يجتمع حوله ملايين الشباب من المتابعين له، ويتنقلون معه إذاعة لأخرى ليثبت أن العمل المحترم يبحث عنه الجميع في أي مكان، تطرقنا معه لجوانب إنسانية مفقودة وغير متوقعة، عرفنا من خلالها أن قصة نجاحه لم تكن وليدة الصدفة، كما فاجأناه باختيار قرائنا له كأفضل مذيع إذاعي عن عام 2015 في استفتاء "الشباب".. إليكم المذيع الشاب أحمد يونس في حوار يكشف تفاصيل حياته الخفية التي لا تخلو من الإثارة ومشوار نجاحه الساطع الذي لم يخل من التعثر.. - بدأت العمل في نجوم إف إم كمعد.. ولم يكن أحدا من أهلي يقتنع بي كمذيع إلا شقيقتي - "كلام معلمين" استكمال لمشوار"ع القهوة" وخطوتي القادمة برنامج تليفزيوني للأطفال ما تعليقك على اختيار القراء لك كأفضل مذيع إذاعي عن عام 2015؟ أحيانا الشخص يعجز لسانه عن الكلام للتعليق على اختيار الناس له في مكانة مرموقة، ولكن بالطبع اختيارهم أسعدني جدا خصوصا أن الفترة الماضية كانت غير مستقرة بالنسبة لي، وكان من الممكن أن يشتت المستمع مع تفاصيل ما حدث، ولكن كون أن الجمهور اختارني برغم انتقالي من مكان إلى آخر وبرغم كل المشاكل التي أثيرت أني كنت طرفا فيها، فهذا معناه أن الجمهور يفصل بين كل هذه المشاكل وبين الشخص الذي يحب متابعته، ويدلل على أنه جمهور ناضج وواع ويستطيع التمييز بين الإعلام المحترم والإيجابي الذي يريد أن يقدم رسالة إيجابية والإعلام التافه. ما هي كواليس مشكلتك مع نجوم إف إم التي حدثت قبل انتقالك لراديو 9090؟ بدون الخوض في تفاصيل المشكلة التي حدثت، مرحلة ما قبل المشكلة كنت أحاول تأهيل نفسي للرحيل لأني كنت في حاجة لعمل أي شكل من أشكال التغيير في حالة الركود التي كانت موجودة والتي كنت أشعر خلالها بغربة وعدم ارتياح برغم عدم وجود أي تقصير من إدارة الإذاعة، وكنت أفكر إما أن آخذ إجازة طويلة أو تغيير جلدي وكانت مثل هذه القرارات صعبة لأني مرتبط ببرنامج عمره 8 سنوات، وفي هذه الفترة لم أكن أعلم ما هو الذي أريده تحديدا، حتى حدثت المشكلة، ووقتها شعرت أن ربنا يقول لي إن كنت لا تستطيع اتخاذ القرار سوف أتخذه لك، فوجدت نفسي انتقل من إذاعة لأخرى، والآن أشعر أنني أبدأ من جديد بيني وبين نفسي، لكن أمام الناس أنا استكمل المشوار. هل كان في خطتك أن يسير برنامجك الجديد"كلام معلمين" على نفس نهج برنامج"ع القهوة"؟ هذا طبيعي، فلا يمكن أن أترك إذاعة أقدم من خلالها برنامجا تنمويا وأذهب لإذاعة أخرى أقدم فيها برنامجا عن تعليم فنون الرقص الشرقي، فأنا لا أستطيع التحول أو التلون، وليس من العيب أبدا أنه حينما يجيد الشخص عمل شيء ما أن يستمر عليه حتى وإن انتقل من مكان لآخر، فالناس ارتبطت باسم أحمد يونس وليس بأسماء البرامج التي يقدمها بتركيبته ومعادلته التي يقدمها في أي مكان سواء في نجوم إف إم أو راديو 9090، والفارق بين مكان وآخر أن هناك مكانا يدعم هذه التركيبة قدر استطاعته ومكانا آخر لا يدعمها. ما هي خطتك التي تبدأ بها العام الجديد في حياتك المهنية؟ خطتي تبدأ بزيادة مدة برنامج "كلام معلمين" بناء على رغبة الجمهور فسوف تزداد مدة إذاعة البرنامج إلى ثلاث ساعات بدلا من ساعتين، كما سوف أقدم برنامجا للأطفال على التليفزيون، أقوم بتصويره مع وكالة ولا أعلم حتى الآن القناة التي سوف تذيعه، وهو برنامج يعمل على تقديم نفس الرسالة التي يحملها برنامجي "ع القهوة" و"كلام معلمين" ولكن للأطفال، وأريد من خلاله أن أصل إلى تربية وتعليم صحيحين لهؤلاء الأطفال، والعمل على تشكيل وعيهم وتنمية ثقافتهم بالحفاظ على الهوية المصرية بدلا من أن يتحدثوا بلغة "سبيس تون" و"إم بي سي 3"، أو بلغة "مفيش صاحب بيتصاحب" و"فرتكة فرتكة"، لذلك سوف يعمل البرنامج على صناعة موسيقى خاصة للأطفال والعودة لعمل أغاني يرتبط بها الأطفال وتحافظ على هويتهم، وسيتم تصوير أغلب البرنامج تصوير خارجي في مخيمات وسفاري وإقامة الحملات، وإن شاء الله سوف تكون تجربة مفيدة جدا للأطفال. بصفتك مذيع ناجح.. كيف كانت خطواتك في حياتك المهنية لتصل إلى هذه المكانة؟ أختلف معك في توصيفي كمذيع ناجح، حيث إني أعتبر كل ما حققته ما هو إلا مرحلة، وأول سلمة من سلالم النجاح هي الاجتهاد، والسعي الدائم على تحقيق الأحلام، لأنه لا يوجد شخص سوف يأتي إلى باب البيت لتقديم الفرصة لك، وإذا كنت تعتقد ذلك فهذا لن يحدث أبدا، فأنا لم أعمل كمذيع أول ما بدأت، فقد بدأت حياتي خلال فترة دراستي بالجامعة بالعمل كعامل نظافة في مطعم شهير، ولم يكن عندي مشكلة في ذلك، وكان وقتها عمري صغير وكنت في حاجة لتكوين نفسي، ولم اترك هذه المهنة لعيب فيها إلا إنني كنت أريد العمل كمرشد سياحي وقدمت في شركة وكان يتوجب علي عمل بعض الاختبارات لمدة شهر وفي النهاية رسبت فيها ولم يتم قبولي بسبب اختبار "الإكسل" فقط، بعدها قدمت في مدارس خاصة وأصبت بضربة شمس من كثرة ما تجولت للبحث عن العمل، وحينما وجدت صعوبة في العمل بدأت أتخذ خطوات في الدراسات العليا وحينما بدأت التحضير لرسالة الماجستير، وخلال هذا التوقيت كان هناك إذاعة لبنانية استمع لها كانت تطلب مذيعين من العالم، فقدمت بها وأجريت المقابلة في مصر وتم قبولي وكنت استعد للسفر إلى بيروت لفترة التدريب، ولكن في نفس التوقيت علمت أن إذاعة نجوم إف إم تبدأ فذهبت للتقديم وقلت لهم عن قبولي في الإذاعة اللبنانية وإنني أريد العمل معهم، وعملت في ثاني يوم من زيارتي لهم، والطريف أنني في أول زيارة لم يكن معي المال لدخول مدينة الإنتاج حيث إن وقتها الدخول للمدينة من خلال بوابات "الماجيك لاند" وهذا يحتاج إلى تذكرة دخول، فاتصلت بهم ليرسلوا أحدا يصطحبني للداخل، وقبلها بيوم جلست في المنزل أمام أسرتي لعمل جلسات إلقاء والغريب أنه لم يكن أحدا مقتنعا بي كمذيع من أهلى إلا شقيقتي، وذهبت للمقابلة ولدي مجموعة من الأفكار ودخلت بها لرئيس الشبكة الذي كان الأستاذ أحمد فهمي وقتها، فوجدته يقول لي إن الإذاعة لا تريد مذيعين في الفترة الحالية وإني سوف أعمل معهم كمعد، كما قال لي أريد أن أتأكد أن هذه الأفكار أنت من كتبها وليس شخصا آخر فاكتب لي فكرتان إضافيتان، فكتبت له ثمانية أفكار فوجدته يقول لي مبروك سوف تبدأ معنا تحت التدريب لمدة ثلاثة أشهر وبعدها سوف نقيمك، ولكني تعاقدت معهم خمسة أيام، ولكني صارحته بأنني لا أريد أن أكون معدا وأعلنت مجددا عن رغبتي في الإذاعة، وظللت ألح على هذه الرغبة حتى أذعت في يوم ولم أذع بعده لمدة سنة بقرار مني، حيث إنني قلت لهم إنني غير راض عن أدائي، وعدت أعمل في الإعداد برغبتي وبدأت أدرس وأتدرب. وأين كانت نقطة التحول للإذاعة من الإعداد؟ بعد سنة قلت لهم إنني جاهز للتقديم، فصدمت بأن مدير البرامج بالقناة يمنعني من الإذاعة، حتى أخذ هذا المدير إجازة وصعد مكانه يوسف الحسيني وشريف فرحات إدارة البرامج، وأول خطوة قاموا بها أنهم طلعوني على الهواء، وكان ليوسف الحسيني الفضل الأول في ذلك بعد ربنا، وبدأت بفقرة في برنامج اسمها "نص ساعة مع أحمد يونس".. حتى وجدته في يوم يتصل بي الساعة الرابعة فجرا ليقول لي أن أقدم برنامج "عيش صباحك" بدلا منه والذي كان يقدمه مع مذيعين آخرين بدلا من المذيعين الأساسيين للبرنامج، فذهبت وقدمت الحلقة، وبعدها بأسبوعين وجدته يناديني ليريني رسالة إلكترونية من الشركة الراعية للبرنامج يبلغونه فيها أنهم يريدونني أن أستمر في تقديم البرنامج، وبالفعل قدمت البرنامج لأكثر من عامين حتى قدمت برنامج"ع القهوة" وأريد أن أقول من كل هذا أنه لا يوجد شيء يأتي سهلا ولكنه بالاجتهاد لابد أن يأتي، فكل الناجحين الذين يمتلكون أسماء معروفة سواء في مصر أو في أي مكان بالعالم لم يكن لديهم واسطة واجتهدوا كثيرا حتى يصلوا إلى المكانة التي هم عليها الآن.