لماذا اختار أردوغان منى الشاذلي تحديدا لإجراء الحديث التلفزيوني الوحيد له في مصر ؟! ومن قبل رئيس الوزراء التركي .. لماذا يفضل العديد من كبار الساسة العرب بل وقادة العالم أيضا أن يكونوا ضيوفاً في برنامجها الشهير العاشرة مساء ؟! . البعض يرجع هذا الى كون منى الشاذلي اعلامية مصرية مثيرة للجدل و للإعجاب في آن واحد .. حيث أن خبرتها و تميزها في مناقشة الضيوف و محاورتهم جعلتها المذيعة الرسمية تقريبا للدولة ، وبعد ان كانت شاشة التلفزيون الحكومي أكثر جاذبية للشخصيات السياسية استطاعت منى الشاذلي ب " شطارة " جذب هذه الشخصيات الى برنامجها الذي جعل المشاهد يرتبط به أكثر من ارتباطه بقناة دريم نفسها . وقد استضاقت منى الشاذلي العديد من الشخصيات المثيرة للجدل ومنهم أحمد عز و طلعت السادات و جميلة اسماعيل بالإضافة الى استضافتها أهم الشخصيات العامة مثل أحمد زويل و محمد البرادعي وعدد كبير من المسئولين المصريين سواء قبل الثورة أو بعدها ، و كان من أهم الحوارات التي قامت بها حوارها مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في البيت الأبيض عام 2008 و الذي كانت مدته 10 دقائق استطاعت أن تناقشه خلالهم في العلاقات المصرية الأمريكية ومستقبل القضية الفلسطينية ، وكان لها لقاء أثبت تحرر البرنامج من التعليمات الأمنية التي كانت تمنع ظهور اي من افراد جماعة الأخوان المسلمين وقت كانت هذه الجماعة محظورة .. الا ان منى الشاذلي استطاعت كسر هذه التعليمات لتستضيف الدكتور محمد بديع مرشد جماعة الأخوان المسلمين . ومنى الشاذلي من الإعلاميات اللاتي بدأن مشوار الأعلام من اول السلم .. بداية من تقديمها بعض برامج المنوعات التي تبتعد تماما عن السياسة ، الا انها أشتغلت على امكانياتها و الكاريزما التي تتمتع بها واستطاعت أن تقرأ و تتعمق في الشأن السياسي المصري حتى اجادت فنون الحوار في المجال ، إلا ان الكثيرين يرون خروج منى عن الحيادية في كثير من المواقف و اتخاذها جانب احد الأطراف على حساب رأي الجانب الأخر نقطة ضعف فيها .. و كثيرون طالبوها بالأحتفاظ برأيها خارج الأستوديو ، الا انها كانت تضرب بهذه الأراء عرض الحائط وحافظت على مستواها المهني الذي يرتفع مع الوقت بانفرادات تلفزيونية مع أهم ساسة العالم كان أخرهم حوار رئيس مجلس وزراء تركيا رجب اردوغان . واذا نظرنا نظرة سريعة الى حال التلفزيون المصري في الوقت الذي يضيئ فيه برنامج العاشرة مساء بهذه المقابلة ..سنجد التلفزيون في حالة غيبوبة لا ندري متى سيفيق منها ، و كيف فأين هي الهالة الأعلامية التي تميز اي اعلامي في التلفزيون المصري الأن و التي من الممكن ان تجذب شخص مثل اردوغان ليجري حواراً معها ؟! للأسف لم نجد اجابة عن هذا السؤال ، ابراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار تحدث لبوابة الشباب عن سبب تدني مستوى المذيع المصري ، فقال : نحن في مرحلة جديدة من اعداد بعض الوجوه لتقدم برامج جديدة في الفترة القادمة ، و عدم وجود نجم سببه اقصاء التلفزيون للكوادر الأعلامية و اعتماده في العشرين سنة الماضية على الصحفيين في تقديم البرامج المهامة . و عن سر موافقة اردوغان لأجراء مقابلة مع منى الشاذلي رغم ان التلفزيون المصري كانت فرصته اكبر ، خاصة و انه التلفزيون الرسمي و الحكومي في مصر ، قال : لم يكن التقصير منا خاصو واننا قمنا بعمل تغطية لكل تحركات اردوغان و كانت التغطيات ناجحة جدا ، و بالطبع لا نغفل " شطارة " منى الشاذلي التي جعلتها تنفرد بهذا الحوار ، و في النهاية هي مذيعة مصرية سواء كانت في قنوات خاصة او قناةو حكومية هي تمثل الأعلام المصري و نحن سعداء بها . أما عن تعليق مذيعة الأخبار الشهيرة صفاء حجازي عن المشكلة التي يعاني منها التلفزيون المصري فكان مختصراً ومعبراً ، قالت : من الصعب الأن أن ينجب التلفزيون المصري نجمة مثل منى الشاذلي لأن من يعمل في هذا المجال في التلفزيون الأن موظفون و ليسوا مبدعين !!