كشفت شركة كاسبرسكي المتخصصة بأبحاث وتطبيقات الأمن الرقمي، عن أحد أضخم برامج التجسس التابعة لوكالة الأمن القومي الأمريكية NSA، حيث أعلنت عن تمكن الوكالة من زرع برمجية للتجسس داخل البرنامج الثابت Firmwareالخاص بالأقراص الصلبة التي تنتجها العديد من الشركات، وقد تمكنت الوكالة من إخفاء برمجيتها داخل الأقراص الصلبة الأكثر شهرة وانتشارا في الأسواق، كالأقراص التي تتنجها شركات مثل ويسترن ديجيتال وسيجيت وتوشيبا وسامسونج وغيرها.. ويعتبر البرنامج الثابت الخاص بالقرص الصلب من أخطر أجزاء الحاسب التي يمكن للمهاجمين اختراقها، وذلك بسبب تشغيله تلقائيا مع كل تشغيل للكمبيوتر، واستحالة حمايته بواسطة مضادات الفيروسات التقليدية، كما يتيح التجسس عليه إمكانية الحصول على كافة المعلومات الموجودة على القرص الصلب، وبحسب "كاسبرسكي" فقد حققت وكالة الأمن القومي قفزة تكنولوجية كبيرة بتمكنها من اختراق البرامج الثابتة الخاصة بالأقراص الصلبة وقدرت بأن هذا قد بدأ منذ العام 2001، وقالت الشركة إنها وجدت أجهزة الكمبيوتر في 30 دولة مصابة بهذا الفيروس، والدولة الأكثر تأثرا هي إيران، تليها كل من روسيا وباكستان وأفغانستان والصين وغيرها، وتتضمن الأهداف مؤسسات حكومية وعسكرية وشركات اتصال ومصارف وشركات للطاقة والأبحاث الذرية ووسائل الإعلام وناشطين إعلاميين، وأكدت كاسبرسكي أنه يستحيل على أي جهة كانت، بما في ذلك وكالة الأمن القومي، تطوير فيروس لاستهداف البرامج الثابتة للأقراص الصلبة، دون الحصول على الشفرة المصدرية الخاصة بهذه البرامج، إلا أن شركات ويسترن ديجيتال وسيجيت ومايكرون نفوا علمهم ببرنامج التجسس في حين قال المتحدث باسم ويسترن ديجيتال إنه لا فكرة لديه حول الكيفية التي تمكنت فيها الوكالة من الحصول على الشفرة المصدرية للبرنامج الخاص بالأقراص الصلبة التي تنتجها شركته، ويذكر أن كاسبرسكي لم تسم الدولة التي تقف خلف هذا الفيروس بشكل صريح، لكنها ألمحت بقوة إلى الولاياتالمتحدة حيث ذكرت في تقريرها أن الفيروس مرتبط بشكل كبير بفيروس Stuxnetالذي استخدمته وكالة الأمن القومي الأمريكية لمهاجمة المفاعلات النووية الإيرانية.