تصوير: محمود شعبان - فزت علي 7 مرشحين في معركة شرسة ب20 ألف صوت - سني الصغيرة ساعدتني وليس العكس كما يتصور البعض - أدعو البرلماني صاحب تصريحات الاحتشام للتركيز في القوانين والتشريعات أكثر من ملابس النائبات أطلقوا عليها لقب سندريلا البرلمان أو ملكة جمال مجلس النواب، حيث أثارت ضجة كبيرة علي مواقع التواصل الاجتماعي بمجرد أن ظهرت لتؤدى حلف اليمين في الجلسة الإجرائية الأولى، إنها النائبة دينا عبد العزيز الفتاة الرقيقة التى تبلغ من العمر 31 عاما، وقد فازت كمرشح مستقل في معركة انتخابية شرسة مع 7 مرشحين آخرين بدائرة حلوان والمعصرة وذلك ب 19 ألفًا و734 صوتًا من الجولة الأولى.. كيف تعاملتِ مع الضجة الكبيرة التي حدثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام تعليقا على الموقف الذى حدث أثناء أدائك للقسم في الجلسة الإجرائية؟ رأيت صوري وفيديو القسم متداولا بشكل كبير جدا علي مواقع التواصل الاجتماعي، وتعليقى هو أن رقة النائبة ليست لها علاقة بقوة الشخصية، وأثناء تأديتي لليمين الدستورية ما الداعى لأغلظ صوتى وأكون حادة فى كلامى، أنا فخورة لكونى امرأة وفزت فى منافسة شرسة ومشرفة أمام مرشحين رجال بدائرتى حلوان والمعصرة، واستطعت الفوز وتوصيل صوتى للناس وطبعا أسعدني الاهتمام الكبير من الرأى العام، وكنت أتوقع تلك السيناريوهات وردود الفعل سواء من الإعلام أو الشارع سواء كانت إيجابية أو سلبية ولم يكن مفاجأة على الإطلاق، وأتعامل مع هذه الردود ب "ولا حاجة" فلقد أقسمت بصوت عادي وفكرة أن البعض يراني هادئة رقيقة فهذا لا يعيبني وهناك من استفزني وقال لي: إزاي هتقدري علي معارك القوانين ومشاكل الناس؟ وردى هو أن لكل مقام مقال، وأكيد صوتي سيخرج وقت الخناقات والمشاكل، ولكن أرى أنه ليس بالصوت العالي ينجح عضو البرلمان، وأنا مصممة على تحقيق أهدافي، ولن تشغلني التقييمات الشكلية مهما كانت سلبية. أيضا البعض استحسن وجودي والبعض لا، وأنا أعد الجميع بأنني خضت هذه المعركة لأقدم شيئا لبلدي وعليهم أن يعطوني فرصتي وهناك أمثلة على سيدات يتمتعن بقوة الشخصية وفى نفس الوقت طبيعتهن رقيقة مثل الدكتورة آمال عثمان، وزيرة التأمينات والمعاشات السابقة، فهى إنسانة رقيقة جدًا، وفايزة أبو النجا، وزيرة التعاون الدولى السابقة، شخصية قوية جدا ومع ذلك تحافظ على رقتها. متي قررتِ خوض الانتخابات البرلمانية؟ هذا الحلم كان يراودني منذ طفولتي وتحديدا منذ أن كنت في الصف الثالث الاعدادي، تمنيت منذ صغري أن أخدم أهل منطقتي والحي الذي أعيش فيه، ودرست العلوم السياسية وأحضر حاليا للحصول على الدكتوراه ولكن قرار الترشح جاء بعد استقرار الوضع السياسي في مصر فقد فكرت جديا في خوض الانتخابات قبل الأخيرة في وجود الإخوان، ولكنني تراجعت في اللحظات الأخيرة فعدم استقرار الشارع سياسيا وعدم إتزان الحالة الأمنية بشكل كبير كان يعوق عملية التواصل مع الناس في تلك الفترة لذلك تراجعت ولكن مع تغير الأحداث قررت خوض الانتخابات. ولكن ألم ينصحك أحد بالتراجع خاصة أن المعركة الانتخابية كانت صعبة وأنتِ فتاة رقيقة؟ طبعا البعض نصحني بألا أخوض التجربة ولكنني قررت ألا أتراجع عن قرارى وأهلي ساعدوني رغم أنهم بعيدون عن العمل السياسي تماما ولكن من يريد أن يخدم بلده سينجح رغم أي شيء، وأحمد الله أنني لم أخض انتخابات عادية ولم أترشح علي قائمة، علما بأن وجودي علي قائمة كان سيسهل الكثير من الأمور لكنني قررت أن أترشح فرديا ومستقلا دون أي دعم من أي حزب أو عصبيات قبلية ولا تاريخ برلماني أيضا، واستطعت أن أفز بعدد كبير من الأصوات قرابة ال20 ألف صوت بعد منافسة قوية مع 7 مرشحين.
