في ملف الاغتيالات السياسية حكايات وروايات لم يستطع أحد كتابة نهايتها حتي الآن حيث تظل الحقيقة غائبة ويظل الفاعل مجهولا .. إنها سلسلة من جرائم القتل العبقرية التي لا تترك أثرا واحدا خلفها وإنما تترك في بعض الأحيان شاهد زور يقلب الحقائق .. ولعل من أبرز نجوم هذه السلسلة الليثي ناصف قائد ومؤسس الحرس الجمهوري وهو الرجل الذي تولي حماية عرش مصر فاستأمنه عبد الناصر علي حياته واستعان به السادات في حماية نظام حكمه حيث كان بطل حركة التصحيح التي استهدفت تصفية ثورة يوليو من فلول الفساد والاستبداد .. ففي الرابع والعشرين من أغسطس عام 1973 استقرت جثة الليثي ناصف أسفل عمارة ستيوارت تاور شرق العاصمة البريطانية لندن ليسجل بذلك واحدة من أغرب قصص الموت الغامضة الذي استهدف مشاهير السياسة المصرية فهل مات الليثي منتحرا أم اغتاله فاعل مجهول كالعادة في كل الاغتيالات !. فارق الليثي ناصف الحياة فجأة دون أن يسجل سطرا واحدا عن نفسه لنعرف من خلاله ما قصة هذا الضابط الغامض الذي أنقذ عرش مصر من صراعات وانقلابات وحروب أهلية واغتيالات عديدة .. تحولات درامية مدهشة شهدتها حياة ذلك الضابط الذي تخرج في الكلية الحربية عام 1940 ولم يكن يتصور أبدا أن يكون في يوم من الأيام مسئولا عن حماية نظام الحكم في أخطر فترات التاريخ السياسي المصري خلال عهدي عبد الناصر والسادات .. هكذا صعد السلم سريعا في مؤسسة الرئاسة دون أن يدري أنه يقترب رويدا رويدا من لحظة السقوط طبقا لقواعد اللعبة .. كان الليثي ابن أحد أعيان قرية الراهب بمركز شبين الكوم وفي شبابه كان يبدو للبعض مخيفا من نظراته الحادة وصرامته حيث لم يكن يخشي أحدا علي الإطلاق وقد لازمته هذه الصفات طيلة حياته وساعدته علي اجتياز بحار من الأهوال العاصفة والتي كان أبسطها حرب فلسطين التي شارك فيها عام 1948 , وفي مطلع الخمسينيات التقي الليثي برفيقة عمره السيدة ' شوفيكه ' القوقازية الأصل وقد عشقها من أول نظرة فتزوجها ثم أنجب منها ابنتين هما هدي ومني .. تفاصيل قصة الليثي ناصف تابعوها كاملة على صفحات عدد أغسطس من مجة الشباب