تمر هذه الأيام ذكرى الأربعين لرئيس أركان القوات المسلحة الأسبق الفريق الراحل سعد الدين الشاذلى أحد قادة حرب أكتوبر المجيدة ، وهى ذكرى يعتبرها الكثيرون فرصة لمنح هذا الرجل العظيم بعضاً مما يستحقه خاصة وإن جنازته شُيعت فى يوم رحيل الرئيس السابق مما لم يُتِح الفرصة لطوائف الشعب المصرى للمشاركة فيها . وربما شاءت الأقدار أن يكون يوم ريحل هذا الرمز الكبير هو نفسه يوم سقوط النظام الذى أساء له واعتقله رغم أنه أفنى حياته دفاعاً وحباً لوطنه. ولد الراحل البطل في ابريل عام 1922 بإحدى قرى مركز بسيون- محافظة الغربية بدلتا النيل من أسرة عسكرية كانت من أعيان القرية ، والتحق بالكلية الحربية عام 1939 وفي عام 1941 حظي بشهرته لأول مرة عندما كانت القوات المصرية والبريطانية تواجه القوات الالمانية في الصحراء الغربية خلال الحرب العالمية الثانية في أثناء هزيمة 1967 أثبت الشاذلي نفسه مرة أخر عندما قاد وحدة من القوات المصرية الخاصة المعروفة بمجموعة الشاذلي في مهمة لحراسة سيناء بعد يوم واحد من اطاحة الرئيس السادات واقطاب النظام الناصري فيما اطلق عليها ثورة التصحيح ، وعين الشاذلي رئيساً لأركان القوات المسلحة المصرية باعتباره بأنه لم يكن يدين بالولاء إلا لشرف الجندية ، وظل الشاذلي يستعد لمواجهة العدو بكل الوسائل وضع خطط تطوير الجيش المصري بأحدث المعدات الحديثة تتناسب مع استعدادات العدو وتحصيناته وكان ابرزها خط بارليف ويعد العقل المدبر لخطة عبور الجيش المصري إلى سيناء وتحقيق نصر أكتوبر العظيم .. ولكن في اثناء سير المعارك نشب خلاف حاد مع الرئيس السادات حول تطوير الهجم وفوجئ الشاذلي بقرار تنحيته وتعيينه سفيراً لمصر في لندن. وفي عام 1978 انتقد الشاذلي معاهدة كامب ديفيد وعارضها علانية ما جعل الرئيس السادات يأمر بنفيه من مصر فاستضافته الجزائر في المنفى ، وكتب الفريق الشاذلي مذكراته عن الحرب التي اتهم فيها السادات باتخاذ قرارات خاطئة بالرغم من جميع النصائح من المحيطين في اثناء سير العمليات على الجبهة .. ولم يكتف بذلك فقد تقدم ببلاغ إلى النائب العام المصري اتهم فيه الرئيس السادات باستغلال سلطاته ، فحاكمه السادات غيابياً بإفشاء أسرار عسكرية وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة ووضعت املاكه تحت الحراسة ، وعندما قرر الحضور إلى مصر 1992 خيره الرئيس مبارك بين التقدم بالتماس بإعفائه من عقوبة الحبس وبين قضاء العقوبة فحاله كبرياؤه العسكري دون ذلك ..ففضل قضاء العقوبة وظل حبسه عاراً يلاحق الرئيس مبارك في كل مكان مع أن الشاذلي كان قائداً في اثناء حرب أكتوبر المجيدة..
