• لم أعيش قصة حب أثناء الجامعة لأن أخي كان معى ويراقبني • أم كلثوم صرحت لي بأنها لم تحب أي رجل دخل حياتها حب حقيقي • الأميرة ناريمان وفاتن حمامة كانتا أعز صديقتين لي في مرحلة الثانوية • لم أدخل كلية حقوق عن رغبة ولكن بطلب من والدي "علشان أبقى وزيرة" برنامج إذاعى مميز، تعودت أجيال عديدة على سماعه، فقد كان ينتظره الصغير قبل الكبير صباح كل يوم فى العاشرة إلا عشر دقائق، هذا البرنامج هو "غنوة وحدوته" على أثير البرنامج العام الذى كانت تقدمه فضيلة توفيق الشهيرة ب "أبله فضيلة" حيث تعد أشهر من قدم برامج الأطفال فى الإذاعة المصرية، هذه الشخصية تغيرت الدنيا وتبدلت أحوالها وظلت فضيلة توفيق مكون ثابت فى الوجدان المصرى منذ أن بدأت البرنامج حتى الآن، فحتى الآن محفور فى ذكرتنا " يا ولاد ياولاد.. توت توت.. تعالوا تعالوا.. علشان نسمع أبلة فضيلة..راح تحكيلنا حكاية جميلة.. راح تحكيها أبلة فضيلة"، "الشباب" ذهبت إليها لتفتش فى خزائن ذكرياتها. • ماهو واقع تسميتك بأسم "فضيلة"؟ وهل له دلالة معينة؟ أبويا السيد توفيق عبد العزيز كان معترض على هذا الأسم ولكن والدتى هى من أسمتنى "فضيلة" على أسم جدتى، ولكن باقى أسماء إخواتى الثلاثة كان والدى هو من قام بإختيارها أخويا الكبير على ثم أخى يسرا ثم أنا ثم أختى محسنة، وأنا بعتز بهذا الأسم لأنه مميز، فأنا أتذكر أن خلال عملى بمبنى التلفزيون لم يكن هناك أسم آخر فضيلة غيرى، ولا أدرك فى حقيقة الأمر هل له دلاله معينة أم لا. • أحكى لى بدايتك فى المراحلة التعليمية؟ وهل كنت تشاركين فى الإذاعة المدرسية؟ أتعلمت فى مدرسة الأميرة فوقية الإبتدائية، لم أكن مميزة أثناء مراحلى التلعيمية، فلم أكن أشارك فى أى أنشطة، ولم أشارك فى الإذاعة المدرسية، ولكن شاركت فى صحيفة الحائط التى كانت تعدها المدرسة، وكت سعيدة جدا بهذه المشاركة ولا أزال أتذكر هذه اللحظات التى علقنا فيها الصحيفة بعد أن إنتهت، ولقت إعجاب كبير من الطلاب والمدرسين. • إحك لي ذكرياتك فس مرحلة الثانوية العامة ؟ أنا داخلت مدرسة الأميرة فريال الثانوية ( مدرسة مصر الجديدة حاليا)، وكنت أنا وناريمان وفاتن حمامة زمايل، وكنت أجلس بجوار الملكة نريمان وهى كانت شخصية مهذبة ولطيفة، وكانت لدى هواية الشعر وكان لفاتن هواية التمثيل، وكنا نتشرك سويا فى إحياء حفل المدرسة فأقوم أنا بإلقاء كلمة الحفل فى شكل عدد أبيات شعر، وتقوم هى بالتمثيل، وكنت ألاحظ دائما أنها تعانى إعاقة فى نطق حرف ال "الراء"، وكانت بتتدلع وبتنطق الحرف على إنه حرف الياء، لدرجة أنى أتذكر أن المخرج محمد كريم أثناء تصوير فيلم يوم سعيد، كان يقوم بضربها لتنطق الحروف بشكل صحيح. • لماذا إلتحقتى بكلية الحقوق هل للرغبة شخصية ؟ فى الحقيقة لا، لم يكن عن رغبة شخصية، فأنا كنت أتمنى الإلتحاق بكلية الآداب لدراسة الشعر والأدب لأنها تتوافق مع ميولى، ولكن أصر والدى أن ألتحق بكلية الحقوق، على إعتبار أنه كان خريج هذه الكلية، وأن أخى طالب بهذه الكلية فأذهب وأرجع معه، بالإضافة إلى أن من يلتحق بها وقتها سيكون حتما من وزراء المستقبل، وفعلا كان من دفعتى أشخاص معروفين مثل الدكتور أسامة الباز، والدكتور فتحى سرور، والدكتور عاطف صدقى رحمة الله عليه وكان الأول على الدفعة وقتها، وكنت أضحك وأقوله "أحنا لو قلبنا النتيجة هبقى أنا الأول وأنت الأخير"، ورغم إعتراضى، إلا أننى داخلت الكلية بناء على رغبة والدى، وفعلا درست الحقوق ولكن لم أكن أحب دراستى، ولم يلفت إعجابى إلا مادة واحد هى الشريعة الإسلامية، لأنها قد دلتنى على فهم الكثير من الأمور التى إنتفعت بها فى حياتى، وتخرجت منها سنة 1935. • هل وقعت "أبلة فضيلة" فى الحب أثناء دراستها بالجامعة؟ لم أقع فى الحب، وذلك لأسباب كثيرة أبرزها أن أخى كان معى فكان لايفرقنى لحظة، وكان هذا ماخطط له والدى، السبب الآخر إنى لم أكن أحب دراستى بالكلية فكان لذلك إنعكاس على تعاملى مع زملائى فى الجامعة، فكنت بتجنب الجميع وأغرق نفسى فى الشعر والأدب. • كيف عملت بالإذاعة بعد تخرجك من كلية الحقوق؟ كنت بتمرن محامية في مكتب أستاذى في كلية الحقوق الدكتور حامد باشا زكى وكان وزيرا للإقتصاد وقتها، بس كنت بطفش الزبائن مرة لقيت بنت جاية ترفع قضية على أبوها قولتلها "ازاى تشتكى ابوكى؟ روحى وعيب كده"، فمشيت، لكن حد من الزملاء في المكتب فتنوا عليا وقالوا لحامد باشا زكى، فقالى "حد يطفش الزباين؟" قلت له "آزاى واحدة تشتكى أبوها"، قال"احنا شغلتنا كده تشتكى أبوها ولا أمها أحنا مالنا"، فقالى إنتى متنفعيش محامية، وهو كان عارف ولعى بالإذاعة وعلاقتى بالسيدة صفية المهندس فقالى "تروحى الإذاعة؟" قولتله طبعا وكلم صفية المهندس وقالها هبعتلك بنتك تعينيها في الإذاعة وتدريبها وبالفعل ذهبت إليها وقالت لى "أنتى صوتك حلو وهتنفعى". • ماهو أول برنامج إذاعي قدمته "أبلة فضيلة"؟ أول برنامج عملته كان بأسم (س،ج) وكان سياسي، وكنت بقابل المسئولين والمشاهير وأسئلهم أسئلة بتدور في آذهان المستمعين، وكان أول حلقة مع وزير الاقتصاد حامد باشا زكى، وكذلك "أم كلثوم" ولما ذهبت لمقابلتها رفضت إجراء اللقاء وقالت لى " أنا حبيتك بس أنا أم كلثوم لما يتحط الميكرفون قصادى أغنى" فقلت لها "طب غنى"، وفعلا غنت وأنا قدمتها كإنها في حفلة وهى كانت مبسوطة جدا منى. • كيف كانت علاقتك بكوكبك الشرق "أم كلثوم" ؟ وهل هناك سر فى حياة كوكب الشرق لا تعرفه ألا "أبلة فضيلة"؟ كانت علاقتى بيها قوية، وخاصة بعد اللقاء الإذاعي العملتوا معها، أخدت نمرة تليفونى، وقالتى أنا هطلبك وكانت فعلا بتتصل بيا، ولما كانت بتيجى مبنى الإذاعة تقول لمدير الإذاعة "ناديلى البت بتاعة الإذاعة" وتفضل مسكانى في إيدها ومدير الإذاعة كان بيخرج ويسيب مكتبه بناءً على طلبها علشان نعرف نقعد نتكلم مع بعض، حتى أنا أتذكر أنى قولتها ذات مرة "بعد كده هيرفدنى قالتلى يقدر ده أنا أرفدهولك"، لا أعرف أسرار عن أم كلثوم لم يعرفها أحد، ولكن أتذكر شئ هى أفصحت لى عنه "أنها لم تحب أى رجل دخل حياتها.. حب حقيقى" وأنها كانت تكره عنجهاية محمد عبد الوهاب وتصف بالمطرب الإنانى". • كيف كانت علاقتك بالفنان محمد عبد الوهاب؟ وإيه حكاية زواجك منه؟ قصتى مع عبد الوهاب بدأت في الإذاعة برضوا من خلال نفس البرنامج "س وج " وقابلته في الإذاعة وقلت له عاوزة أعمل معاك لقاء في البرنامج فوافق وقالى تعالى البيت، وبالفعل أخدت مهندس الصوت والفنيين والأجهزة وروحنا البيت وهما طلعوا قبل منى "أتخض" لأنه كان قصده انى أقابله في بيته لوحدى مش يقصد أننا نعمل لقاء، خاصة أنه كان لا يسمح لأحد بزيارته في بيته، لكن بالفعل تم اللقاء وسجلنا الحلقة، وأتذكر أنى سألته خلال هذا الحوار ليه الستات بتحبك؟ قالى:"علشان أستاهل أتحب"،فقلت له:"تستاهل تتحب ليه؟" قالى: "لإنى محمد عبد الوهاب" ولم أتمالك أعصابى هنا فقولت له "أنت فاهم أنك مهم، أم كلثوم أهم منك والناس بتحبها أكثر منك لإنك متعالى على الناس لكن هي بتعمل حفلة كل شهر"، فقال لى وهو هادئ تمام :"طب إنتى بتحبى مين أكتر؟"، فجاوبت سريعا "طبعا أم كلثوم آمال هحبك أنت"، وبشأن الزواج بالفعل فى يوم جاء محمد عبد الوهاب إلى بيتنا يطلب الزواج منى، وكان عبد الوهاب متزوجا وقتها من السيدة إقبال نصار ولديه منها خمسة أبناء، وأقترح على أهلى أننا نتزوج ونسافر إلى الخارج ولكن رفض أهلى لأنه متزوج، وكان الموقف الذى لن أنسى طول عمرى أنى وجدت فى أحد الأيام شخص يقول لى أن الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل يريد أن يقابلنى فى مكتبة بالأهرام، وبالفعل ذهبت له وقلت " حضرتك تطلبت تقابلنى ؟" فرد وقال " فعلا لأنى حبيت أشوف من التى رفضت الزواج من عبد الوهاب". • ماهو أول راتب حصلت عليه؟ وكيف صرفتيه؟ أول مرتب أخدته كان 12 جنيه وكان مبلغ كبير لأننا كنا في الإذاعة كان مرتب يعادل القطاع الخاص وفرقت نصفه على الغلابة والنص الثانى جبت شيكولاته وحلويات. • كيف بدأت قصة الحواديت والحكاوي مع "أبلة فضيلة" ؟ وهل السر في حبك للأطفال؟ أنا بحب الحواديت جدا، ويرجع حبى لها إلى أن جدى وإحنا صغيرين، كان بيجمعنا يحكى لنا حواديت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فكنت بجمع العيال جيرانا، ونقعد على سلم العمارة وأحكلهم حواديت جدى، وهما كانوا بيقعدوا ساكتين بالساعات يسمعونى، ولما داخلت الإذاعة كان هدفى وحلم حياتى أقدم برنامج الأطفال بس وضعت فى برنامج سياسى وكنت دائما بسعى للإنتقال إلى برنامج أطفال، وفعلا قررت أدرب مع "بابا شارو" في برنامج "حديث الأطفال" وكنت فى الأول بواجه صعوبة لان "بابا شارو" قال لى " طول ماأنا موجود محدش هيقدم غيرى"، وافقت بالفعل وظللت هكذا ألا أن ظهر التلفزيون وأتنقل "بابا شارو" إلى التلفزيون، وبدأت أنا اللى أقدم الحدوته اللى في البرنامج، وبعدين جت فكرة برنامج "غنوة وحدوته". • هل مازالت تسجلين حتى الآن حلقات عن هذه الحواديت والحكاوي؟ أيوه مازالت ولا أستطيع أن أتوقف عن شغفى فى تقديم هذه الحواديت والحكاوى، فأنا مازالت بروح الإذاعة بقدم برنامجى وأمشى، وبالمناسبة أنا مش بأخد فلوس في مقابل ده، لإنى طلعت معاش من بدرى، لكن أنا بحس إنى لسه قادرة على العطاء وإنى لسه موجودة. • ماهو أحسن موقف حدث لك في حياتك؟ لحظة إنفرادى بتقديم برنامج "بابا شارو" الخاص بالأطفال، لأن ذلك كان حلم حياتى. • ماهو أصعب موقف حدث لك فى حياتك؟ لحظة وفاة والدتى، حسيت أن الطيبة والخير ماتوا معاها، فهى كانت تقول دائما للزبال "حضرتك" وبعدين تقولك ربنا خلقنا كلنا زى بعض بس خلق ده طباخ ودى شغالة بس هما بينفعوا الناس أكتر مننا لإنهم بيخدمونا. • كيف ظلت "حواديت آبلة فضيلة" مؤثرة في الأطفال مع التغيرات التي حدثت في المجتمع؟ أطور حكاياتى بأنى بعرض نماذج غير قابلة للتلاشي، التى تؤكد لهم أن من يفعل الخير مهما تغير الزمن، سيكون الأفضل والأصلح، ومن يكذب أو يفعل شيء ما سيء سيعاقب وسيحاسب، وإذا لم ينل عقابه في الدنيا، سيناله في الأخرة، بالإضافة إلى الأحداث التى يجب أن يعلمها أطفالنا جميعا مثل حرب أكتوبر على سبيبل المثال، وكنت أشكل فيها الحدوته، وألونها بالحدث الموجود، وأحاول أن تكون ممتعة. • هل في فرق بين الأطفال زمان والأطفال دلوقتي؟ الأطفال دلوقتى أكثر ذكاءا من أطفال زمان، وأكثر تفتحا بسب التكنولوجيا التى جعلتهم يطلعون على ثقافة دول أخرى، ولكن كان لهذا ضرر كبير على شخصيتهم، فهما دلوقت أكثر جرأة، وأصبح الكثير منهم يتباهى بقلة الأدب، أتذكر أننا زمان كنا مؤدبين يعنى، لما "بابا" كان يخش علينا كلنا نقف لغاية هو لما يقعد على السفره نقعد بعده، دلوقتى هذه المعانى السامية الخاصة بمجتمعنا اختفت تماما. • كيف استطعتِ التوفيق بين عملك كرئيسة البرنامج العام وتقديمك لبرامج الأطفال؟ عندما توليت منصب رئيسة إذاعة البرنامج العام، سألن عن رغبتي في ترك برامج الأطفال، وقالوا لى "نظن أنك من الضروري التفرغ للإذاعة، لأنها مهمة جدا، وواجهة الإذاعة المصرية"، ولكني أكدت لهم إني مستعدة لترك عملي كرئيس للبرنامج العام، ولكن لن أترك برامج الأطفال أبدا، فحاولت التوفيق بين العملين، عملت في الإذاعة منذ الصباح، وحتى الساعة الرابعة عصرا، وأعود لمنزلي ساعة واحدة، ثم أذهب للإذاعة لكي أقوم بتسجيل الحواديت. • أفصحتى أنك ترغبين فى لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى ؟ فلماذا؟ وهل هناك رسالة محددة ترغبين فى إرسالها له؟ نعم أعربت، فأنا أرى فيه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ودائما ما أتذكره أثناء مشاهدة السيسى عبر شاشات التليفزيون، فأنا أرى في شخصية السيسي المواطن المصري الأصيل العاشق لبلده مثل عبد الناصر، ورسالتى له أن يوحد جموع المصريين بالتألف والمحبة فيما بينهم وأن يكون هناك لغة إحترام وتقدير وثقة، ربنا يقويه علشان أطفالنا وأجيالنا الجايه تبقى عايشة فى أمان.