شارك أطباء مستشفيات وزارة الصحة اليوم فى إضراب مفتوح يستمر لأربعة أيام على أن تنظم مظاهرة مليونية بالبلاطى البيضاء بميدان التحرير حال عدم استجابة الحكومة لمطالبهم والتى يأتى على رأسها رفع ميزانية الصحة إلى 15 % وإقالة وزير الصحة . لكن تضامناً مع المريض المسكين .. رفض المئات من الأطباء الانضام للإضراب المفتوح الذى دعت إليه نقابة الأطباء اليوم ، وأعلنوا أن رسالة المهنة تأبى مطلقاً أن يكون المريض الغلبان طرفاً فى الصراع الدائر الآن بين وزارة الصحة والأطباء .. وقد كان جزاء هؤلاء الأطباء الذين رفضوا الإضراب أن تم وضعهم على قوائم سوداء سميت بقوائم "العار" وهى قوائم أعدتها اللجنة العليا للإضراب بدار الحكمة لتحويلهم إلى مجلس تأديب وفضح تخازلهم- رغم التزامهم بآداب المهنة - أمام الرأى العام .. وقد باتت الحالة فى غاية السوء فى مستشفيات الغلابة لدرجة تهدد بأن يفقد الطبيب هيبته فإما أن يلتزم الطبيب بالإضراب طبقاً لتعليمات نقابته ويخالف رسالة المهنة وإما أن ينضم لقوائم "العار" بل ووصل الأمر لحد كتابة شكاوى ومذكرات للنقابة فى حق الأطباء الذين كسروا الإضراب تضامناً مع المرضى بل وسيجرى التحقيق مهم وربما يصل الأمر لسحب كارنيه النقابة منهم وهو وضع غريب لم تألفه مهنة الطب فى مصر من قبل !! . يأتى هذا فى الوقت الذى أعلن فيه وزير الصحة عن البدء فى الاستجابة لمطالب الأطباء فيما يتصل برفع الحد الأدنى للأجور بأن يبلغ 1300 جنيه لطبيب التكليف، و1500 للطبيب المقيم بالمستشفيات و1200 جنيه لطبيب الأسنان و1100 جنيه للدكتور الصيدلي إلى جانب زيادة ميزاينة وزارة الصحة لتصل إلى حوالى 27 مليار جنيه بزيادة قدرها 10 مليارات جنيه لكن مطالب الأطباء لم تتوقف عند حد ذلك وإنما المطلب الآخر هو تطهير الوزارة وإقالة الوزير وتأمين المستشفيات .. وقد وجهت اللجنة العيا للإضراب لمديرى المستشفيات التى لم تتوقف عن العمل تهمة استخدام النفوذ ومنع الأطباء من التعبير عن مطالبهم وكبت آرائهم وتشمل قائمة العار كل من: مدير مستشفى حميات دمياط- وكيل وزارة الصحة بدمياط – مدير مستشفى التكافل بطنطا- مدير مستشفى الصحة النفسية بطنطا- مدير مستشفى الأقصر الدولى- مدير مستشفى حلوان العام - مدير مستشفى المنشاوى بطنطا- مدير مستشفى كوم حمادة العام- مدير مستشفى المحلة العام. ويأتى على رأس القائمة الدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء والدكتور أشرف حاتم وزير الصحة وقد تم تحويلهم جميعاً إلى مجلس تأديب لمختالفتهم قرارات الجميعة العمومية . وكانت اللجنة العليا المشرفة على تنظيم إضراب الأطباء قد أعلنت اليوم عن بدء الإضراب المفتوح فى جميع مستشفيات مصر وذلك بعد أسبوع من الإضراب الأول الذى تم تنظيمه يوم الثلاثاء الماضى نتيجة عدم قيام وزارة الصحة بالاستجابة لمطالب الأطباء المتعلقة برفع ميزاينة وزارة الصحة إلى 15% وكان إضراب الثلاثاء الماضى قد نجح فى إحداث حالة من الشلل فى مستشفيات الغلابة حيث أضرب ما يقرب من 80% من الأطباء واليوم بدء الإضراب المفتوح والمستمر الذى تقوده نقابة الأطباء وتشرف على توجيهه بنفسها .. