السويس .. مدينة نقشت اسمها بدماء أبنائها منذ عشرات السنين فهي أكبر مدينة مصرية علي البحر الأحمر والفراعنة سموها هيروبوليس .. وكان اسمها وقت دخول العرب لمصر " القلزم " .. تصوير : محمد لطفي تضم المدينة 5 أحياء وهي السويس والأربعين و عتاقة وفيصل والجناين وإذا كان يوم 24 أكتوبر هو العيد القومي للسويس حيث ذكري المقاومة الشعبية في صد العدوان الإسرائيلي علي المدينة في حرب أكتوبر 1973 .. لكن بالتأكيد كل أهالي المدينة لن ينسوا أبدا تاريخ 25 يناير 2011 حينما كانت شوارعهم الضيقة هي مهد الشرارة الأولي لسقوط نظام مبارك هناك سقط اول شهيد في الثورة المصرية في حي الأربعين .. ويعتبر الكثيرون أنه لولا اشتباكات حي الأربعين لما استمرت الثورة .. بدون مقدمات أطول تستحقها هذه المدينة .. في السطور القادمة سنرصد لكم بالكلمة والصورة مشاهد وحكايات عاشتها " الشباب " في بلد الغريب . هنا حي الأربعين ! ' من هنا بدأت الثورة ومن هنا ستكتمل ' هذا هو شعار ميدان الشهداء في حي الأربعين بالسويس الذي اندلعت منه الشرارة الأولي في ثورة يناير بسقوط اول شهيدين علي يد قوات الشرطة يقع وسط منطقة تجارية في قلب السويس الشعبية حيث الفقر والمعاناة والظلم الذي شهده أهالي تلك المدينة طوال الأعوام الماضية لذلك كان اول ما فعله شباب الثورة في السويس هو حرق قسم الاربعين والذي تحول الان لخرابة تسكنها الأشباح .. اما السور المحيط به فقد استغله الباعة في بيع لعب الأطفال والملابس والخضراوات .. المعتصمون المتواجدون باستمرار في الميدان يعتبرون ان السوايسة هم اول من فجروا شرارة الثورة وانهم اول من نفذوها وهذه النغمة تظهر بوضوح في جميع اللافتات التي تبدو مختلفة إلي حد كبير عن لافتات ومنشورات ميدان التحرير مثل :' لما الشعب بيقرر مش بيستني حد يصدق علي القرار .. بينفذ علي طول ' ' اللي منزلش الاعتصام الأول فاته نص عمره ولو منزلش الاعتصام التاني فاته النص التاني .. الحق عمرك يا مواطن و الثورة رجعت من تاني وعلي السادة المقيمين خارج الثورة الاحتفاظ بأماكنهم هنااااك زي ما هم و حين تركنا الميدان لتتحرك عجلة الانتاج تحركت عجلة النظام السابق '.
عرافة قالت لمبارك : نهايتك ستكون علي يد السوايسة ! عمرو غنيمة مدير مكتب الأهرام في السويس شاهد عيان علي جميع الأحداث منذ سنوات طويلة وكان طبيعيا أن نسأله : هل فعلا عندما تكتب الصحف ' السويس تشتعل ' يكون الأمر كذلك أم أن وسائل الإعلام تبالغ ! قال : البعض صور ما حدث وكأنه يشبه دمار النكسة ما تعرض للحرق فقط هو قسم شرطة الأربعين والمطافي اما قسم شرطة السويس فلم يشهد اي تخريب واعتقد أن بعض وسائل الاعلام تقوم بتهويل الموقف .. لكن هذا لا يعني انه لم تكن هناك مشكلات وانه كان هناك شعور بالظلم لكن ما يرد ذكره حول تهديدات بإغلاق قناة السويس عبارة عن نوع من التصعيد والشباب يعلم مدي قدسية قناة السويس واهميتها لمصر . وحول سر عدم وجود ارتياح بين مبارك وشعب السويس يقول غنيمة : مبارك لم يزر السويس منذ عام 1984 وقد أشيع ان عرافة قالت له ان نهايته ستكون علي يد السوايسة وهذا ما تحقق فعلا أيضا كان هناك خلاف دائم بينه وبين الشيخ حافظ سلامة كما كانت هناك أيضا تقارير امنية تخيفه من شعب السويس لأنهم ثوار طوال تاريخهم لذلك كان علي عكس السادات الذي كان يزور شعب السويس ويصلي معهم العيد الصغير في كل عام وفاء لشهداء السويس والمقاومة الشعبية التي حافظت علي نصر اكتوبر . ( تابع بقية حكايات الغريب على صفحات عدد أغسطس من مجلة الشباب )