بعيدا عن فكرة أضرار السجائر التي تتناولها كل الصحف والمجلات وحتى نشرات وزارة الصحة التي تتحدث تفصيليا عن الأضرار الصحية للتدخين، فنحن هنا نتحدث عملياً عن السبب الحقيقي لازدياد عدد المدخنين في مصر وكيفية دخول أطفال لا تتجاوز أعمارهم 6 سنوات إلى عالم التدخين، نتكلم عن بائعي السجائر الفرط . يقول محمود إبراهيم : حقيقي من المفروض أن بيع السجائر عموما لا يتم لمن لم ليتعدى ال 18 سنة ولكن هذا مجرد كلام ..فلا يوجد كشك أو محل يبيع السجائر في مصر لا يبيع لأي فئة عمرية تأتي للشراء فهذا رزق ولا أحد يستطيع أن يرفضه لأنه إن لم يشتر مني فسوف يشتري من غيري. ويضيف محمد بيومي قائلا: الحكاية ليست مجرد بيع من عدمه لفئة أعمار الأطفال ولكن كيف أستطيع معرفة إن كان هذا الطفل سيشتري لنفسه أم لوالده الذي خجل من أن ينزل ليشتري سجائر فرط، فعن نفسي إن وجدت طفل يشتري مني سجائر ويقوم بإشعالها أمامي فبالطبع سأمنعه من فعل ذلك.. ده حتى يبقى حرام!! شهير أدهم يقول: أبيع السجائر منذ 25 سنة وأرى أن ظاهرة شراء السجائر الفرط موجودة من زمان وتقتصر على الطلاب الذين يشترون ثلاثة أو أربعة سجائر والشباب الذين بدءوا التدخين مؤخرا وحتى الأطفال الصغار وكبار السن ممن تمنعهم إمكانياتهم المادية من شراء العلب، ولكني أرى سواء أرتفع سعر السجائر أم لا سيظل الناس يدخنونها ولكن كل ما جد على الموضوع أن المدخنون أصبحوا يدعون على من رفع سعرها لأنهم يعتبروها شئ أساسي بالنسبة لهم مثلها مثل رغيف الخبز. أما أحمد أدهم فيقول: أبيع سجائر منذ 16 سنة فقبل ارتفاع أسعارها كان الأطفال الصغار فقط هم من يشترون السجائر الفرط ولكن بعد ارتفاعها أصبح من الطفل الصغير وحتى الرجل الكبير يشترونها بهذه الطريقة. ويشير وليد أحمد إلى أنه يبيع السجائر منذ 7 سنوات .. ويقول ا: ما لاحظته هو أن الشعب متمسك بتدخين السجائر ولا يستطيعوا التخلي عنها لدرجة أن عندما أرتفع سعرها قال المدخنون أن الجنيهين لن يفرقوا معنا والسبب في هذا أن الحكاية تبدأ عادة بسيجارة وبعد ذلك يدخل في سكة عدم القدرة على التخلي عنها، وعن فئة مدخني السجائر "الفرط" فهي تنقسم إلى من ليس لديه إمكانية شراء علبة كاملة ومن لا يدخنون بشكل شره، وأغلب زبائن الفرط يطلبون النوع المصري بسبب رخص سعره وأغلبهم من شباب العمال وتجد بعضهم يخجل وهو يطلب شراء السجائر بهذا الشكل فتجده يبادرني بقول أنه ينوي الإقلاع عن التدخين ولكن الأغلب أنه لا يملك ثمن العلبة. ويقول محمد صابر: نسبة بيع الفرط زادت كثيرا بعد ارتفاع سعر علب السجائر وزبائنها من كل الأعمار ولكن النسبة الأكبر هي فئة الشباب، وبالطبع معروف أن بداية دخول أي شخص إلى التدخين تكون من خلال شرائه للسجائر الفرط وهذا لعدة أسباب من ضمنها الإمكانيات المادية وبسبب المشكلات التي تحدث في المنازل مع أهل المدخن حينما يكتشفوا أن أبنهم بدأ طريق التدخين. يختتم الحديث أحمد كرم قائلا: من الآخر الراجل هو من يستطيع أن يقلع عن التدخين فأنا أدخن وليس لدي القدرة على عدم التدخين ولأكون أكثر صراحة أنا أحب التدخين الذي تعودت عليه فحتى عندما علمت أن سعرها سيرتفع اشتريت لنفسي من الكشك الذي أعمل فيه علبتين سجائر بسعرها القديم لكي أوفر قدر استطاعتي أما عن المواطن العادي فأصبح إما يشتريها ويدعو علينا أو يلجأ للفرط.