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد حيث حصلت بوابة الشباب على صورة من خطاب نقابة الأطباء إلى المستشفيات تلزمهم فيها بإلغاء العمليات وتعطيل العمل والالتزام بالاضراب تنفيذاً لقرارات الجمعية العمومية للنقابة والمنعقدة بتاريخ 1 مايو 2011 والتى تنص على إضربا جزئى مفتوح ابتداء من اليوم الثلاثاء 17 مايو على أن يشتمل الإضراب على إلغاء قوائم العمليات الاختيارية غير العاجلة وكذلك الامتناع عن قطع تذاكر العيادات الخارجية لنفس اليوم والمساعدة مع لجنة الإضراب بالمستشفى على تحويل أى حالة عاجلة لتلقى العلاج لها بالاستقبال مع الوضع فى الاعتبار أن الاضراب يشمل إيقاف العمل بالعيادات الخارجية والعمليات غير الطارئة مع استمرار العمل بأقسام الطوارىء والرعاية والغسيل الكلوى والحضانات والأقسام الداخلية والحالات الحرجة بكل أنواعها.. وفى جولتنا بعدد من المستشفيات اليوم ..التقينا الدكتور محمد إسماعيل نائب مدير مستشفى الجلاء للولادة حيث يقول: أنا ضد الإضراب فى حد ذاته لكننى لست ضد المطالب فالمطالب مشروعة وعادلة لكن التوقيت الآن قاتل حيث أن البلد تمر بظروف صعبة جداً وليس من الإنسانية أن نستغل هذه الظروف ونضغط على أعصاب الدولة مهما كانت مطالبنا فمن المفروض أن تستقر الأوضاع أولاً ثم بعدها نبدأ فى منظومة الإصلاح التى من أهم قطاعاتها صحة المواطن لأن المنظومة الصحية بالفعل يجب إعادة النظر فيها وهنا فى المستشفى نحن لم نمنع أحداً من أن يعبر عن رأيه ولكن الأطباء شعروا بالمسئولية ولم يستجيبوا لمثل هذه الدعوات .. وفى مستشفى الهلال ذات الطبيعة الحرجة حيث تتعامل مع أمراض العظام والحوادث والكسور فقد شهدت اليوم إضراباً جزئياً حيث تغيب عدد من الأطباء عن العمل فى العيادات الخارجية فمن بين 10 عيادات لم تعمل سوى عيادتين فقط مما أدى إلى تكدس المرضى فى طرقات المستشفى ورغم ذلك أعلن لنا الدكتور محمود الشناوى مدير المستشفى أن المريض لا يجب أن يكون طرفاً فى هذا الصراع ونحن اتفقنا فيما بيننا على ألا يتعرض أى مريض للضرر مهما كان وإذا أراد أى طبيب أن يضرب فيجب أن يكون هذا لإضراب فى غير ساعات العمل. وفى مستشفى رمد الجيزة انتظم جميع الأطباء فى العمل ولم يمتنع أحد تضامناً مع المرضى الذين يفدون للمستشفى من كل مناطق الجمهورية، وفى مستشفى بولاق الدكرور لم يعمل سوى إثنين من الأطباء هما مدير المستشفى ووكيلها أما باقى الأطباء فقد أضربوا تماماً ونهائياً عن العمل بل وقاموا بإرسال مذكرة لنقابة الأطباء ضد هذين الطبيبين الذين أصرا على العمل ورعاية مصالح المرضى . وفى محاولة لتهدئة الموقف فقد اجتمع الدكتور أحمد السمان مستشار رئيس مجلس الوزارء مع مسئولين من اللجنة العيا للإضراب لتأجيل موعد الإضراب حتى ينتهى الدكتور عصام شرف من دراسة الموقف ولكن تم رفض الطلب وأصرت النقابة على تنفيذ وبدء الإضراب العام والمفتوح طبقا لتهديدها السابق . ومن جانب آخر فقد أعلنت اللجنة العيا للإضراب نتائج إضراب اليوم وذكرت فى بيان لها أن نسبة الإضراب فى القاهرة وصلت إلى 70% وفى الأقاليم وصلت إلى 90% اما فى محافظات القناة فقد أضربت جميع المستشفيات الحكومية لتصل النسبة إلى 100% إضراب .. وقد صعد الأطباء من موقفهم حيث تجمهروا اليوم أمام مقر وزارة الصحة للضغط على الدكتور أشرف حاتم من أجل الاستجابة لمطالبهم .