لم تنس الشرطة الدرس أبدا .. فمن خلال عدد من المواقف البسيطة والعارضة نتأكد فعلا أن الداخلية لم ولن تتغير فى سياستها وفى أسلوب تعاملها مع البنى آدمين حيث لم يتوقف مسلسل التعذيب من أقسام الشرطة بتهمة ومن غير تهمة لكن الجديد الآن أن بعض الأقسام تقوم بتصفية حساباتها مع شباب الثورة أو مع من تشك فى كونهم قد شاركوا فيها كما تقوم بتلفيق التهم لهم .. تصوير: محمد لطفى
فقد حدثت أول أمس أعلى كوبرى عبد الخالق ثروت بالجيزة مشادة كلامية عابرة بين سائق ميكروباص وشابين شقيقين فحضرت الشرطة وألقت القبض على الشابين ..إلى الآن الموقف بسيط وعابر ولكن ما حدث بعد ذلك لم يكن طبيعيا على الإطلاق حيث تعرض الشابين الجامعيين دون وجه حق للتعذيب والضرب الشديد حتى تعرض جسدهما للتمزيق واحترقت أجزاء من جسدهما نتيجة طفى السجائر المشتعلة فيهما وفى النهاية تم تهديدهما بتلفيق تهمة لهما وهى "التعدى على قسم شرطة" وعندما حضرت والدة الشابين علمت من أحد الضباط أن ابنيها شاركا فى الثورة وأن عقابهما سيكون شديداً وأنهما وقعا تحت يدي الشرطة!! الشقيق الأكبر يدعى عمرو مصطفى(23 سنة) حاصل على بكالوريوس حاسب آلى ونظم معلومات والشقيق الأصغر يدعى إسلام (19 سنة) وهو طالب بإكاديمية المقطم وهما حاليا محجوزان بقسم شرطة بولاق الدكرور دون تهمة أو ذنب. والدتهما تبكى بحرقة ولا تعرف أين تذهب فقادتها قدماها إلى ميدان التحرير لتحكى قصتها حيث تقول السيدة عائشة منصور : أنا ذهبت للقسم النهارده فقالولى إن أولادى كانوا فى الثورة وعشان كده مش خارجين .. وشتمونى وبهدلونى وطردونى خارج القسم وقالوا لى لازم يتعملوا الأدب من أسيادهم أولا وبعدين نشوف إذا كانوا هيخرجوا ولا لأ .. وطبعا طردوا أبوهم من القسم وأهانوننا وشتمونا والنهارده حاولت أزورهم وأحضرت لهم أكل وعصائر وذهبت للقسم فطردونى مرة أخرى وقالوا لى " إمشى يا بنت ال.. من هنا ". وتضيف السيدة وهى تبكى أن ولديها شابان من الشباب المحترمين وعلى خلق ويدرسان فى إحدى الإكاديميات الخاصة وعمرهم ما شاركوا فى السياسة وأن أغلب شباب مصر شاركوا فى الثورة فلماذا تعاقب الشرطة الشباب بهذا الشكل وما ذنب ولديها؟