منذ أن قامت ثورة 25 يناير، وأصبحت قيادات الإخوان المسلمين تتواجد بكثافة على صفحات الجرائد بمختلف تواجهاتها، ظهرت مشكلة كبيرة على السطح، وهي أنه بمجرد نشر أي تصريحات لقيادي إخواني على صفحات الجرائد، يخرج بعدها وينفي هذا الكلام، أو يقول إنه لم يقصد ذلك، هذه الحالة تكررت أكثر من مرة مع جرائد قومية وخاصة وحزبية. هل المشكلة في أن الأخوان لا يملكون رؤية سياسية واضحة، أو منهجا يسيرون عليه في تصريحاتهم وتوجهاتهم السياسية، وهذا ما نشك فيه لأنهم أكثر الفصائل السياسية تنظيما على الساحة الآن، أم أنهم بعد سنوات الحظر التي عاشوها خلال العهد السابق لم يتمكنوا من التعامل مع الصحافة، وقد يكون هناك رأي آخر وهو أن تكون لبعض الصحفيين وجهة نظر أخررى في تحريك أخبار الجماعة وتصريحات مسئوليهم في الاتجاهات التي يريدونها. ومن أبرز تصريحات الإخوان لتي أثارت أزمات مؤخرا هو نفى صبحي صالح، الفقيه الدستوري وعضو لجنة تعديل الدستور، ما نقلته جريدتا الشروق والدستور بخصوص دعم الإخوان لمحمد البرادعي كمرشح في الانتخابات الرئاسية القادمة، حيث قال صبحي صالح إن الخبر مختلَق من الأساس، وأن ما قاله أنه من حق البرادعي أن يترشَّح، شأنه شأن أيِّ مصري، والشعب هو من يختار في النهاية، وأوضح أنه لا علاقة للإخوان ولا لصبحي صالح بترشيحه من عدمه، مشيرًا إلى أن الجماعة ملتزمةٌ بما أعلنت عنه، أنه ليس لها مرشح في الانتخابات القادمة، وأنها لن تعلن دعم أحد قبل غلق باب الترشُّح، وانتهاء فترة الطعون والتنازلات. أيضا نفى الدكتور عبد الرحمن البر، ما نشرته صحفية المصري اليوم حول تدشين جماعة الإخوان المسلمين لقناة فضائية ستبث في مايو المقبل، مؤكدًا أن الحوار المنشور أضاف على لسانه ما لم يقله، كما غيَّر من الكلام الذي أدلى به لمحررة الجريدة، وقال إن المصري اليوم نشرت عنه أن الإخوان المسلمين قرروا إطلاق قناة فضائية في أبريل القادم على أن تنطلق فعليًّا أول مايو القادم، وسيتم الاستعانة ببعض العاملين بموقع إخوان أون لاين والمكاتب الإدارية، وأيضًا خبراء من قناة "الجزيرة"، وأكد أن ذلك المنشور عارٍ تمامًا من الصحة، وأضاف: لم أدلِ في الحوار بهذا الكلام، ولم أذكر أن الإخوان سيطلقون قناةً فضائيةً الآن، كما لم أذكر أن مكتب الإرشاد طلب من المكاتب الإدارية ترشيح أحد، وما ذكرته هو "نحن بصدد الإعداد لإطلاق القناة الفضائية قريبًا، وهذا أمر طبيعي في ظل المتغيرات الحالية حيث يحرص الإخوان على التواصل مع المجتمع وإعلان توجهاتها السياسية على الملأ، وسنعمل على ان يكون للقناة دور تنويرى في الإعلام المصري". أيضا نفى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مجلس شوري جماعة الإخوان المسلمين، وعضو مكتب الإرشاد السابق استقالته من الجماعة، ما نشرته بعض وسائل الإعلام عن استقالته من الجماعة، وكانت بعض المواقع الإخبارية والصحف قد نشرت خبر استقالة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح من جماعة الإخوان المسلمين. أيضا نفي الدكتور عصام العريان، المتحدث الرسمي باسم للإخوان المسلمين، اعتزام الجماعة المنافسة على 50% من مقاعد مجلس الشعب القادم، مؤكداً على أن النسبة التي سينافس عليها الإخوان ستتراوح بين 30 و 35%، جاء ذلك تعقيبًا على تصريح محسن راضي، أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين والنائب البرلماني السابق، الذي نشرته جريدة "المصري اليوم"، بأن الجماعة تدرس المنافسة على 50% من مقاعد مجلس الشعب، وأضاف العريان في تصريحات خاصة لمصراوي، أن الجماعة تتسمك بمبدئها المتمثل في المشاركة والتمثيل دون المغالبة والسيطرة، مؤكداً على أن الإخوان المسلمين لا يهدفون لحصد أغلبية برلمانية، وأضاف القيادي الإخواني أن الرأي الرسمي للجماعة لا يعبر عنه إلا المرشد العام الدكتور محمد بديع، والمتحدث الرسمي للجماعة، وكذلك الموقع الإلكتروني الرسمي للأخوان، مشدداً على أن أية تصريحات أخرى لأعضاء بالإخوان المسلمين لا تعبر إلا عن رأي أصحابها . والآن .. هل تعتقد أن المشكلة في جماعة الإخوان المسلمين .. أم أن المشكلة في الصحفيين؟