قام رجل الاعمال المصرى حسن عباس حلمى بالتبرع بمبلغ ربع مليار جنيه لصالح مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا ، وهو واحد من ضمن العشرات من رجال الاعمال الذين تبرعوا بملايين الجنيهات بعد ان اعد الدكتور زويل تصورا كاملا للمدينة وكيفية ادارتها . وأعلن الدكتور زويل ان التكلفة الأولية للمشروع تبلغ نحو مليارى جنيه ، مشيرا إلى الحاجة لتبرعات رجال الاعمال والمواطنين ، وبالفعل بدأت التبرعات تنهال على زويل و مدينته ..ولكن السؤال:اذا كانت معظم تبرعات رجال الاعمال بتلعب فى المليار .. فكم تبلغ ثرواتهم أصلاً ؟ لا احد يستطيع ان ينكر الاهمية العلمية والسياسية لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا خصوصا ان المشروع سيظهر للنور كأحد نتائج الثورة بعد ان تم تعطيله حوالى 11 عاماً فى ظل النظام السابق ، ولكن رغم كل ذلك فان المشروع حوله جدل كبير .. حيث ان المدينة ستقام على مساحة 300 فدان وتتكون من 4 مراحل ، الأولى جامعة بحثية ثم مراكز أبحاث علمية نظرية ومركز التطبيق التكنولوجى ومراكز الإنتاج والصناعة ، و بحسب الدراسة التى اعدها دكتور زويل سيكون للمشروع مجلس أمناء يضم 6 شخصيات من الحاصلين علي جائزة نوبل في الاقتصاد والطب والطبيعة والمياه والمادة بالإضافة إلي رئيسي أكبر جامعتين في أمريكا وأكبر عالم في الصين ورجال أعمال مصريين , والجدل الذى نتحدث عنه ليس من نوعية الجدل الذى تطرق اليه العالم المصري د. محمد رؤوف حامد من خلال تحفظاته على المشروع ، حيث انه يرى إن المشروع في ضوء ما أعلنه د. زويل لن يحقق الفائدة المستهدفة لمصر ولن يساعد علي تطوير مؤسسات الإنتاج والخدمات ولن يساهم في حل المشاكل والأزمات التي تواجه الشركات والمصانع المصرية من أجل تطوير المنتجات واكتساب الاقتصاد المصري القدرة علي المنافسة بجودة السلع وخفض أسعارها عن طريق البحوث العلمية التطبيقية المفيدة لمصر .. اما الجدل الذى نقصده او السؤال الاهم ..هل هذه التبرعات فى موضوعها ؟! واذا كان المتبرع يمنح المشروع عشرات الملايين .. فحجم ثورته الحقيقى قد إيه ؟! يعلق الدكتور حسن عامر الخبير الاقتصادى قائلاً : نحن فى حاجة شديدة الى البحث العلمى خصوصا فى الفترة الراهنة لان لا توجد دولة تستطيع ان تتقدم إلا اذا كان عندها قاعدة من البحث العلمى تخدم احتياجات المجتمع الخالصة مثل اجراء دراسات لمعرفة مصادر الطاقة البديلة او لتخفيض تكاليف مياه الرى او لاكتشاف دواء رخيص لمرض الكبد المستوطن فى مصر ، فالبحث العلمي سيكون بمثابة ذخيرة للوطن ستخدم الاحتياجات المصرية الصميمة ، فنحن لسنا فى حاجة الى الصعود للقمر او اكتشاف الذرة .. فاذا كانت مدينة زويل ستقوم بهذا الدور فاهلا بها واهلا بتبرعات رجال الاعمال ، فيها مع العلم ان كثير من رجال الاعمال يقدمون التبرع فى شكل حصة من رؤوس اموالهم مثل منصور عامر ، فهو خصص 33% من شركاته لاعمال الخير ، أو محمد فريد خميس والذى خصص 10% من رأس ماله للخير ، والشيء نفسه بالنسبة رجل صناعة الدواء السكندرى حسن عباس حلمى ، اى ان كثير من رجال الاعمال يعلنوا ارقام تبرعات وهى فى الاصل حصة من رؤوس اموالهم وهذا طبعا يفرق عما اذا كان تبرعهم عبارة عن اموال نقدية لان الحصص تتأثر بانخفاض البورصة , اما عن مصدر هذه الاموال او ان حجم ثروتهم الاصلية فلا يصح ان نسأل عنها الا اذا كانت مشبوهة ، وعلى فكرة رجال الاعمال يقبلوا على مثل هذه المشروعات لان معظمهم يطمح فى الحصول على وحدة من وحدات المدينة العالمية باسمه .. فما المانع ان يخلد ذكرته ويخلد اسمه فى التاريخ ؟ّ!.