في الفترة الأخيرة حدث تقارب ملحوظ بين مصر ما بعد الثورة وإيران، تطور جعل البعض يتصور أنه سيضع نهاية لعقود من الجفاء بين البلدين، وجعل دولا أخرى تتوتر من مجرد التفكير في هذا، ولكن جاءت قضية الجاسوس الإيراني لتطيح بكل شيء، فكيف ستؤثر هذه القضية على مجرى العلاقات بين البلدين؟ . الدكتور محمد السعيد ادريس المتخصص في الشأن الإيراني والباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية قال لبوابة الشباب أنه حتى الآن لا توجد معلومات تؤكد حيثية الاتهامات الموجهة للدبلوماسي الإيراني، ولكن بالتأكيد ستؤثر هذه الحادثة على العلاقات بين البلدين، ادريس وصف إيران "بالمتلهفة" على إقامة علاقات استراتيجية بمصر خاصة في هذه الفترة التي تمر فيها حليفتها الرئيسية في المنطقة وهي سوريا بتوترات شديدة ، كما توجد تحديات كبيرة فيما يخص حزب الله في لبنان، ولذلك فإيران حريصة على إقامة علاقات جيدة مع مصر في ظل هذه الظروف . ادريس قال أن التقارب المصري الإيراني في الفترة الماضية أثار تحفظات شديدة عند دول الخليج العربي حيث اعتبرت ذلك التقارب على حساب علاقاتها مع مصر مما اضطر وزير الخاريجة نبيل العربي أن يعلن ويؤكد اكثر من مرة أن أمن الخليج خط أحمر وأنه جزء من أمن مصر القومي وأنا مصر لن تسمح بأي اعتداء على دول الخليج، كما أن قراء المشهد لاتخلو من تصريحات نائب وزير الخارجية الأمريكي من عدة أيام عندما كان في زيارة لمصر، حيث أكد على أن التقارب المصري الإيراني يضر بمصالح مصر. ولقراءة الصورة كاملة يجب ان ننظر لما حدث في قمة الثماني، حيث قررت القمة مساعدات تبلغ 40 مليار دولار لدول الربيع العربي، ربعهم من دول الخليج، فهنا السؤال المهم، هل يمكن أن تقدم هذه الأطراف هذا الدعم الكبير لمصر في ظل تصور لصدام سياسي مرتقب بين مصر وهذه الدول؟؟ إدريس قال أيضا أن صيغة إتهام النيابة للدبلوماسي افيراني كانت صيغ إعلامية فيها تجريح للخط السياسي الإيراني وهو أمر غريب على النيابة وأعتقد أنهم أرادوا به توصيل رسالة معينة لدول غير إيران يسعدها توتر العلاقات المصرية الإيرانية مرة أخرى . وعن سبب تحول وجود جاسوس لإيران في مصر لأزمة بينما تم القبض في الماضي على العديد من الجواسيس لاسرائيل ولم تحدث أزمة بين البلدين قال إدريس : العلاقات بين مصر واسرائيل كانت محكومة في ظل الرئيس السابق بخصوصية تنبع من ربطه لعلاقاتنا مع أمريكا بمدى تقاربنا مع اسرائيل، إنما العلاقات مع ايران مقطوعة وغير مرتكزة على قواعد مصلحية، ليست هناك مصالح تجارية أو اقتصادية تؤثر على هذه العلاقات، علاقات في مهب الريح، مش زي ايران وتركيا الذين يبلغ حجم التبادل التجاري بينهما 7 مليار دولار ولذلك توجد جماعات ضغط تضمن عدم توتر العلاقات بين البلدين، مفيش هذه المصالح في مصر ولذلك تظل العلاقات هشة وفي مهب الريح دائما.