من الذي ساعدك في مشوار الترشح؟ ساعدني إصراري علي تحقيق حلمي بجانب أسرتي وأعنى والدي ووالدتي، هذا بالإضافة إلى توجه الدولة نحو تمكين الشباب، واهتمام الرئيس بالشباب وخفض سن الترشح فهذا مكنني أنا وكثير من الشباب علي تحقيق حلمهم بدخول البرلمان. "مع بعض نقدر".. ما سبب اختيارك لهذا الشعار فى حملتك الانتخابية؟ اخترتُ هذا الشعار لإيماني بأن "مفيش حد لوحده بيغير شيء وأن لازم نكون سوا وإذا ربنا أراد لنا نجاح فلن يكون نجاح فرد بل نجاح فكرة ونجاح كل فرد آمن بالفكرة" وأعتقد أن هذه الفكرة الممثلة في الشعار ساعدتني كثيرا في الوصول لأهل دائرتي خاصة من الشباب والفتيات ممن يقتربون مني فى السن، فلقد دعمونني جدا لأنني في مثل عمرهم وأعتقد أنهم كانوا يريدون نائبا ينتمى لجيلهم بحيث يكون قادرا على أن يتحدث عن مشاكلهم وأحلامهم. وما أهم الملفات التي ستعملين على إثارتها داخل البرلمان؟ الفقر، العشوائيات، المرأة المعيلة، الشباب، العمال، والتسرب من التعليم. هل بالفعل لم يكن لديك مقر انتخابي لإدارة الحملة؟ نعم فقد كان المقر الرسمى لحملتى وسط الناس يعنى معاهم وسط الشوارع لأسمع آرائهم وكنت أنزل بنفسي أوزع ورق الدعاية الخاصة بي ولم يكن لدي مندوبون ولا مساعدون فأنا مقتنعة بأنه كان علي أن أتواصل مع الناس بشكل مباشر، ولم أهتم بهذه المظاهر الكذابة والتي بطبيعة الحال تحتاج إلي أموال ضخمة.
ألم يقلقكِ الانفاق الكبير لباقي المرشحين والدعاية الضخمة ووجود مندوبين وسيارات تجوب الدائرة عليها صور المرشحين وغيرها من أشكال الدعاية؟ نهائيا فالمسألة تغيرت تماما ولم يعد يستطيع أى أحد أن يخدع الناس بمثل هذه المظاهر، حيث أرى أن الناخبين الآن أصبحوا قادرين علي التفرقة جيدا بين من يريد أن يدخل البرلمان فقط ليصبح عضوا بالمجلس ومن يريد أن يخدم الناس ويعمل على رعاية مصالحهم. هل تلقيتِ دعما ماديا لحملتك الانتخابية؟ حملتي الانتخابية كانت بدعم ذاتي وشخصي ولا يوجد من دعمني تمامًا، وكنت معتمدة على نفسي بشكل كامل بما فى ذلك تكاليف طبع وإعداد الصور واللافتات والملصقات، ولم يشارك والدي أو والدتي ماديًا في حملتي الانتخابية، وكان رأيهما أن الدعم يجب أن يقتصر على "دينا" فقط. بالإضافة إلى أن الحملة لم تتكلف الكثير من المبالغ، وتمت إدارتها بأقل الموارد، والعمل فيها كان بشكل تطوعي من شباب وأهل الدائرة، وبدون مساعدة الشباب من أهل الدائرة كان من الممكن أن تفشل الحملة بشكل ذريع وألا أنجح في الانتخابات، أيضا من ساعدنى معنويا يعلم تماما أن الأعضاء الشباب سيتحركون في دوائرهم أكثر ويخدمون الناس بفعالية أكبر. ما تعليقك على مطالبة أحد أعضاء البرلمان للنائبات بالاحتشام؟ لا تصح مثل هذه التصريحات، والاهتمام بالقوانين والتشريعات أهم من مراقبة ملابس النائبات، أيضا أنا وزميلاتي النائبات نمثل المرأة المصرية ونعرف جيدا ما لنا وما علينا.
ماذا عن عملك كباحثة اقتصادية.. هل ستتفرغين للسياسة وأعباء البرلمان؟ بالفعل أنا في إجازة طويلة من عملي حاليًا، ومسألة ترشحي لدورات انتخابية قادمة متوقفة على عملي خلال الدورة الحالية، وهل ستطالب الدائرة ب دينا بعد انتهائها أم لا. أخيرا ما هو الموضوع الذي قمتِ باختياره في دراستك العليا؟ اخترت موضوع الترويج للديمقراطية كأحد أهداف السياسة الخارجية الأمريكية فى مرحلة الماجستير، وحاليا أقوم بإعداد رسالة الدكتوراه في سياسة الولاياتالمتحدة تجاه تغير النظم في منطقه الشرق الأوسط.