- إقبال كبير على الحضور و1500 شاب فى الدورة التمهيدية للعلوم الشرعية - الدورات من إعداد وتقديم مفتى الجمهورية وأساتذة وعلماء ودعاة من أهل الثقة - الحاضرون من كل الأعمار والجنسيات والمستويات التعليمية -الطلاب: الدراسة فى أروقة الأزهر مضمونة لأنها بعيدة عن التطرف تجاوز عمره الألف عام، حيث تم إنشاؤه لنشر الإسلام في مصر ومن أجل أن يكون نموذجا يُحتذي به في الوسطية والاعتدال، إنه الأزهر الشريف منارة العلم والإيمان.. لم يكن طوال تاريخه مجرد مسجد تُقام فيه الصلوات بل امتد دوره لنشر العلوم وتعليم أسس الدين للمصريين والوافدين من جميع أنحاء العالم حتى بُنيت داخله أروقة خاصة كرواق الصعايدة ورواق الأتراك ورواق الهنود، والرواق هو ساحة يتم فيها تلقي العلم عن طريق جلوس الطلاب في حلقات حول العلماء والشيوخ لتلقي الدروس في ميادين العلوم المختلفة، وما زال تهوي إلي الأزهر أفئدة الشباب الأزهريين وغير الأزهريين للاستزادة من طلب العلم.. ومهما كان عمرك أو مؤهلك الدراسي تستطيع أن تدرس علوما شرعية ولغات وتنمية بشرية مجاناً في أروقة جامع الأزهر، وهو ما نقدمه لكم فى السطور التالية: فى البداية يحكي الدكتور أبو اليزيد سلامة، مدير رواق العلوم الشرعية بجامع الأزهر، عن أنشطة أروقة الأزهر، قائلاً: الأزهر منذ أن نشأ وهو جامع المسلمين من جميع بلدان العالم، ولا يقتصر دور الأزهر على تدريس العلوم الدينية والشرعية فقط بل يمتد لدراسة العلوم الاجتماعية كالفلسفة والمنطق، وتعليم اللغات كالإنجليزية والفرنسية والألمانية، وإعطاء دورات تدريبية في التنمية البشرية، بالإضافة لمحاضرات في تخصصات مختلفة كالإرشاد الأسري وفن التحرير الصحفي وطرق التدريس الحديثة، فالشخصية الأزهرية غير منغلقة علي دراسة العلوم الشرعية فحسب بل تسعي لفهم وإدراك مختلف العلوم والفنون، والإمام الشافعي على سبيل المثال تبحر في علوم مختلفة كالطب ولم تقتصر معرفته علي العلوم الدينية فقط، ويقوم الأزهر أيضاً بإقامة جلسات ثقافية وأدبية ومسابقات في الشعر، وحصل طالب في الصف الرابع الابتدائي علي الجائزة الأولي في مسابقة الخطابة وتفوق فيها علي المنافسين الأكبر منه سناً. ويُضيف أبو اليزيد أنه توجد دروس دينية وبرامج تدريبية للعامة أى غير المتخصصين مثل الدورة التمهيدية للعلوم الشرعية المعقودة حالياً والتي تستمر لمدة ثلاثة أشهر عن طريق حضور ثلاثة أيام أسبوعياً، وتهدف تلك الدورة إلي التعريف بمبادئ وأساسيات عشرة علوم شرعية علي يد العديد من المتخصصين وكبار العلماء كالدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية والدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالإضافة إلي مجموعة واعدة من الدعاة الشباب ومن المتخصصين كالدكتور عرفة النادي والداعية باسم عبد الله، ويحضر هذه الدورة ما يزيد على 1500 طالب، وعند الانتهاء من هذه الدورة يمكن لمن يريد من هؤلاء الطلاب إتمام دراسة العلوم الشرعية بتدرج ومنهجية عن طريق الالتحاق بباقي الدورات المقسمة لستة مستويات كل مرحلة لا تزيد على الأربعة أشهر، وعقب كل مستوى يحصل الطلاب علي شهادة من جامع الأزهر، كما توجد برامج تدريبية للمتخصصين مثل برنامج صناعة المحدث الذي يدور حول علم الحديث وكيفية التعامل مع الأحاديث النبوية وإخراجها، وبرنامج إحياء السند الأزهري حيث إننا نعتمد في دراستنا علي تلقي العلوم علي يد مشايخ يصل سند علمهم إلي الرسول – صلى الله عليه وسلم - وحضر هذا الدرس ما يزيد على 10 آلاف طالب، بالإضافة إلي برنامج صناعة الفتوى الذي يوضح مراحل إعداد الفتوى. ويختم مدير رواق العلوم الشرعية حديثه، قائلا: كل هذه الدورات مجانية ومنها ما يُعقد مرة واحدة في الأسبوع ومنها ما يصل لثلاثة أيام أسبوعياً، وهي متاحة لكل الأعمار والجنسيات والمستويات الدراسية، ونلاحظ أن فئة الشباب تستحوذ علي نسبة كبيرة من الحضور والالتزام، والأزهر بابه مفتوح لكل الاتجاهات الفكرية والدينية مهما كانت درجة اختلافها، ويفتح باب المناقشة في القضايا الخلافية، كما يوجد دورات تدريبية متخصصة في الرد علي الشبهات والأسئلة التي تشغل بال المسلم كسؤال حول إذا كان الإنسان مسيرا أم مخيرا، والإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالإلحاد، كما يتم فتح الباب لأي سؤال ديني في أي وقت. وحول إقبال الشباب علي دروس الأزهر، وسبب التحاقهم بتلك الدورات ورأيهم فيها تقول ميثاب محسن– طالبة في آداب قسم لغات شرقية بجامعة القاهرة-:علي الرغم من أن دراسة العلوم الشرعية ثقيلة للغاية إلا أن ما يهون الأمر هو الأصدقاء الذين تعرفت عليهم فى الدروس حيث إن هناك رغبة وتشجيعا مشتركا في التعلم، بالإضافة إلي تلقي العلم من أهل ثقة، فضلاً عن ميزة الحصول علي شهادة مجانية من جهة ذات صيت عالمي كجامع الأزهر. أما عبد الرحمن فرحات– طالب بكلية التجارة جامعة حلوان- فيقول: أريد أن أتعلم مبادئ ديني، والأزهر يوفر لي احتياجي للمعرفة بشكل مجاني، بالإضافة إلي ميزة أخري وهي توافر نفس الدرس في مواعيد متنوعة ومع شيوخ مختلفين مما يعطيني حرية الاختيار والتنقل علي حسب الشيخ الذي أرتاح لأسلوبه والموعد الذي يناسبني، كما أنه يوجد مكتب للفتوى ملحق بالجامع يمكنني من الاستفسار عن أي مسألة فقهية. وتضيف ميار ممدوح – طالبة في أحد معاهد القراءات-: تلقي العلم علي يد مشايخ أزهريين يجعلني مطمئنة أني بعيدة عن أي انحراف فكري أو عقائدي أو تشدد، فالمنهج الأزهري يهتم بالتمسك بالدين وإحياء التراث مع مواكبة العصر، كما أن مواعيد الدورات التدريبية مناسبة ولا تؤثر علي مواعيد دراستي أو عملي، ومن المفيد أيضاً أنني يمكنني الالتحاق بكذا دورة في نفس الوقت وكل ما يُطلب مني هو الالتزام بالحضور فقط.