعد المؤسسة العسكرية تنفيذ الأوامر بلا تردد أو مناقشة ، و لكن بالنظر إلى ما حدث بالأمس نجد سؤالاً يطرح نفسه وهو : متي يتجاوز بعض العساكر هذه الأوامر بسبب المواقف الصعبة الذى قد يتعرضوا لها ؟! وهل يمكن أن يصل الضغط النفسي عليه لأن يتصرف من دماغه ؟! . توجهنا بالسؤال إلى الدكتور ناجى جميل استشارى الطب النفسى ، فقال : هناك عدة عوامل قد تصل بالعسكرى او الضابط إلى أى تصرف قد يصل لاطلاق النار بدون أن تكون عنده تعليمات بذلك ، خاصة فى مثل الموقف العصيب الذى تعرضوا له بالأمس و من هذه العوامل أننا لابد ان نضع فى اعتبارنا ان هذا العسكرى فى النهاية شخص عادى يحمل نفس خلفيات المواطن المصرى البسيط و التى قد تأخذه إلى التعصب ، وبالتالى عندما يتعرض لموقف صعب يضغط على اعصابه فأنه يصل الى مرحلة ينسى فيها الأوامر العسكرية و يتعامل من وجهة نظره الشخصية ، كما إنه واضح جدا ان مصر بعد 25 يناير لم تتعرض لإنفلات أمنى فقط و انما انفلات عام فى النظام ، كما إن بعض التجاوزات يتم التعامل معها وكأنها مجرد أخطاء فردية ، وعموماً عسكرى الجيش فى النهاية بشر و ليس ملاكاً ، اى انه اذا وجد نفسه فى موقف لن يحتمل إلا مجرد حل واحد و هو اطلاق النار سيفعل ذلك ، و بالمناسبة هناك قاعدة فى الجيش و الشرطة انه لو كانت هناك أى محاولة لتهديد حياة الضابط او العسكرى فعليه الرد .. و لكن هذه القاعدة لا تطبق إلا فى اضيق الحدود ، اما الآن فنظرا لأن كل واحد يأخذ تعليماته من نفسه أصبح اختراق هذه القاعدة أمرا فى غاية السهولة والبساطة أيضا . إذا كان هذا رأى الطب النفسى ، فماذا عن رأى المؤسسة العسكرية نفسها ، يقول الخبير العسكرى حسام سويلم فى تصريح خاص لبوابة الشباب : تعليمات قادة الجيش لا تخترق بأى حال من الأحوال ولا يوجد عسكرى فى مصر يستطيع ان يطلق طلقاً ناريا حتى لو كان فى الهواء بدون ان تكون لديه تعليمات بذلك ، وفى احداث الأمس تحديدا لم يطلق اى عسكرى جيش طلقا واحدا لأن عساكر الجيش فى الشارع لم تكن لديهم طلقات حية ، ولو كانوا اطلقوا النار ما كانت وقعت فيهم كل هذه الخسائر ، ومن يردوون هذا الكلام هم اعداء البلد مثل حركة 6 ابريل و غيرها الذين يريدون تأجيل الإنتخابات و استمرار الفوضى و بناء عليه تتدخل امريكا ، و كل هذا هو ليس اكثر من مخطط خارجى من الأساس هدفه الإستيلاء على مصر و استخدموا فيه عناصر مخربة مثل عمر عفيفى و اسماء محفوظ التى هددت الجيش و الدولة ككل بحدوث اغتيالات فى الشوارع ، فمن اين لها بهذا الكلام إلا اذا كانت تعرف مسبقا ما سيحدث ، ثم ان امريكا ما كانت لتدفع 60 مليون دولار لتمويل مثل تلك الحركات على حسب قول سفيرتهم نفسها إلا لكونها المستفيدة الأولى من تلك الفوضى ، فهم يريدوا ان يفعلوا بمصر مثلما فعلوا فى العراق و الصومال و السودان و لكنهم لن ينجحوا بإذن الله .